يحسب لوزارة التربية مسارعتها إلى تشكيل لجنة لدراسة الانتقادات الحادة
التي وجهت لمنهاج مادتي العلوم والرياضيات للصفين الأول والرابع الابتدائي.
ويحسب للجنة أنها لم تدر ظهرها لملاحظات الميدان والمختصين، فأوصت بتعديلات
على المناهج، كما يحسب لوزارة التربية مسارعتها إلى تنفيذ تلك التوصيات
حتى ونحن في منتصف الفصل الدراسي.
لا أريد أن أتحدث عن المناهج بشكل فني فهذا مجال المختصين، لكن من راقب قصة
المناهج وما وصلنا إليه مؤخرا، يجب أن يضع يده على قلبه جراء التخبط
الواضح في مجال المناهج، ومن المشروعية أن نتساءل: كيف أقرّ ذلك المنهاج؟
هذا السؤال مهم للغاية لأن الإجابة أو محاولة الإجابة عنه لا بد أن تفتح
لنا الباب واسعا على سؤال آخر: من هو المسؤول عن تطوير المناهج؟ وما هي
الفلسفة التي يقوم عليها ذلك التطوير؛ إذ لكل منهاج فلسفة وهدف؟ ومن هي
الجهة أو الجهات التي تمول المشروع؟
مسألة المناهج مسألة لها أولوية في كل دول العالم، فهي تعبر عن خصوصية كل
بلد وعقيدته ولغته وهويته وثقافته وتاريخه، ومن خلالها يصاغ النشء، وتصاغ
ثقافته وفكره وتوجهاته.
ألا ترون أن الأقليات العرقية في كل مكان تناضل وتكافح، وأحيانا تقاتل
وتقدم الضحايا، في سبيل أن ينعم أبناؤها بمدارس تدرس بلغتهم وتهتم بثقافتهم
وحضارتهم.
فما بالنا في الوطن العربي نسير بالعكس، ونحاول أن «نطور» مناهجنا باتجاه يسلخ النشء من لغته وهويته وحضارته؟!!