تجتهد المصانع الكيماوية الفلسطينية في الضفة الغربية لزيادة قدرتها الانتاجية من مواد التعقيم وتحديدا مطهر اليدين “الهايجين”، لتلبية الطلب المتزايد عليها في السوق الفلسطيني، الذي يعني من نقص حاد فيها، في ظل انتشار وباء “كورونا”، وتوصيات وزارة الصحة للمواطنين باتباع أساليب الوقاية والاهتمام بنظافة اليدين تحديدا.
لكن الأمر ليس سهلا على المنتج الفلسطيني، الذي يشكو من نقص المواد الخام وخاصة مادة “الكحول”، التي يتحكم بسعرها ويحتكرها التجار الإسرائيليون.
وما إن ظهرت الاصابات بالكورونا في الضفة الغربية قبل نحو ثلاثة أسابيع وتحديدا في مدينة بيت لحم جنوبا، حتى شهد الاقبال على المعقمات عامة و”الهايجين” خاصة، ارتفاعا غير مسبوق، إلى درجة أنها نفذت من كثير من الصيدليات ومحال “الكوزمتكس”، والمتاجر، ما دفع بوزارة الاقتصاد إلى الطلب من المصانع المتخصصة رفع قدرتها الانتاجية في مجال تصنيع المعقمات بما يلبي حاجة السوق في هذا المجال.
وخولت الحكومة قبل نحو عشرة أيام إنتاج المعقمات لشركة عاشور للمنظفات الكيماوية في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية. وقال مالك الشركة سفيان عاشور، إن الشركة لم تكن مخولة بإنتاج المعقمات، لكن نظرًا لظروف انتشار فايروس “كورونا”، وبعد التواصل مع الحكومة، مُنحت الشركة ترخيصا لإنتاج المعقمات.
وبيّن أن المصانع أمام مشكلة كبيرة في المادة الخام الرئيسية لمنتج الكحول، التي يتم توفيرها بكميات قليلة من شركات إسرائيلية. إقبال كبير بدوره، أوضح مدير مديرية وزارة الاقتصاد في محافظة نابلس بشار الصيفي أن المعقمات الموجودة في الأسواق، إما مستوردة أو أنها من انتاج محلي، وكلا الصنفين يشهدان اقبالا كبيرا على شرائها من المواطنين، “لذا طلبنا من المصانع المتخصصة بالضفة عامة، وفي مدينتي نابلس والخليل خاصة زيادة انتاجها، على أن يخضع المنتج الجديد للفحص المخبري من وزارة الصحة للتأكد من مطابقته للمعايير العالمية قبل طرحه للاستهلاك”.
وأشار الصيفي في حديثه لـ”فلسطين الآن” إلى أن أصحاب المصانع الفلسطينية يشتكون من نقص المواد الخام، ورفع الأسعار والاحتكار من التجار الإسرائيليين، الذين رفعوا الأسعار بنسبة 35%، واحتكروا عُلب التعبئة.
نقص الكحول لكن العقبة الكبرى تكمن في النقص الحاد في مادة “الكحول”، وهي العنصر الرئيسي المستخدم في انتاج المعقمات، نظرا لاستخدامه ايضا في تعقيم أماكن غير معتادة كالشوارع والمنشآت، كما أنه غير متوفر محليا، وبالتالي يتم استيراده من دولة الاحتلال، والبحث عن بدائل صعب جدا، إذ أن هناك نقصا عالميا في المواد الخام لتصنيع مواد التعقيم، ومنها الكحول، كون الوباء بات عالميا.
وسبق أن اعلنت الحكومة الفلسطينية أنها ماضية في السماح للمصانع الفلسطينية باستيراد كمية محدودة من مادة الكحول من الأردن، مع تسهيلات جمركية لتغطية النقص المحتمل.
ووفق المعايير الصحية، يجب أن تصل نسبة الكحول في معقم اليدين من 60% إلى 70 في المائة، حتى يكون فعالا ويقضي على الجراثيم. وفي حال كانت النسبة أقل، فإنه يفقد مفعوله المطلوب.
ويوضح مؤيد خطيب، وهو صاحب معرض لبيع مواد التنظيف في سلفيت لـ”فلسطين الآن” أن “الإقبال على شراء الهايجين كبير، والطلب عليه أكثر من الصابون والمناديل الورقية. “لقد اشتريت كميات كبيرة، ووضعتها في مخزني، لأن المورد أكد لي أنها مفقودة حتى في إسرائيل”.
ويشير إلى أن الطلب المتزايد على “الهايجين” رفع سعره بشكل كبير، فالعبوة الصغيرة مثلا (100 ملم) لم يكن سعرها يزيد عن 5 شواكل، اليوم تباع بـ7 أو 8، أما العبوة المتوسطة شائعة الاستعمال (250 ملم) فكان سعرها 12 إلى 15 شيكلا في أغلى الصيدليات والمحال، لكنك لا يمكن ان تشتريها اليوم بأقل من 22 إلى 25 شيكلا.