♦ العضايلة: الأردن أمام خطر حقيقي يتطلب مسارات جديدة وتفكير عميق واستراتيجي لمواجهة التهديدات الصهيونية التي تسعى للمعركة الحاسمة في الضفة الغربية.
♦ العضايلة: من الضروري الاعتماد على الذات وبناء استراتيجية جديدة في ظل غياب العمق العربي الذي يمكن الاستناد إليه ولن يحمي الدولة سوى جيشها وشعبها.
♦ العضايلة : الحياد العربي الرسمي تجاه ما يجري في فلسطين مكلف وسيدفع النظام العربي الرسمي ثمنه باهظاً.
♦ العضايلة في رسالة إلى دول الخليج: فرطتم بالعراق فانكشف الواقع العربي فلا تتركوا الأردن وحيداً أمام التهديدات.
♦ العضايلة : الأردن هو الأقدر على صنع سياسة جامعة للحالة العربية لملمة صفوفها عبر الحراك والمبادرة رغم حالة الهوان الرسمي العربي.
♦ العضايلة : موقف الحليف الأمريكي للأردن سيكون لصالح الكيان الصهيوني في حال أي مواجهة بينه وبين الأردن.
أكد المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين المهندس مراد العضايلة أن الأردن أمام خطر حقيقي ما يتطلب مسارات جديدة، وتفكير عميق واستراتيجي لمواجهة التهديدات الصهيونية التي تسعى للمعركة الحاسمة في الضفة الغربية على حساب الأردن، مع الحاجة إلى حوار وطني وتمتين الجبهة الداخلية.
ودعا العضايلة الشعب الأردني إلى اليقظة أمام هذا الخطر الحقيقي في ظل أن الأردن على حد السيف لحماية الدولة ومستقبلها وإسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته التي تمثل سداً منيعاً أمام مخططات الكيان الصهيوني.
وطالب العضايلة في كلمة خلال ندوة أقامتها جمعية الشفافية الدولية ظهر اليوم السبت بتعدد الخيارات والمسارات لدى الدولة الأردنية عبر حوار وطني يستند إلى سبع نقاط على رأسها تعزيز السياسة الدفاعية الأردنية، وأن يتم إنتاج السلاح محلياً والعودة للعمل بالجيش الشعبي والاعتماد على الذات وتقليص الفجوة الإنتاجية، وإعادة بناء قدرات القوات المسلحة، وتعزيز الصناعات الدفاعية، وإعادة خدمة العلم والجيش الشعبي، وإعادة رأس المال الوطني الهارب عبر وقف الفساد والاستقرار التشريعي، وإطلاق سراح السجناء السياسيين، ووقف ملاحقة النشطاء الحِراكيين، ووضع حوار مرضي لإشراك الجميع في حماية الوطن والدفاع عنه، وبإعادة بناء المناهج على أسس وطنية أساسها القيم الإسلامية والعربية، وتنويع خيارات الأردن السياسية وعلاقاته الدولية مما يمكنه من تجاوز محاولات العزل.
وانتقد المراقب العام مشروع الموازنة الذي قدمته الحكومة التي لا تستشعر الخطر سواء فيما يتعلق بموازنة الدفاع أو تخصيص موازنة للجيش الشعبي وخدمة العلم البالغة 90 مليون.
مؤكداً أن الشعب مستعد لجمعها للعمل بهذه المشروع باعتبار أنه لن يحمي الأردن سوى جيشه وشعبه، كما دعا إلى استراتيجية لاقتصاد وطني معتمد على الذات ووقف الاعتماد على المنح والقروض والعمل على استعادة رأس المال الوطني الهارب والاستثمارات إلى الأردن، مع ضرورة أن تكون هناك حريات عامة لتكون كلمة الشعب جميعاً مع الدولة والعمل على التعبئة الداخلية للمجتمع باتجاه الخطر الداهم، ودعم الشعب الفلسطيني ومقاومته بمختلف السبل المتاحة سياسياً ومادياً وتكثيف الجهد القائم.
وأكد العضايلة أن موقف الحليف الأمريكي للأردن سيكون لصالح الكيان الصهيوني في حال أي مواجهة بينه وبين الأردن، في ظل أن الدولة العميقة في الكيان الصهيوني وفي أمريكا باتت تحت سيطرة هذا اليمين المتطرف، مما يؤكد على ضرورة الاعتماد على الذات وبناء استراتيجية جديدة في ظل غياب عمق عربي يمكن الاستناد إليه، محذراً من اللجوء لما يسمى بالتكيف مع هذه التهديدات والمشاريع الصهيونية الأمريكية لما يمثله هذا التكيف من نهاية للدولة الأردنية.
وأكد العضايلة أن ما بعد 7 اكتوبر ليس كما قبله ولن يكون الشرق الأوسط بعده كمان كان عليه من قبل، وأن هناك إرادتان تتصارعان في المنطقة، إرادة المشروع الصهيوني الغربي وإرادة شعوب المنطقة التي تسعى للتحرر والكرامة، وأن 7 أكتوبر يؤسس لمرحلة جديدة في ظل حالة الصراع الشديد مما يضع المنطقة أمام مرحلة حاسمة ستمتد آثارها لعقود، مشيراً إلى أن الكيان الصهيوني يرى في وقف هذه المعركة دون حسمها تفككاً لهذا الكيان.
وأضاف العضايلة ” نوجه التحية للشعب الفلسطيني ومقاومته البطلة التي صمدت في وجه هذا الإجرام لأكثر من 14 شهراً في صمود معجز، وهو يقدم نموذجاً تاريخياً غير مسبوق في التاريخ، الأمر الذي يمثل فشلا ذريعاً للكيان الصهيوني الذي يقوم على الردع ولجأ لحرب الإبادة في ظل عجزه عن الحسم في غزة، وأنه ذهب للحرب في لبنان وبالتالي دخل في حالة أكبر من العجز في ظل وجود أكثر من 300 ألف صهيوني نازح من الشمال.
وقال: “هذه المعركة لم تكن معركة أنظمة، وخلال العقود الماضية فشلت الأنظمة التي وضعت منذ خمسين عاماً استراتيجية حل الدولتين التي لم يعد لها وجود بعد 7 أكتوبر، فالمعركة تتجه نحو الحسم ولو طالت لسنين فلن يستطيع الاحتلال تحقيق أي إنجاز عسكري وما يجري في جباليا يؤكد أن المقاومة أعدت نفسها لمعركة طويلة وضربت الاحتلال في منظومة الردع رغم الثمن الباهظ الذي يدفعه الشعب الفلسطيني على طريق التحرر”.
وأكد العضايلة أن الاحتلال يسعى للذهاب إلى الضفة الغربية لتحقيق صورة نصر وحسم يعيد فيها معادلة الردع للشعب الفلسطيني وهي المعركة الحاسمة للقضية الفلسطينية لما تمثله الضفة الغربية بالنسبة للصهاينة بأنها “أرض يهودا والسامرة”، مما يؤكد أن المعركة الحقيقية ستأتي قريباً في الضفة الغربية مما يشكل خطورة حقيقية على الأردن، وأن الأمر لم يعد مجرد تصريحات لعدد من الصهاينة وإنما أجندة للحكومة الصهيونية، مشيراً إلى أن فعل وتصريحات سموتريتش بعد فوز ترامب بأن العام 2025 سيكون عام ضم الضفة الغربية، وهو ما أكده نتنياهو بأن ذلك سيكون على أجندة حكومته.
ووصف المراقب العام أجندة الصهاينة مع الإدارة الأمريكية بأنها الأخطر في تاريخ المنطقة وهو ما كشف عنه الفريق الذي شكله ترامب بما في ذلك السفير الأمريكي الجديد للكيان الصهيوني حين أعلن أنه لا يعرف سوى يهودا والسامرة وليس الضفة الغربية وغيره من فريق ترامب من اليمين الإنجيلي الذي يقف على يمين سموتريتش، مما يؤكد أننا أمام خطر حقيقي مما يتطلب مسارات جديدة وتفكير عميق واستراتيجي لا سيما وأن الأردن بات هو العمق العربي الوحيد.
وأضاف: “نقول لدول الخليج أنه بعد التفريط بالعراق كشف الواقع القومي العربي فلا تتركوا الأردن وحيداً أمام هذه التهديدات، فالحياد العربي الرسمي تجاه ما يجري في فلسطين مكلف وسيدفع النظام العربي الرسمي ثمنه باهظاً”.
وبيّن العضايلة أن الأردن هو الأقدر على أن يصنع سياسة جامعة للحالة العربية ولملمة صفوفها عبر الحراك والمبادرة رغم حالة الهوان الرسمي العربي، لأنه إن لم يكن النظام العربي الرسمي حاضراً في هذه المرحلة الحاسمة فسيتم صناعة مستقبله من قبل الأطراف الأخرى.
معرباً عن اعتقاده من أن المعركة طويلة ولن تتوقف حتى لو كان هناك وقف إطلاق نار فستتفجر من جديد كون المنطقة أمام حرب وجودية للمشروع الصهيوني والغربي.