ألقى النائب صالح العرموطي، رئيس كتلة حزب جبهة العمل الإسلامي، كلمة خلال مناقشات البيان الوزاري، أكد خلالها أن “الوحدة الوطنية هي الأساس”، وقال: من يفرق بيننا وبين الوحدة الوطنية ليفرق الله بيننا وبينه، لافتا في الوقت ذاته إلى أنّ “الملك الراحل كان يقول: من يمس الوحدة الوطنية فهو عدوّي إلى يوم الدين، ومن يثق بالكيان الصهيوني فهو خاسئ ويشكل خطرًا على الدولة الأردنية”.
وأضاف العرموطي بالقول: إنّ الملك عبدالله الثاني أكد أنّ هيبة الدولة تكون بالعدل والمساواة والقدوة الحسنة لا بالقوة، ولكن القوة صارت تحال لمحكمة أمن الدولة وأولادنا اليوم معتقلون لدى الأجهزة الأمنية ويحاربون في أرزاقهم، لماذا؟”
وأقسم العرموطي خلال كلمتة قائلا: “والله، هذه الحركة الإسلامية حركة راشدة تعني العمق في التفكير وصلابة في قول الحق. ولم تكن يومًا إلا مع الوطن. الملك حسين غادر الدنيا وهو يتغنّى بالحركة الإسلامية، فما بال المراهقة السياسية، يسيئون للحركة الإسلامية، وهي جزء من نسيج وطننا. وقوة الحركة الإسلامية هي قوة للأردن، وقوة حماس قوة للأمن القومي يا صانع القرار، ويا حكومة بلدي. مدوا أيديكم لقادة حماس، وترحموا على قادة حماس، فإنّ قوة طوفان الأقصى قوة لبلدنا وأمننا واستقرارنا، فلا تفرطوا بمد يدكم.”
وتابع قائلاً: “إنّ الحركة الإسلامية يكفيها فخرًا أن عدوها أمريكا والصهيونية العالمية. يكفيها فخرًا أن غرف الماسونية وغرف الصهيونية يتآمرون على الأمة ويريدون إلغاء الإسلام دينًا وعقيدة وشريعة حياة.”
كما أشار العرموطي إلى قوله: “اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال، أصعب من الدين وقهر الرجال ما فيه. وبيان الحكومة قهرت الشعب الأردني كله. هذا البيان الذي صدر لا يحمل بعدًا سياسيًا مطلقًا، من شأنه أن يجعل الحليم حيران.”
وقال: “اسمحولي أن أشكر جبهة العمل الإسلامي والإخوان المسلمين الذين قدموني لأكون ضمن المرشحين عندهم، وهذه تسجل لهم، وحصلت بفضل الله في المجلسين السابقين وهذه الدورة على أعلى الأصوات، وحصلت على أعلى أصوات المملكة الأردنية الهاشمية، وسأختم مسيرتي النيابية بهذه الأصوات التي أعتز بها وأفخر.”
وأضاف: “إنّ الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم أن تحكموا بالعدل. أين الحكم بالعدل اليوم؟ ظلم وقهر وتعسف واعتقال ومداهمات أمنية، ولا يستطيع رئيس حكومة ولا وزير أن يتدخل في الجانب الأمني. أبناؤنا في المعتقلات اليوم.”
وأكد قائلاً: “اسمحوا لي أن أزجيها تحية إعزاز للشعب الأردني البطل في ريفه وقراه ومدنه، واسمحوا لي أن أحيّي الجيش العربي على ثلاث جبهات يدافع عن أرضنا وعرضنا. ويدفع ما يتعلق بالمخدرات والأسلحة، والجبهة الغربية التي تقف في مواجهة المشروع الصهيوني الأمريكي، ومواجهة التحديات والمشروع الصهيوني وخارطة الطريق وضم الأغوار والقدس وضم شمال البحر الميت، وشطب خارطة الأردن.”
وتساءل: “لم نسمع أي صوت من أي مسؤول في هذه الحكومة، هل يجوز ذلك؟ تعلن الحكومة الصهيونية الحرب وتشطب الأردن من الخارطة، والحكومة تصمت؟”
ثم توجه بالتحية لشهداء القوات المسلحة، مدنيين وعسكريين، قائلاً: “وفي غزة، تقدمت الأردن على أي دولة عربية في تقديم المساعدات، لكنها غير كافية. ونريد قطع العلاقات مع العدوّ الصهيوني ووقف أي إمدادات. فبيننا وبين العدوّ الصهيوني بحرٌ من الدماء، ومن يصافح، ومن يقبل، ومن يقيم علاقات سياسية واقتصادية فهو شريك في الجرائم بحق شعبنا وأهلنا في فلسطين.”
وأثنى على المقاومة في فلسطين ولبنان قائلاً: “تحية للمقاومة في فلسطين وفي لبنان التي تدافع عن الأسرى والمسرى بالدم والشهداء والصواريخ في ظل غياب العدالة والإنسانية. فقد غابت المؤسسة القانونية لهول المجازر التي ترتكب بحق أهلنا. ويضربون بصواريخ درجة الحرارة 7 آلاف.”
وأضاف: “أين أنتم أيها الأنظمة العربية والإسلامية؟ بناتنا تستغيث بالله، وتضرب الصواريخ وأسلحة دمار شامل محرمة دولياً، والكنائس والمساجد يعيثون فيها.”
وتابع قائلاً: “57 دولة عربية وإسلامية لم تقرر قطع العلاقات مع العدوّ الصهيوني، و14 دولة تقيم علاقات مع العدوّ الصهيوني للأسف الشديد.”
وأشار إلى العشائر الأردنية، قائلاً: “تحية لكل بطولة ولكل من يقف مع المقاومة، وتحية للعشائر الأردنية التي يريدون تهميشها. والله العشائر الأردنية أقوى من كل الأحزاب على الساحة. ونحن أبناء العشائر الأردنية، لماذا يسعى المطبخ السياسي لتهشيم عشائرنا الأردنية، التي وقفت مع كل القضايا ومع المقاومة الفلسطينية وقدمت الشهداء في كل دواوينها وأماكنها.”
وقال العرموطي: “لذلك نحن ككتلة إصلاح وجبهة عمل إسلامي، قدمنا 31 نائبًا، وقمنا بمد أيدينا للحكومة، ولغاية الآن لم تمد يدها لنا. وإذا بدهاش تمد إيدها، إلنا الله، والشعب الأردني الذي أعطانا نصف مليون صوت.”
وأضاف: “أقول من خلال الرئاسة الجليلة: السلام على الحكومة وعلى شعبنا، والتحية والسلام واجب. وإذا لم تريدوا الرد، وزير الأوقاف يرد عنكم.”
وعلق العرموطي على تشكيل الحكومة، بالقول: هل يعقل أن تشكل حكومة من 32 وزيرًا، بينهم ست وزراء دولة، واليوم هؤلاء الوزراء ليس لهم مكاتب وتم توزيعهم على الوزارات، والنص الدستوري يقول يجب أن يكون لكل وزير نظام. يا رئيس الوزراء، هل تمارس ولايتك على الدولة، ودعك من الدولة العميقة؟ إذا كنت شجاعًا، أوقف التدخلات الأمنية والدولة العميقة، فهي الخطر على الدولة الأردنية.”