يغطي القمر طبقة من الغبار الدقيق والناعم تسمى “ريغولث” أو الحطام الصخري، والذي يسبب مشكلات تقنية للمركبات الفضائية، غير أن هذا الغبار الصخري يشكل موردا وفيرا للأوكسجين يعمل العلماء على الاستفادة منه.
وتتضمن خطط الاستفادة من الغبار الصخري إذابته بالليزر، لاستخدامه في الطباعة ثلاثية الأبعاد، أو تعبئته على شكل طوب لبناء منازل.
ومؤخرا، توصلت وكالة الفضاء الأوروبية إلى استخدام مبتكر للحطام الصخري، يتمثل بتحويله إلى أوكسجين يمكن أن يستخدمه رواد الفضاء على القمر في التنفس وإنتاج الوقود.
ومن المعروف أن الحطام الصخري على القمر يتشكل من حوالي 40 إلى 50 في المئة من الأوكسجين، ولكنه ليس عنصرا مستقلا، إذ يرتبط مع عناصر أخرى على شكل أكاسيد، وبالتالي لا يمكن استخدامه على الفور.
ويدرس الباحثون في المركز الأوروبي لأبحاث وتكنولوجيا الفضاء طرقا لاستخراج هذا الأوكسجين باستخدام تقنية تسمى “التحليل الكهربائي للأملاح المنصهرة”.
وتتم العملية بوضع الحطام الصخري القمري في سلة معدنية مع ملح كلوريد الكالسيوم المنصهر وتسخينه إلى درجة حرارة عالية، ثم يتم تمرير تيار كهربائي من خلاله بحيث يمكن استخراج الأوكسجين.
ومن ميزات هذه الطريقة أنها تنتج أيضا خلائط معدنية قابلة للاستخدام كمنتج ثانوي، بحسب ما ذكر موقع “ديجيتال تريندز” المتخصص بالأخبار التقنية والعلمية.
وتم تطوير هذه التقنية في الأصل بواسطة شركة “ميتاليسيس”، التي كانت تريد الحصول على طريقة لاستخراج الخلائط المعدنية، واعتبرت الأوكسجين هو المنتج الثانوي، لكن العلماء أدركوا أن بإمكانهم تطبيق هذه التقنية على عمليات استكشاف القمر.
ويدرس الباحثون حاليا كيف يمكن أن تكون هذه الخلائط المعدنية مفيدة أيضا للمستكشفين على القمر.
وبحسب الباحث في وكالة الفضاء الأوروبية أليكساندر ميوريس فإنه “تترك عملية الإنتاج وراءها مجموعة من المعادن المختلفة”.
وأضاف أن المعادن المختلفة الناتجة عن العملية تشكل موضع بحث ودراسة، لمعرفة أيها أكثر فائدة ونوع التطبيقات التي يمكن الاستفادة منها، وهل يمكن استعمالها في الطباعة ثلاثية الأبعاد مباشرة، على سبيل المثال، أم أنها تحتاج إلى تحسين؟”.