أنا فتاة أبلغ من العمر 22 عامًا، من أسرة محترمة، وإخوتي يشغلون مناصب مرموقة، وأنا- والله ليس لأني أتكلم عن نفسي- معروفة بحسن الخلق والجميع يشهد لي بذلك، بل بعضهم يتمنى أن يكون أولاده مثلي، خطيئتي ومشكلتي وأزمة حياتي هي أنني ارتكبت إثمًا (عادة ما يقع فيه بعض الشباب) ولم أكن أعرف ما هذا الذي أفعله!!
لكن الحمد لله أنا الآن لم أعد أفعل ذلك، بل كلما تذكرت ما كنت أفعله احتقرت نفسي؛ لكن والله لم أكن أعرف ولا أعلم لماذا فعلت هذا البلاء الذي يؤرقني، أنا سمعت أن ذلك من الممكن أن يؤثر عليّ بعد زواجي، بل سمعت أن ذلك من الممكن أن يفقد الفتاة غشاء البكارة.
وكلما سمعت بمجيء عريس لا أعلم ماذا أفعل؟ وما ذنب من أتزوجه فأظلمه معي وأظلم أهلي؟ ماذا أفعل معهم؟
فأمي هي من ربتني أنا وإخوتي؛ لأن والدي متوفى منذ 22 عامًا وأحسَنَتْ والله، وماذا أفعل مع خوتي فهم يحبونني كثيرًا؟ أفسيكون هذا هو رد الجميل لهم لو علموا؟ سأخيب ظن الجميع فيَّ.. كما أنني أخشى عليهم من الحزن .. أرجووووووكم أفيدوني فأنا لا أنام باليوم واليومين من قلقي وخوفي من المستقبل، ومن ظلمي لأحبابي ولهذا الرجل الذي من الممكن أن أتزوجه.
يجيب عنها: فريق الاستشارات بموقع (إخوان أون لاين)
نعم .. صحيح أن العادة السرية كثيرًا ما تؤدي إلى المشكلات في العلاقة الخاصة في الزواج، وقد تؤدي أحيانًا إلى فض الغشاء كما تقولين، ولكن ذلك سيكون واضحًا جليًّا لكِ، وسيكون له أثر ستجدينه حتمًا، فما دمتِ متوقفة منذ فترة ولم تجدي وقتها ما يدل على أنك أسأت إلى نفسك، فدعي عنك هذا القلق، فإن هذا القلق لا يتعدى كونه وسواسًا شديدًا وشعورًا طاغيًا بالذنب.
إن الشعور بالذنب والندم على المعصية يظل ضاغطًا على الشخص كي يدفعه دفعًا، ويبني عزمه على ألا يعود مهما كانت الضغوطات والشهوات.. وفي حالتك فإن شعورك بالذنب تضاعف حال نظرك- عن بعد- لما فعلت وإدراكك للعواقب التي قد تلاحقك، ثم شعورك بالامتنان الشديد لأهلك- جزاهم الله خيرًا- ورغبتك في الحصول على فخرهم ورضاهم.
نستطيع إن كنا بالقوة الكافية أن نكون خير طبيب نفسي لأنفسنا.. وأظنك (وقد كنت بالقوة الكافية لقطع عادة شديدة الالتصاق بصاحبها) أنك تستطيعين أن تنجحي كطبيبة نفسك المتميزة، وتعالجي خوفك وقلقك الشديد.
ركزي على عدة أمور منها:
• أن الله الذي أعانك على ترك تلك الشهوة وسترك فيها يسترك فيما سواها، ولتكوني على يقين بذلك، وهو القائل: “أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء”.
• أن أحد مداخل الشيطان وأكبر أسباب ضعفنا هو استذلاله لنا بمعاصينا!! أي أنه يظل يذكرنا كم نحن كنا سيِّئين وكم لا نستحق الخير والطاعات والارتقاء وإجابة الدعاء.. فأغلقي ذلك المدخل عليه بكثرة الاستغفار، واليقين بسعة الرحمة، والستر منه عز وجل، وأديمي الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.
• انتظري الخير، واسعدي به، ولا تجعلي قصة قديمة تغير أحداث قصة مستقبلك الجميلة بخيالاتك الخائفة.
• بري أهلك وتقربي إليهم واجعليهم يفخرون بك الآن.
• انشغلي بصفات العريس وغيرها مما يبني حياتكما معًا كما تحبين، ولا تفكري فيما ليس وقته في مراحل التعارف والخطبة وحتى العقد، من أمور الشهوة وغيرها.
• لا تستسلمي للأفكار التي تقلقك وردي عليها بأفكار قوية ومتحدية ومفعمة بالأمل، ومن المهم جدًّا ألا تدخلي سريرك إلا وأنت شبه نائمة حتى لا يتسنى لك وقت للتفكير والقلق.
• أن تعلمي أن الكثير من البنات يقلقن من أمر غشاء البكارة دون أي سبب حقيقي، وهن لم يمارسن أي عادة، ولم يمررن بأي خبرات معقدة.. فإن ظل قلقك فاعلمي أنه طبيعي، واجعليه في مساحته الضيقة المقبولة التي لا تؤثر عليك ولا على خياراتك لحياةٍ نفسية قوية وسليمة.