ما أجمل زخات الشهب فهى تعد واحدة من أجمل الظواهر الفلكية التى تخطف أنظار ليس فقط هواة الفلك والمهوسون بالظواهر الفلكية بل تجذب أنظار المواطن العادى الذى يعلق أبصاره بقبة السماء لمراقبة ألوانها الزاهية ومناظرها الخلابه.
وسيكون هواة هذا النوعية من الظواهر الفلكية على موعد خلال أيام معدودة بالتحديد السبت والأحد المقبلين ، مع واحدة من أجمل الشهب بالسماء، حيث زخات شهب الدبيات أو المعروفة ب “الدب الأصغر”.
وكشفت الجمعية الفلكية بجدة فى تقرير لها، أن زخة شهب الدبيات ستصل إلى أقصى معدل نشاطها بسماء مصر والمنطقة العربية فى الساعات قبل شروق شمس يوم الجمعة 22 ديسمبر بالتزامن مع الانقلاب الشتوي وهى أخر زخات الشهب هذه السنه.
والدبيات من الشهب الصغيرة تنشط سنويا في الفترة من 17 ديسمبر الى 25 ديسمبر عندما تعبر الكرة الأرضية خلال الحطام الغباري المتناثر على طولِ مدار المذنب (توتال) حيث يضرب ذلك الحطام الغلاف الجوي للأرض ويحترق على ارتفاع حوالي 70 الى 100 كيلومتر وتظهر لنا فى صورة خط من الضوء ساطع.
ويتوقع أن تنتج حوالي 10 شهب بالساعة بشرط ان يكون الرصد من موقع مظلم تماما بعيدا عن أضواء المدن وليس من البيت .
وسيكون افضل وقت لرصدها من منتصف ليل الخميس وخلال الساعات قبل شروق شمس الجمعة وذلك بمراقبة الافق الشمالي باتجاه مجموعة نجوم الدب الاصغر بالعين المجردة حيث ستظهر الشهب وكأنها تنطلق ظاهريا من امام تلك المجموعة النجمية ولكن يمكن أن تظهر الشهب من أي مكان في السماء.
و شهب “الدبيات” رصدت حديثا منذ حوالي 100 سنة فقط مقارنه بباقي زخات الشهب السنوية ، وذلك عندما تم ملاحظة أن بعض الشهب تنشط في هذا الفترة من السنة وأنها ليست عشوائية في اتجاهها عبر قبة السماء، ولكن تظهر من نقطة بالقرب نجم القطب الشمالي في مقبض نجوم الدب الأصغر.
وقال الدكتور أشرف تادرس رئيس قسم الفلك السابق بالمعهد القومى للبحوث الفلكية وأستاذ الفلك بالمعهد: سنكون على موعد يومى 21 و 22 ديسمبر مع زخة شهب الدب الأصغر التى تسمى بـ”الدبيات”.
وأضاف رئيس قسم الفلك السابق بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، فى تصريحات له، أن زخة شهب الدب الأصغر (الدبيات) من الزخات الخفيفة حيث يبلغ عدد الشهب فيها حوالى 10 شهب فى الساعة فقط، وينتج عن طريق الحطام الغبارى المتناثر على طول مدار المذنب توتل، الذى تم اكتشافه لأول مرة عام 1790.
وأوضح تادرس أن زخة الدببيات سميت بهذا الاسم لأن الشهب تتساقط كما لو كانت آتية من مجموعة الدب الأصغر بالقرب من النجم القطبى باتجاه الشمال، لافتا إلى أن التوقيت السنوي لهذه الزخة الشهابية من 17 إلى 24 ديسمبر من كل عام، وتصل ذروتها فى ليلة 21 حتى بزوغ فجر 22 ديسمبر
وأشار تادرس إلى أن أفضل مشاهدة لهذه الشهب بعد منتصف الليل من مكان مظلم تماما بعيدًا عن أضواء المدينة بشرط صفاء السماء وخلوها من السحب والغبار وقت الرصد، موضحا أنه لا يوجد أي آثار سلبية لزخات الشهب حيث أنها تدخل الغلاف الجوى وتحترق على ارتفاع 70 إلى 100 كيلو متر تقريبا من سطح الأرض ، كما أن الشهب لا تلتزم بالسقوط من اتجاه المجموعة النجمية التي لها اسمها فقط بل يمكن أن تظهر من أي مكان آخر في السماء.