النكسة ومعركة الوعي و”سبحان الذي أسرى بعبده”

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on telegram
كتب : عبد الله المجالي

الشعوب الحية والحرة لا تنسى قضاياها، وذاكرة الشعوب محل معركة لو تعلمون عظيمة، والغزاة دوما يتطلعون إلى كسب تلك المعركة ولهم في ذلك أساليب عديدة، كانت في السابق تعتمد على البطش والترهيب، واليوم ابتكروا أساليب حديثة تعتمد على الخداع والتمويه والقوى الناعمة، والأدهى اعتمادها على أبناء جلدة الشعوب المطلوب شطب ذاكرتها، فيصبحون هم السلاح الأمضى والأشرس والأكثر غرزا في قلب الذاكرة.

تمر ذكرى نكسة حزيران، ولو مرت ألف مرة يجب أن لا تمحى من ذاكرتنا، ويجب أن لا نسمح لأحد أن ينسينا إياها ولا حتى تحت وقع الإحباط أو الملل أو التعب أو الفشل.

تمر ذكرى نكسة حزيران لتذكرنا بالمشروع الصهيوني المتربص بالمنطقة كلها، ومخطئ وساذج وغبي من يعتقد أن المشروع الصهيوني مشروع محلي يستهدف فلسطين وحدها، أو يستهدف الشعب الفلسطيني وحده. هناك من الوثائق والأدلة، ربما بالمئات، ما يثبت أن المشروع الصهيوني مشروع توسعي يسعى لإنهاك الأمة العربية والإسلامية وإذلالها ونهب خيراتها، وهو امتداد للمشروع الاستعماري الذي جثم على صدرالأمة مئات من السنين وكلفنا ملايين الشهداء وعشرات الملايين من المصابين حتى تخلصنا منه ظاهريا، ولا زالت معركة الوعي والذاكرة مستمرة حتى الآن.

ساحة الوعي تبدو اليوم هي ساحة المعركة، والمشروع الصهيوني يستهدف ذاكرتنا بكل قوة مستغلا ما آلت إليه أوضاعنا بسبب أخطائنا وغبائنا وصراعنا مع بعضنا البعض، ومستغلا نبات الغرقد الذي غرسه بيننا، في غفلة منا، ورعاه وسقاه حتى أصبح يغطي على نخلنا وزيتوننا.

القدر وضع الشعب العربي، خصوصا في بلاد الشام ومصر، في مواجهة المشروع الصهيوني، وفي معركة الوعي يبلون بلاء حسنا حتى الآن رغم شراسة الهجمة ورغم الاختراقات من هنا وهناك. والشعب العربي في الخليج والمغرب العربي يواجه معركة الوعي كذلك. ولا تكتمل صورة المواجهة إلا بمشاركة الشعوب الإسلامية، ومَنْ غير “سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله” تدفعهم للمشاركة في المواجهة؟

معركة الوعي تحتج إلى شحذ كل الأسلحة، فخسارتها لا سمح الله هي الخسارة التي لا تعوض

اكتب تعليقك على المقال :