لا يعني إرجاء حكومة الاحتلال الصهيوني لقرار الضم أن المعركة قد انتهت، وحذار أن يعتقد أحد أنه انتصر وأن الاحتلال قد وضع قرار الضم وراء ظهره.
ما رشح من معلومات يقول إن الإرهابي نتنياهو لم يحظ بضوء أخضر أمريكيًّا للمضي في خطة الضم؛ ما يعني خلافا من نوع ما بين مشاريع نتنياهو ومشاريع ترامب، وهو خلاف لا يفسد للود قضية، كما خلاف على التوقيت والطريقة وليس خلاف على المبدأ؛ إذ أن إدارة ترامب تؤمن بأن الضم هو من حق الكيان الصهيوني لكن يجب أن يتم وفق مخطط صفقة القرن، وليس خطوة إسرائيلية منفردة.
نتنياهو أراد أن يقطف ثمار صفقة القرن دون أن يلتزم بأي من بنودها الهزيلة بالنسبة للفلسطينيين، ما يعني أنه حتى الفتات والوهم الذي تعطيه الصفقة للفلسطينيين تحت مسمى دولة، وما هي بدولة، غير مقبول لدى نتنياهو وفريقه.
إرجاء الخطوة لا يعني إلغاءها، بل تأجيلها فقط لحين توفر الظرف المناسب، وما رأيناه من مماطلات وتأجيلات لصفقة القرن لدرجة أن البعض اعتقد أنها ذهبت أدراج الرياح، كفيل أن يعطينا درسا.
قد يكون غياب الضوء الأخضر الأمريكي هو السبب في تأجيل خطوة الضم، لكن الأكيد أن تبعات وكلفة القرار على الكيان الصهيوني وأمنه هو الفيصل ي هذا الأمر، وكل الأحزاب والسياسيين والمحللين الصهاينة لا يتحدثون عن شرعية وأحقية الضم للكيان من عدمه، بل ما يشغلهم هو الكلفة الأمنية والسياسية على الكيان جراءه.
لذلك فإنه يجب أن تستمر فعاليات رفض “الضم”، بل يجب أن تتصاعد، ويجب استثمار ذلك التأجيل في حشد المواقف الرسمية والشعبية والطاقات الرافضة، وإبداع الفعاليات الموجعة للكيان الصهيوني داخل فلسطين المحتلة وخارجها.