الكهرباء تنقطع ساعات طويلة، والنوم في ظل حرارة مرتفعة، ورطوبة عالية، مهمة مستحيلة.
الوقود انقطع في لبنان أو يوزع بكميات قليلة، ما دفع أصحاب المولدات للتوقف عن تزويد الناس بالكهرباء، فاكتملت الحلقة: لا كهرباء دولة، ولا كهرباء مولدات.
اللاجئون الفلسطينيون في لبنان عادوا نهارا إلى أساليب قديمة: يرشون المياه أمام المنازل، يضعون طاولات وكراسي في الطرقات، يجلسون أمام المنازل بسبب الحر الشديد والرطوبة العالية وانقطاع الكهرباء.
كان اللاجئون يتلهون أحيانا بالإنترنت الذي ينقلهم إلى آفاق أبعد.
اليوم ومع تراجع قوة الإنترنت وانقطاع الكهرباء، صار التواصل مشكلة.
لا كهرباء لا هواء لا مياه باردة، لا إنترنت لا وقود.
أيضا ارتفعت نسبة البطالة في المجتمع الفلسطيني في لبنان الذي هو أساسا يعاني من أزمة تاريخية بسبب قلة العمل، وضع لا يحسد عليه أحد.
تتوالى المصائب.
هبوط حاد في قيمة الليرة اللبنانية، وارتفاع هائل في الأسعار، وفقدان مواد غذائية أساسية.
كورونا دخل ساحة المعركة ضد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، إصابات في عدد من المخيمات، والرعاية غائبة، وجهود بعض القوى والجهات المسؤولة أقل من المطلوب.
خطر جديد يهدد مستقبل الطلاب الفلسطينيين، الأونروا تنازع، والمدارس اللبنانية الرسمية قد تتوقف عن استقبال طلاب فلسطينيين وهم بالمئات، والأونروا عاجزة عن استقبال المزيد من الطلاب.
تكاليف الدراسة مرتفعة جدًّا، غلاء الكتب والقرطاسية نار تكوي الأهالي.
العام الدراسي القادم مهدد بسبب الأزمات وبسبب كورونا، والجهات الدولية المسؤولة عن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ضعيفة وعاجزة، والحكومة اللبنانية ضعيفة ولا تقدم شيئا، والجهات الفلسطينية لا تمتلك مقومات المعالجة الجذرية.
عين اللاجئ الفلسطيني على أرضه ووطنه وقضيته.
وعينه الأخرى على المجتمع الغارق في الأزمات.
أزمة يتوقع لها الاستمرار أشهرا أو سنوات.
المطلوب إغاثة إنقاذية فقط، بُذلت جهود كثيرة سابقة، الأمر يحتاج متابعة وجهود دولية ومحلية، للبقاء على قيد الحياة.