حدد المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين المهندس مراد العضايلة أربعة أولويات لنواب حزب جبهة العمل الإسلامي في البرلمان الجديد، وقال من أن هذه القضايا هي “الدفاع عن الأردن نتيجة تعاظم التهديدات الصهيونية التي تستهدف الوطن، بالإضافة للحفاظ على الهوية والعربية والإسلامية للمجتمع الأردني التي حاول البعض المساس بها عبر التدخل في تعديل المناهج التربوية.
وزد بالقول خلال لقاء أجراه مع إذاعة “مونت كارلو الدولية”: “وهناك تحدي يجب التعامل معه كأولوية وهو التحدي الاقتصادي، وهذا تحدي كبير أمام الأردن فمنذ العام 2008 لم تزد نسبة النمو الاقتصادي عن 2% وهي أقل من نسبة النمو السكاني، وبالتالي نجد أن معدلات البطالة في ارتفاع خاصة في صفوف الشباب، وهذا يدفعنا باتجاه إعادة ترتيب منظومة الاقتصاد، فالمطلوب إعادة بناء اقتصادي على أساس انتاجي وليس ريعي.
وأكد المراقب العام على أن مسألة الحريات العامة تعتبر أولوية بالنسبة لحزب جبهة العمل الإسلامي، ولا بد من استقرار سياسي، أمام التحديات التي تواجه الوطن، مضيفاً بأن دعم القضية الفلسطينية أولوية أيضاً على اعتبار أن المقاومة تدافع عن الأردن، والمسجد الأقصى، وإسناد المقاومة هو مصلحة قومية للشعب الأردني والدولة الأردنية، وهذه أيضاً ضمن الأولويات التي سنتعامل معها.
وأضاف: “الإسلاميين يلتقون لحماية الوطن مع قيادة الدولة لرفض الضغوطات التي ممن الممكن أن تمارس على الأردن لتحقيق استحاقات لها علاقة بصفقة قرن جديدة، وهذا الأمر تحتاجه الدولة، وبالتالي التيار الإسلامي سيكون عون للدولة لمواجهة المخاطر التي يقودها اليمين الصهيوني”.
وشدد المراقب العام على أن “الحركة الاسلامية منذ العام 1989 تتصدر المشهد السياسي في الأردن كأكبر الأحزاب الأردنية وأكثرها تأثيراً في الحياة العامة، ولم يتغير هذا المشهد على الإطلاق، وكانت دائماً الحركة الإسلامية في صدارة المشهد السياسي الأردني، ولا يغيبها عن هذا المشهد سوى التدخلات الرسمية في الانتخابات بهدف تقليل حجم الإسلاميين في البرلمان.
وحول نتائج هذه الانتخابات قال العضايلة :”في هذه الانتخابات أعطيت الحركة الإسلامية مكانها الطبيعي، ونالت مقدمة التصويت في كل محافظات المملكة، وحتى في دوائر البادية الأردنية التي يقل فيها تواجد الحركة الاسلامية نسبياً، وهذا مكن حزب جبهة العمل الاسلامي لأن يظهر في مقدمة الأحزاب وبفارق واسع إذ حصل حزب الجبهة على نصف مليون صوت، والحزب الذي يليه حصل على 92 ألف صوت ، والنتائج ما هي إلا جزء من رصد الحركة الإسلامية في الأردن، واستفتاء على التيار الإسلامي، وهي تدل على أن المجتمع الأردني محافظ، كما أن انتخاب نواب العمل الإسلامي استفتاء على خيار المقاومة.
ورداً على سؤال، يتعلق بسماح الدولة للإسلاميين بتحقيق اختراق في هذا الانتخابات، قال العضايلة: الدولة في الفترة الماضية حاصرت الإسلاميين، وتم اعتبار جماعة الإخوان غير قانونية، واليوم هناك مرحلة مهمة وخطيرة، والدولة الأردنية مستهدفة من اليمين الصهيوني وعلى رأسه بنيامين نتنياهو وحلفائه خاصة مع قدوم ترامب في حال فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية، ولذلك صوت الأردنيون للحزب الأكثر التصاقاً بهم وبطموحاتهم وهذا تصويت ردعي رافض للكيان الصهيوني لأن هناك في الأردن تيار إسلامي مناهض للمشروع الصهيوني في الكامل وقادر على مواجهة تهديدات نتنياهو.