أثارت تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي دافع فيها عن الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد، غضب المسلمين في جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى حملة لمقاطعة المنتجات الفرنسية.
وأثارت تصريحات ماكرون في أوائل هذا الشهر، حول “الحاجة إلى إصلاح الإسلام”، ردود فعل من المسلمين في جميع أنحاء العالم.
وقال أن الإسلام “دين أزمات في جميع أنحاء العالم”، وإن “المسلمين في فرنسا لديهم أيديولوجيات تدافع عن الأفكار الانفصالية”.
وفي 16 أكتوبر/تشرين أول الجاري، أعلنت الشرطة الفرنسية أنها قتلت بالرصاص رجلا قالت إنه شيشاني قتل معلما عرض على تلاميذه رسوما كاريكاتيرية “مسيئة” للنبي محمد، في مدرسة بإحدى ضواحي العاصمة باريس.
من ناحيته، قال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين قبل أيام، إن 73 مسجدا ومدرسة خاصة ومكان عمل أغلقت منذ بداية العام بسبب “مكافحة التطرف الإسلامي”.
زياد العداء ضد المسلمين
أدى موقف الحكومة الفرنسية ضد المسلمين إلى زيادة في الأعمال المعادية للإسلام، والهجمات العنصرية في البلاد.
وفي الآونة الأخيرة، تعرضت امرأتان مسلمتان من أصل جزائري للطعن بالقرب من برج إيفل، وكذلك شقيقان أردنيان تعرضا للعنف العنصري في باريس.
وعلى الرغم من كل هذا، واصلت السلطات الفرنسية تشجيع الرسوم الكاريكاتورية المهينة التي نشرتها في البداية مجلة شارلي إيبدو تحت ستار “حرية التعبير”، وعرضت هذه الرسوم على بعض المباني العامة في البلاد.
حملة مقاطعة المنتجات الفرنسية
ومع إدانة العديد من الدول الإسلامية بما فيها تركيا للأعمال الفرنسية المعادية للإسلام بالإجماع، تم إطلاق حملات مقاطعة للمنتجات الفرنسية على وسائل التواصل الاجتماعي، وأزالت بعض البلدان المنتجات الفرنسية من الرفوف في الأسواق.
وأصيبت وزارة الخارجية الفرنسية بالذعر مع تزايد الدعوات إلى المقاطعة بشكل كبير حيث، أصدرت الوزارة قبل أيام بيانا خطيا دعت فيه إلى وقف هذه المقاطعة.
ردود فعل تركية عالية المستوى
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال في خطاب ألقاه في 7 أكتوبر/تشرين الأول، إن بيان ماكرون “الإسلام في أزمة” كان استفزازا واضحا، ووصف تعبيره بأنه “وقاحة”.
وقالت وزارة الخارجية التركية: “ليس من حق أحد أن يخضع ديننا العظيم، الذي يعني السلام لنُهج زائفة ومشوهة تحت ذريعة التنوير”.
وقال علي أرباش، رئيس الشؤون الدينية، إن تعليق الرسوم الكاريكاتورية التي تستهدف النبي محمد على المباني العامة في فرنسا، يشير إلى أن “الإسلاموفوبيا يدعمها المسؤولون”، ودعا المجتمع الدولي إلى مكافحة الأعمال التي تسيء إلى المسلمين.
وعلى إثر دعم ماكرون للرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد في فرنسا، انتقد أردوغان ماكرون وقال إنه بحاجة إلى “علاج عقلي”.
كما دعا الرئيس التركي، شعب بلاده إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية، على خلفية دعوات فرنسية لمقاطعة المنتجات التركية.
وقال أردوغان: “أوجه نداءً إلى شعبي وأقول: لا تشتروا المنتجات الفرنسية أبدا”.
منظمة التعاون الإسلامي
من ناحيتها، دعت منظمة التعاون الإسلامي فرنسا إلى مراجعة سياساتها الانفصالية التي تستهدف الإسلام، وتسيء إلى أكثر من مليار ونصف المليار مسلم في العالم.
وقالت المنظمة: “إننا ندين الاعتداء المنهجي المستمر على مشاعر المسلمين، من خلال إهانة الرموز الدينية التي يمثلها شخص النبي محمد”.
باكستان
وقال رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، إن ماكرون بمهاجمته الإسلام “يجرح مشاعر المسلمين ويشجع على كراهية الإسلام”.
وفي تغريدة على تويتر، قال إن ماكرون “كان يستفز المسلمين عمدا، بمن فيهم مواطنوه، من خلال عرض الرسوم المسيئة”.
كما أدان سراج الحق، زعيم حزب الجماعة الإسلامية تصريحات ماكرون، داعيا المسلمين إلى الاتحاد في العمل.
ردود فعل إيرانية
وزارة الخارجية الإيرانية، قالت إن الشتائم وعدم الاحترام للنبي محمد غير مقبولين، وإن موقف الحكومة الفرنسية تجاه المسلمين تسبب في تصاعد الكراهية أكثر من أي وقت مضى.
وقال رئيس البرلمان محمد باقر غالبيف، إن “الفعل الشرير لهؤلاء الناس غير الشرفاء يكشف عن عدم تصديقهم بالله وعدائهم لجميع الأديان السماوية”.
العراق وسوريا واليمن
وفي بغداد، تم تنظيم تظاهرة احتجاجية يوم الأحد، وحمل المتظاهرون ملصقات ماكرون مشطوب عليها باللون الأحمر.
وفي الاحتجاجات التي نُظمت في سوريا واليمن، رفع المتظاهرون لافتات تقول: “النبي محمد هو خطنا الأحمر”، وأضرمت النار في ملصقات ماكرون خلال المظاهرات.
المتظاهرون الفلسطينيون يحملون العلم التركي
وحمل المتظاهرون في فلسطين العلم التركي خلال المظاهرات وأحرقوا ملصقات ماكرون، كما حملوا ملصقات للرئيس التركي أردوغان، مستشهدين بدفاعه عن الإسلام والنبي محمد.
الفلسطينيون تجمعوا في محافظة رام الله في الضفة الغربية المحتلة رافعين لافتات كتب عليها “نبينا هو الخط الأحمر”.
وقالت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في بيان إن “تجاهل ماكرون لمشاعر المسلمين يشجع التطرف والعنصرية”.
وقال داود شهاب، المتحدث باسم المجموعة لـ”الاناضول”، إن “تركيا تمثل العالم الاسلامي في مواجهة العنصرية الغربية وتركيا هي الضمير الحي للمسلمين”.
وقالت حماس في بيان لها إنها “مستاءة بشدة من الموقف القادم من فرنسا”.
الكويت
أدان وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد الناصر الصباح، ورئيس البرلمان مرزوق علي ثنيان الغانم، والجناح السياسي لمنظمة الإخوان المسلمين، وحزب الحركة الدستورية الإسلامية (هاديس)، وبعض نوابه، تصريح ماكرون، ونشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد.
كما أعلن اتحاد الجمعيات التعاونية الاستهلاكية، الذي يضم أكثر من 70 سلسلة بيع بالتجزئة في الكويت، أن جميع المنتجات الفرنسية أزيلت من رفوفها اعتبارا من 23 أكتوبر/تشرين الأول.
قطر والخليج
أعلنت جامعة قطر أنها أرجأت أسبوع الثقافة الفرنسي إلى أجل غير مسمى بسبب “الإساءة المتعمدة للدين ورموز الإسلام”.
وبالمثل، أعلنت سلاسل التجزئة الرائدة في قطر أن المنتجات الفرنسية سوف تُزال من رفوفها.
وخلال الاحتجاجات في البحرين، كتب على اللافتات: “نضحي بحياتنا من أجلك يا رسول الله”.
وعرّف مجلس التعاون الخليجي تصريحات ماكرون بأنها “غير مسؤولة” وذكر أنه يهدف إلى نشر ثقافة الكراهية بين الناس.
منظمة سعودية غير حكومية تدعم فرنسا
تصدر هاشتاج مقاطعة المنتجات الفرنسية المرتبة الثانية على مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة العربية السعودية.
وعلى الرغم من هذا الشعور العام، دعا محمد بن عبد الكريم العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي التي تتخذ من المملكة العربية السعودية مقرا لها في مقابلة مع قناة MBC، المسلمين إلى “البقاء مكتوفي الأيدي عندما تكون الأقلية والالتزام بقوانين البلاد”.
وطلب العيسى، المعروف بقربه من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وهو أيضاً مستشار ديني له، من المسلمين “عدم التشكيك في ممارسات وقوانين ومؤسسات الدول التي يقيمون فيها”، حيث ادعى أن “هذه الممارسات والقوانين والمؤسسات هي حجر الزاوية في سلامة واستقرار البلد، وتعزيز الوئام الاجتماعي”.
غضب الليبيين
وفي ليبيا، حيث اتُهمت فرنسا منذ فترة طويلة بدعم الانقلاب غير الشرعي، أدان محمد عماري زايد، عضو المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني تصريحات ماكرون.
ودعا المجلس الاعلى للدولة الى انهاء العلاقات الاقتصادية مع فرنسا وإلغاء الاتفاق مع شركة توتال الفرنسية العملاقة للنفط.
وبالمثل، دعا مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي إلى مقاطعة البضائع الفرنسية، وجرت الاحتجاجات في محافظتي بني وليد وترهونة.
الجزائريون يدعون للعمل
ودعت حركة مجتمع السلم في الجزائر، الرئيس عبد المجيديت تيبون إلى اتخاذ موقف ضد ماكرون، وطُلب من جميع المؤسسات الحكومية في البلاد، وعلى رأسها الرئاسة، إدانة تصريحات ماكرون.
وبالمثل، دعا مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي الجزائرية على نطاق واسع إلى مقاطعة فرنسا.
دعم كبير للمقاطعة بالمغرب
وقالت وزارة الخارجية المغربية إن الإصرار على إعادة نشر الرسوم المسيئة يظهر عدم نضج السلطات الفرنسية.
وأضافت أن الإهانات والاستفزازات ضد الإسلام لا يمكن اعتبارها حرية التعبير.
وقد حظيت حملة مقاطعة المنتجات الفرنسية، التي بدأت على وسائل التواصل الاجتماعي، بدعم المفكرين والأكاديميين والمفكرين.
**حرق العلم الفرنسي في لبنان
وفي لبنان، خرج المتظاهرون إلى الشوارع، وأضرموا في مدينة طرابلس الشمالية، النار في العلم الفرنسي.
كما احتج المواطنون في مدينة صيدا على نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد، كما خرجت قوافل من السيارات إلى الشوارع وهي تشغل الأناشيد التي تشيد بالرسول محمد.
وقال مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في بيان، إنه “لا يمكن اعتبار خطاب الكراهية حرية التعبير”.
** إزالة المنتجات الفرنسية من الرفوف بالأردن
وزارة الخارجية الأردنية أدانت نشر الرسوم تحت ستار حرية التعبير وارتباط الإسلام المضلل بالإرهاب.
وتم توجيه دعوات واسعة لمقاطعة المنتجات الفرنسية مع صور لبعض سلاسل البيع بالتجزئة، مع إزالة المنتجات الفرنسية من الرفوف.
** ردود فعل من الأزهر
شيخ الأزهر أحمد الطيب، قال في بيان “إننا نشهد حملة مخططة لجر الإسلام إلى صراع سياسي، وخلق الفوضى التي تبدأ بهجوم متعمد على النبي محمد”.
** دعوة لإلغاء القمة الفرنكوفونية في تونس
ودعا مئات المتظاهرين الذين تجمعوا في محافظة تطاوين الجنوبية الى مقاطعة المنتجات الفرنسية رافعين لافتات كتب عليها “النبي محمد هو خطنا الاحمر”.
كما طالب النائب المستقل في البرلمان التونسي ياسين العياري، بإلغاء القمة الفرنكوفونية التي كان من المقرر عقدها في تونس، كرد فعل على الإهانات التي تعرض لها النبي محمد والمعتقدات الإسلامية في فرنسا.
** ماليزيا
وقال عزمي عبد الحميد، رئيس مجلس شورى التنظيم الإسلامي (مابيم)، في بيان إن “تصريحات ماكرون تشير بوضوح إلى جهله بالإسلام”.