باقتراب موعد رحيل ترمب وطاقم إدارته من البيت الابيض ارتفع منسوب التوتر في منطقة الخليج العربي، فبعد الاعلان عن اقتراب الغواصة الاسرائيلية من مياه الخليج اطلق قائد بحرية الحرس الثوري الإيراني الأدميرال علي رضا تنكسيري تصريحات أعرب فيها عن استعداد القوات البحرية لحماية الحدود المائية والدفاع عن مصالح إيران الإسلامية وأمنها، وذلك اثناء زيارته لجزيرة طنب الصغرى والكبرى.
التوتر لم يقتصر على الخليج العربي اذ امتد الى الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة باستهداف دورية تابعة لجيش الاحتلال الاسرائيلي بالقرب من بلدة العديسة اللبنانية وسبقها بأيام استهداف السفارة الامريكية في بغداد.
اقتراب موعد رحيل الرئيس الامريكي ترمب ترافق مع اقتراب الغواصة التابعة للكيان الاسرائيلي من مياه الخليج العربي بعد ان عبرت قناة السويس نحو البحر الاحمر لتنضم الى الغواصة النووية الامريكية (يو.اس.اس جورجيا) التي عبرت بدورها مضيق هرمز نحو الخليج العربي مسلحة بـ 150 صاروخ توما هوك، فالحشد الامريكي في الخليج العربي شبه اكتمل بوصول حاملة الطائرات (يو اس اس نيمتز) فضلا عن طائرتي بي 52.
الحشد الامريكي العسكري البحري والجوي مدعوم بقواعد عسكرية تضم ما يقارب الـ 50 الف جندي امريكي منتشرين في قواعد عسكرية في الخليج العربي في البحرين وقطر والسعودية وابو ظبي وسلطنة عمان والكويت فضلا عن العراق وسوريا التي خصها قائد المنطقة المركزية سينتكوم (CENTCOM) كينث ماكنزي بزيارة تفقد فيها قاعدة التنف الامريكية بالقرب من المثلث الحدودي العراقي السوري الاردني، الزيارة التي ترافقت مع قصف صاروخي للمنطقة الخضراء والسفارة الامريكية في بغداد.
المنطقة باتت اقرب للانزلاق الى حرب ومواجهة عسكرية تستهدف من خلالها القوات الامريكية منشأة نطنز واراك النوويتان في ايران، خصوصا بعد نشر تقارير تشير الى عمليات بناء وانشاءات جديدة بالقرب من منشاة نطنز، عملية ن الممكن ان تخلط الاوراق وتجبر إدارة بايدن لتبني استراتيجية جديدة مع طهران.
حالة التأهب الايراني وتسخين الجبهات باتت اكثر انسجاما واتساقا مع التحركات الامريكية الميدانية منها مع تصريحات بايدن وطاقم ادارته، فايران ورغم تنوع رسائلها خلال الايام القليلة الماضية باتجاه الخليج العربي والكيان الاسرائيلي، الا ان اكثرها اثارة للاهتمام تصريحات روحاني يوم امس فهي موجهة الى ادارة بايدن بالجوهر، فرغم انه هاجم الولايات المتحدة وادارة ترمب، اذ اكدت استعداد ايران للرد على اي هجوم وعدم استكانتها لنتائج الانتخابات الامريكية التي رحب بها روحاني، فطهران لن تقع ضحية لعملية تضليل من الممكن ان يكون بايدن جزء منها، عبر تطمينات ورسائل من طاقم ادارته للمسؤولين في ايران بالتمسك بالاتفاق النووي.
ايران قلقة ومتوترة تخشى ان تتعرض لعملية تضليل كبيرة يشارك فيها بايدن في وقت اكتملت الحشود الامريكية وتوجت باقتراب الغواصة الاسرائيلية، فالسيف اصدق انباء من كتب بايدن وتطميناته، قلق يعكسه الاستنفار المعلن في ايران والتعبئة العامة والشاملة في ايران ومختلف الجبهات وعلى راسها الجبهة اللبنانية.