في مشهد مهيب يبعث على الفخر، ومن بيت الشعب الأردني، انطلقت الحملة الشعبية المليونية لتثبيت حق المهجرين من فلسطين بالعودة إلى ديارهم تحت شعار “العودة حقي وقراري” التي أطلقتها وتشرف عليها لجنة فلسطين النيابية، بالتنسيق مع مركز العودة في بريطانيا.
تهدف الحملة التي من المفترض أن تغطي كافة أماكن تواجد اللاجئين الفلسطينيين في العالم، والذين يقدر عددهم بنحو 7 ملايين لاجئ، إلى تأكيد حق العودة، ورفض مخططات تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين، والوطن البديل.
إن التفاعل الأردني النيابي والشعبي مع الحملة أمر مهم للغاية، وهو أحد أشكال التصدي لـ”الصفقة المؤامرة” في أحد أخطر أجزائها المتعلق باللاجئين.
ومع ذلك نتمنى أن نرى اهتماما رسميا كذلك، فلا يجب أن تقف الحكومة محايدة في هذا الملف الذي يؤثر بصورة مباشرة في الأردن؛ فالصفقة المؤامرة تتحدث صراحة عن توطين اللاجئين في الأردن؛ ما يفتح الباب مستقبلًا لما يسمى بالوطن البديل. إضافة إلى تهكمها على الدول التي تطالب بالتعويض جراء استضافتها اللاجئين طيلة الفترة الماضية.
تنطلق الصفقة المؤامرة من فكرة مؤداها أن الفلسطينيين تعبوا وملوا من استمرار الصراع مع الكيان الصهيوني، وهم يبحثون الآن عن الراحة والرخاء الاقتصادي والازدهار وفرص عمل ومعاملة حسنة!! الصفقة تتعامل مع الفلسطينيين، داخل الأراضي المحتلة والشتات، كمجموعة من العاملين الوافدين الذين يسعون لتحسين أوضاعهم!! ومبادارت كهذه تسهم في وضع الأمور في نصابها الصحيح: شعب يناضل من أجل حريته واستقلاله وكرامته وسيادة كاملة على أراضيه ومقدساته وعودة لاجئيه إلى الأراضي التي طردوا منها، لن يكل أو يمل حتى يحصل كل تلك الحقوق.
هذا ما يجب أن تفهمه الإدراة الأمريكية، ومن ورائها الأنظمة العربية المستعدة للتعامل مع الصفقة المؤامرة!