مع توالي الاعتداءات الصهيونية بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية، في القدس المحتلة، والضفة الغربية، هبّ الفلسطينيون شيباً وشباباً، رجالاً ونساءً وأطفالاً، للدفاع عنها متسلحين بإرادة عالية وهمة كبيرة.
تلك الإرادة، جسّدوها في الخروج في منتصف الليل رغم الأجواء شديدة البرودة، تاركين خلفهم دفء الفراش، لصلاة الفجر في المسجد الأقصى المبارك، والمسجد الإبراهيمي بالخليل، حاملين هم الدفاع عنهما مع تصاعد الانتهاكات الصهيونية بحقهما.
تلك الهبة الفلسطينية، التي جسدها المقدسيون وأهالي الداخل المحتلة والضفة الغربية، بتلبية دعوات فلسطينية لأداء صلاة الفجر في المسجدين، تزامنت مع إطلاق حملة الفجر العظيم، التي دعت إليها حركة حماس في قطاع غزة لمساندة أهالي القدس والضفة الغربية.
وشارك اليوم الجمعة، الآلاف في “فجر الكرامة” مؤدين صلاة الفجر في المسجدين الأقصى والإبراهيمي، والتي دعا إليها نشطاء وقيادات مقدسية، رغم الاعتداءات الصهيونية على المقدسيين في حرم الأقصى.
وتفاجأت الشرطة الصهيونية -وفق القناة الثالثة الصهيونية- بعدد غير مسبوق من الفلسطينيين الذين وصلوا -اليوم- لأداء صلاة الفجر في المسجد الأقصى المبارك، لتقابلهم بقمع شديد واعتداء على النساء والمرابطات والمرابطين، في حين منعت المبعدين من الصلاة على بوابات الأقصى.
وأثناء الاقتحام الهمجي تعالت أصوات الآلاف في رحاب الأقصى بصيحات التكبير، وهتافات النصرة للمسجد من براثن وهمجية الجيش الصهيوني.
مرحلة جديدة
خالد أبو عرفة، وزير شؤون القدس السابق، قال: إن حملة الفجر العظيم التي انطلقت من المسجد الأقصى المبارك والحرم الإبراهيمي ومساجد قطاع غزة، تدشن مرحلة جديدة من الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي في الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية.
واكد أبو عرفة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن هذه الحملة تأتي في سياق تمادي الاحتلال سلطات الاحتلال في اعتداءاتها المتكررة والمسعورة خلال المدّة والسنوات الماضية دون اعتبار لمشاعر المسلمين وحقوقهم في العبادة.
وأضاف: “الاحتلال تمادى في الاعتداء على النساء والأطفال والعجائز، واعتدى على حقهم في أقدس حقوق الانسان وهو العبادة بأمان في مسجدهم الأقصى المبارك”، مشيراً إلى معاناة المسيحيين بمدينة القدس المحتلة من الاعتداءات الإسرائيلية بحقهم.
وأشاد الوزير السابق بحملة صلاة الفجر، التي تؤجج الشعور الحقيقي تجاه القدس المحتلة، حيث يتنادى المقدسيون والمسلمون للدفاع عن مسجدهم المقدس وتراب القدس المحتلة، ومصليات المسجد الأقصى المبارك ومرافقه وساحاته وبواباته.
شرارة النصر والتحرير
أما عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران، فقد قال: إن الحشود الكبيرة التي شاركت في فجرنا العظيم في المسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي ومساجد فلسطين عامة، ما هي إلا شرارة الأمل بالنصر والتحرير، مشددا على أن تلك الجموع المباركة رجالا ونساء فداء للأقصى وترابه.
وأضاف بدران، في تصريحٍ صحفيٍّ، الجمعة، تلقى “المركز الفلسطيني للإعلام” نسخة منه، أن رسالة الجموع المباركة لقادة العدو الجبناء الذين دفعوا الشرطة للاعتداء على المصلين في ساحات الأقصى المبارك، هي أن الأقصى بكل أروقته وساحاته خط أحمر لن نسمح المساس بقدسيته.
وأكد أن جهود الاحتلال في تهويد الأقصى والإبراهيمي، وتدنيس المقدسات، والاعتداء على المرابطين، لتؤكد ضرورة انخراط أبناء أمتنا العربية والإسلامية في دعم الأقصى والمرابطين، وأن تكون صلاة الفجر العظيم في كل عواصمنا الإسلامية إيذانا ببدء مسيرة الأمة للنصر والتحرير بإذن الله.
إ المركز الفلسطيني للإعلام