تحت عنوان “الشهيد الدكتور عصام العريان.. ذكريات دعوية ومواقف تربوية” أصدر الدكتور علاء عباس كتابًا جديدًا يتحدث عن حياة الدكتور عصام العريان بجماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة، واصفا العريان بأنه “التلميذ الذي حقق تصور الأستاذ”، ويقصد به أن شهيد العقرب حثث تصور الإمام حسن البنا في رسائله عن مواصفات الأخ الصادق الذي كان يتمناه ويرجو أن يراه.
وفي الكتاب المؤلف من 111 صفحة سرد علاء عباس جانبا كبيرًا وموقف لا تنسى في حياة الدكتور عصام العريان، ربما لا يعرفها البعض، إذ أكد أن الدكتور العريان عاش حياته جندي دعوة وأنه كان نموذجا حيا لأصحاب الرسالة بعدما أمضي عمره مجاهدا صادقا وصامدا محتسبا، ما بين غايتين؛ إصلاح نفسه بالمجاهدة والتزكية، ودعوة غيره بالقدوة الحسنة والتربية.
وأضاف أن أخلاقه كانت توددا وتلطفا لا تجملا فيها ولا تكلفا ولا رياء فيها ولا تزلفا، وعبادته علي السجية، فكان يقبل على صلاته تشوقا ومعاهدة، لا يعانى منها مكابدة ولا تثقله فيها المجاهدة، ومن ذلك لسانه الذي كان يلهج بذكر الله تلذذا ومؤانسة، لا ترديدا رتيبا بلا حضور أو مدارسة. ورآه الكاتب من الرجال الذين يؤدون أعظم الإنجاز، في يسر وإيجاز، ولمن عاشره يعلم تواضعه سجية وبسمته رضية، وإذا حدثته كان يقبل عليك بالكلية. وأشار إلى أنه كان مهموما بأحوال أمته ويعمل لدينه وأهله ودولته ووكان واثقا مستبشرا في نصر دعوته.
وأضاف أنه في سنوات اعتقاله الطويلة جدا والتي كانت بالنسبة له خلوة للعبادة واعتكافا للمذاكرة، فقرأ الروايات العالمية المشهورة باللغة الإنجليزية مما حسّن اللغة جدا عنده، وكان يعكف على كتاب حكم بن عطاء الله السكندري والذي كان يحب أن يشرحه لإخوانه مع إضافة لمسته للمعاني الإيمانية والصوفية المعتدلة، وكنت أتمني لو سجل له الإخوان هذا التراث النادر القيم.
كما استعرض الكاب جوانب من العلاقة الشخصية مع الدكتور العريان منذ كانا طالبين في كلية الطب في السبعينيات من القرن الماضي، وكيف كان النموذج متجسدا مبكرا يقول “أراه وهو يمضي في الكلية ومن حوله شباب نضر من الجماعة الإسلامية (كما كانت تسمي وقتها) يحيطون به أينما يمضي إحاطة السوار بالمعصم”.
وأضاف “وكنت كلما رأيته في المسجد أو في ساحة قصر العيني هو أو الدكتور حلمي الجزار وقد التف من حولهما الإخوة كنت أتمني التعرف عليهما والتقرب منهما .. وأقول في نفسي إن مثل هؤلاء الشباب التقي المجاهد حري بأن يقدم الإنسان بين يدي نجواهم صدقة”.
وتابع “ومن مواقفه المشهودة التي أذكرها له (رحمة الله عليه) تلك الخاطرة المؤثرة بعد صلاة الفجر ونحن نقيم معسكرا للجماعة الإسلامية بالمدينة الجامعية بالقاهرة عام 1979 م وهو يقول إن طريق الدعوة ليس مفروشا بالزهور والرياحين بل هو طريق شاق مفروش بالدماء والأشلاء والأشواك ولكنه طريق يؤدي بنا إلى الجنة، ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله هي الجنة”.
ولمزيد من المواقف التربوية والشخصية يمكنكم الاطلاع على الكتاب من هنا