السلالة الجديدة وهاجس الارتفاع المقلق للإصابات

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on telegram
كتب : حازم عياد

سجل مساء الاحد الموافق لـ 31 كانون الثاني يناير قفزة كبيرة في عدد الاصابات بفايروس كورونا لتصل الى 1181 إصابة جديدة و12 حالة وفاة، علمًا بأن الاردن سجل يوم امس السبت 30 كانون الثاني 641 اصابة فقط و23 وفاة.

تذبذب في الاصابات والوفيات والارقام المتضاربة يمكن تفسيرها بارتفاع عدد الفحوص ليوم الاحد الى 21 الف فحص، في حين ان عدد الفحوص التي اجريت يوم امس السبت بلغت 15 ألفا و600 فحص.

الارتفاع والتذبذب يفسر الزياد في عدد الاصابات لكنه لا يفسر ارتفاع نسب الاصابة المئوية ليوم الاحد عن سابقه يوم السبت؛ تذبذب مقلق فالنتائج الايجابية للمصابين ارتفعت الى 5.55% عن اليوم الذي سبقه (السبت 30 كانون ثاني) والبالغ 4.1%، وهنا تكمن المشكلة؛ فكلما ارتفع عدد الفحوص ارتفعت النسب المئوية الايجابية ما يجعل من الزيادة سببا للقلق؛ فالزيادة في عدد الفحوص الاصل ان تقود الى استقرار في النسب؛ ما يعني اننا امام حقيقة تحتاج الى الحذر والتأمل في الآن ذاته بإمكانية تسلل السلالة الجديدة الى المملكة الاردنية.

فالسباق مع السلالة الجديدة بات حقيقة في العالم والمنطقة العربية، اذ اعلن يوم امس عن اصابة اكثر من 27 فلسطينيا بالسلالة الجديدة في الاراضي المحتلة عام 67، في حين وصلت السلالة المتحورة سلطنة عمان والامارات العربية وقطر، وتم رصدها في السعودية وعدد من دول الجوار، ورغم ان الامل سيد الموقف في الاردن للتعافي والخروج من حالة الركود الاقتصادي في البلاد،  الا ان تحقيق ذلك يتطلب زيادة في عدد الفحوصات اليومية ورصد التطورات في محافظة العاصمة والبلقاء التي تشهد النسبة الاعلى من الاصابات.

الإجراءات الوقائية المتوقعة يجب ان لا تعوق الاقتصاد وتجنب البلاد الدخول في عمليات حظر شامل او جزئي؛ فالتفاؤل والانتعاش الجزئي الذي تشهده بعض الاسواق والقطاعات في البلاد يجب الحفاظ عليه من خلال الحذر وتعزيز الفحوصات اليومية وعمليات الرصد والتلقيح من الوباء لدى الشرائح الاكثر عرضة، وتسجيلا للاصابات في البؤر الساخنة او التي تمثل خطرا محدقا، فإستراتيجية التلقيجح يجب ان تكون بديلا لإستراتيجية الحظر والعزل.

فالتعافي لم يعد مستحيلا والاخبار السيئة يقابلها اخبار جيدة فرغم تصاعد الصراع والاخفاقات في القارة الاوروبية يشهد العالم اتساعا في عمليات التلقيح الكبيرة، سواء بالاستعانة باللقاحات الصينية والروسية، او بانخراط امريكي عالمي اوسع في جهود مكافحة الوباء بعد فوز بايدن الذي اعلن انضام بلاده لبرنامج  التطعيم العالمي Covax لإيقاف انتشار الفيروس.

انفتاح انضمت له شركات امريكية بطلب شركة موديرنا Moderna من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية السماح بملء قوارير لقاح كورونا بما يصل إلى خمس جرعات إضافية لكل قارورة؛ ما سيسمح بوضع 15 جرعة في القوارير ذات الحجم نفسه والتي تم السماح لها بحمل 10، مما يخفف الضغط على جزء من عملية التصنيع ويعزز قدراتها الانتاحية لتعويض الشلل الذي تعانية القارة الاوروبية.

الامل كبير في الاردن بتجاوز تهديد السلالة الجديدة والموجة الثالثة، والامل اكبر بإمكانية بناء شراكات عالمية تمكن الاردن من تجاوز الصراعات وحروب اللقاح والمطاعيم العالمية؛ شراكات تشمل امريكا وروسيا والصين واوروبا؛ شراكات يمكن تحقيقها من بوابة الامم المتحدة ومؤسساتها؛ فمروحة الخيارت الاردنية يجب ان تكون واسعة للتعامل مع اللقاح والمطاعيم واضعة بعين الاعتبار المصلحة الوطنية مدعمة بشرعية أممية وخطة عمل محلية واضحة ومعلنة.

اكتب تعليقك على المقال :