– دعا لمنح الشباب فرصة اكتساب الخبرة السياسية العملية من خلال انخراطهم في الحياة السياسية والعملية الديمقراطية
– توقع وقوع موجة ثالثة من الربيع العربي في ظل استمرار مسببات الثورات العربية
– العديد من الدول العربية تمر في أخطر أزماتها وتعيش حالة من الاستقرار القمعي أو الديمقراطيات الهشة
– على الأنظمة المستبدة المبادرة للإصلاح والتصالح مع الداخل قبل أن ينفجر بركان الشعوب
– ما يجري من اتفاقيات للتطبيع هو بين الأنظمة المستبدة والصهاينة ولن تنجح محاولات فرضه على الشعوب
أكد الرئيس التونسي الأسبق الدكتور المنصف المرزوقي في كلمة له خلال حوارية أقامها القطاع الشبابي لحزب جبهة العمل الإسلامي مساء اليوم السبت على ضرورة أن يعمد الشباب العربي للمبادرة في العمل السياسي والمجتمعي والاقتصادي وتوحيد جهود الأحزاب والقوى السياسية ومؤسسات المجتمع المدني لإصلاح الدولة وبناء خطط تنمية طويلة المدى في ظل ما تعيشه الدول العربية مما وصفه بحالة الاستبداد والديمقراطية غير المستقرة والفاسدة العاجزة عن وضع خطط تنمية مستدامة.
ودعا المرزوقي في الحوارية التي أدارتها عضو اللجنة المركزية للقطاع الشبابي نور أبو غوش بعنوان “الديمقراطيات في الوطن العربي، واقعها، ومستقبلها، ودور الشباب فيها” إلى أن يتحلى الشباب بالصبر وسياسة النفس الطويل والثقة والعزيمة والمبادرة وعدم الركون للإحباط فيما يتعلق بالعمل السياسي والمجتمعي والعمل العام وصنع التغيير في ظل ما تعيشه العديد من الدول العربية من أخطر أزماتها في ظل تغول الفساد والاستبداد وتولد ما وصفه بحالة “الاستقرار القمعي” في العديد من الدول وليس حالة الاستقرار المفضية للتنمية والنهضة.
وأضاف المرزوقي “مهمة الجيل مواجهة الاستبداد والوصول إلى ديمقراطيات حقيقية مستقرة وغير فاسدة ومواجهة التحديات مما سيمكن الدول من وضع خطط طويلة المدى للتنمية والنهضة، وذلك بالبناء على ما بناه الآباء والمؤسسون على طريق مواجهة الاستبداد”.
وأكد المرزوقي ضرورة منح الشباب فرصة اكتساب الخبرة السياسية العملية من خلال انخراطهم في الحياة السياسية والعملية الديمقراطية مع ضرورة أن يبادر الشباب لتنمية مهاراتهم السياسية والاجتماعية والدخول في معترك العمل العام، كما أكد ضرورة أن يبني الشباب حالة من التوازن بين الحياة الشحصية والعائلية والحياة المهنية والحياة السياسية والمجتمعية بحيث يكون ناجحاً في حياتة الشخصية والمهنية مع انخراطه الإيجابي في المجتمع الذي يعيش فيه.
وأضاف المرزوقي ” رغم ما يواجهه الشباب من نحديات كبيرة سواء فيما يتعلق بتوفر فرص العمل والتحديات السياسية والتكنولوجية، إلا أنه يتمتع بوعي سياسي متقدم وبإمكانيات كبيرة لم يتحصل عليها الاجيال السابقة خاصة فيما يتعلق بتطور وسائل التواصل المختلفة بين الأفراد عبر الشبكة العنكبوتية والقدرة على بناء المعرفة المطلوبة”.
وأكد المرزوقي أن نجاح الحكومات مرتبط ببرنامج عملها وليس بالأشخاص، مشيراً إلى تجربته خلال تولي فترة الرئاسة في تونس وتقديم الشباب في العديد من المواقع القيادية التي أثبت الكثير منهم كفاءتهم في القيام القيام بالمهام الموكولة إليهم، حيث أكد ضرورة عدم التمييز بناء على الجنس أو الفئة العمرية وإنما بناء على الكفاء وعمله، كما أشاد بالبيئة القانونية في تونس وما تتضمنه من إتاحة مجالات واسعة للعمل المجتمعي والسياسي وعدم تقييد الحريات في تونس.
وحول الواقع التونسي أشار المرزوقي إلى ما تواجهه تونس من حالة عدم استقرار الحكومات وسرعة تغييرها بسبب قانون الانتخابات الذي كان يهدف للتضييق على القوى والأحزاب المؤيدة للثورة ويعيق استقرار العملية الديمقراطية، مؤكداً أن أن دول الثورة المضادة ستواصل ضرب الديمقراطيات في الدول العربية والتصدي لها بمختلف الوسائل.
وتوقع المرزوقي وقوع موجة ثالثة من الربيع العربي مشيراً إلى ما جرى من موجة ثانية من الربيع العربي في كل من السودان والعراق ولبنان بعد سنوات من الموجة الأولى للربيع العربي في ظل استمرار ذات المسببات التي أدت لانطلاق الثورات العربية في المنطقة خاصة في ظل استمرار الفساد والاستبداد والقمع والفقر وعدم مبادرة الأنظمة المستبدة للإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتصالح مع شعوبها.
وأكد المرزوقي أن ما يجري من اتفاقيات للتطبيع هو بين الأنظمة المستبدة والمشروع الصهيوني وأنه لن تنجح محاولات فرض هذا التطبيع على الشعوب التي ترفض اتفاقيات الاستسلام وأي علاقات مع الاحتلال الصهيوني.