كشف نائب وزير التربية والتعليم في جمهورية مصر العربية أن وزارته تلقت توجيهات من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بشطب آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية من منهاج اللغة العربية والتاريخ، وحَصْرِ الآيات والأحاديث بمادة التربية الإسلامية فقط.
نواب مصريون أثنوا على ذلك، وقال أحدهم إن وجود آيات من القرآن الكريم وأحاديث نبوي شريفة في المناهج “يعطي مجالاً لمدرسين غير مؤهلين أن يفسروا تلك النصوص تفسيرات متطرفة وهدامة، ونشر الأفكار المتطرفة”!!
لا أبتعد عن الحقيقة إن قلت إن المعركة التي تواجهها الأمة في هذه الأيام هي معركة الوعي، والمناهج التربوية هي في قلب تلك المعركة.
لا نحتاج إلى دليل لإثبات مدى تهافت الحجج لإبعاد القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة عن المناهج، وإذا سلمنا بتلك الحجج، فيجب عدم تدريس مواد الكيمياء والفيزياء؛ لأنه يمكن للإرهابيين استغلالهما في صنع المتفجرات! كما يجب إلغاء الكليات الحربية والعسكرية؛ لأنه يمكن للمتطرفين التسلل والاندساس فيها!
وإذا ما استسلمنا لذلك المنطق العجيب الذي لا يظهر إلا عندما نتحدث عن الدين الإسلامي، فسنصل إلى مرحلة سنلغي فيها مادة التربية الإسلامية لذات السبب، وسنلغي دراسة الشريعة الإسلامية في الجامعات لذات السبب، وسنغلق المساجد لذات السبب، وسنصل إلى مرحلة يطلب فيها إلغاء الإسلام كله لذات السبب!!
معركة المناهج على أشدها في العالم الإسلامي كله، من جاكرتا شرقا إلى طنجة غربا، والهوية الإسلامية والقرآن الكريم والأحاديث النبوية واللغة العربية هي المستهدفة، والحجة هي التطوير ومواكبة العصر واللحاق بركب الحضارة!! لكنها معركة تدار بصمت ودون ضجيج، رغم ما ينفق عليها من أموال طائلة.
مصر قاطرة العالم العربي، واهتمامنا لما يجري هناك هو لأن ما يجري هناك سيصل إلينا بصورة أو بأخرى.