من الممكن ملاحظة الدور الاسرائيلي في اذربيجان ومعارك ناغورني كاراباخ على وجه التحديد من خلال معاينة اللقاء الذي أجراه الصحفي الاسرائيلي يانيف خليلي في ملحق يديعوت احرنوت الجمعة الماضي 13-11-2020 ، مع ما يتطلبه الامر من تحفظ على ان المصدر منحاز تماما لأرمينيا ، وقد تشوبه شائبة محاولة تبرير الهزيمة الأرمنية في ناغورني كاراباخ .
يؤكد الرئيس الأرمني أرمن ساركيسيان أن النصر في اذربيجان هو تركي بامتياز، وأن الأذريين نفذوا أوامر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان . يقول بالحرف: تركيا هي الحليفة الكبرى لأذربيجان، وقد ضغطت عليها كي تبادر للحرب (..) الأذريون نفذوا المؤامرة التركية وأشعلوا المنطقة!”.
ومن اللافت أيضًا أنه (أعني الرئيس الأرمني) كان يحرض “اسرائيل” على تركيا من خلال تأكيده أن تركيا تعادي “إسرائيل “، وأن “تركيا تحب زرع عدم الاستقرار في العالم، وهي تعمل في مصر وليبيا والعراق وسوريا، وتعمل ضد اليونان وقبرص وبالتأكيد ضد اسرائيل كجزء من رؤية أردوغان لإعادة الخلافة العثمانية المدمِرة”.
من جهة أخرى، اتهم الرئيس الأرمني في المقابلة الخاصة مع “يديعوت” “اسرائيل” بأنها تدعم الأذريين عندما قال: “علمنا أنه وخلال سنوات زودت اسرائيل أذربيجان بوسائل قتالية. وحسبما نعلم كانت تلك طائرات اسرائيلية بدون طيار، لكنها مخصصة لجمع المعلومات والاستخبارات، وليس طائرات هجومية”.
ثم أضاف ما يشبه التناقض مع نفسه: “عملياً، اليوم الأول للحرب استخدم الأذريون الطائرات الاسرائيلية بدون طيار لتنفيذ هجمات صعبة ضد المدنيين في ناغورني كاراباخ”. إن لم يكن هذا تناقضًا فهو يعني ان الأذريين وبالطبع بمساعدة حلفائهم الكبار الأتراك قد قاموا باستخدام هذه الطائرات التي كانت مخصصة للاستخبارات للقيام بهجمات.
ومن ثم أضاف وبنوع من التبرير لـ”اسرائيل” قال: “نحن نفهم انه توجد عقود بيع سلاح بين اسرائيل وأذربيجان، ولكن كان على اسرائيل ان توقف التسليح ولو بشكل مؤقت، وقد اتصلت بالرئيس الاسرائيلي ريفلين، وطلبت منه توضيحات (..) استدعينا سفيرنا في اسرائيل للتشاور والاحتجاج”.
الرئيس الأرمني كاد يبكي من الرجاء لوقف السلاح الاسرائيلي لأذربيجان، ولوقف علاقة “اسرائيل” مع تركيا، ولم يدخر فرصة تحريض ضدها، ومن ذلك أنه زار “اسرائيل”، وحضر ذكرى 25 عاما لتحرير معسكر اوزفت، في حين أن الرئيسين التركي والأذري لم يحضرا، وكأنه يقول: نحن أقرب إليكم من تركيا ومن أذربيجان .
بالنسبة للدور الاسرائيلي في أذربيجان، أشار الصحفي يانيف خليلي إلى بعض التقارير -التي لم يسم مصدرها بالضبط- بأن التدخل الاسرائيلي في اذربيجان كان جزءا من الاستراتيجية الاسرائيلية للتعاون مع دول معتدلة على حدود ايران.
وفي تقرير آخر فإن اسرائيل تستخدم أذربيجان كقاعدة لجمع المعلومات، وكبوابة لدخول عملاء الموساد إلى إيران، وقد تكون قاعدة لانطلاق هجمة اسرائيلية ضد ايران في المستقبل .
يمكن القول ان العلاقات بين “أذربيجان- تركيا- إسرائيل” معقدة للغاية، وأنها جزء من تعقيدات التحالفات السياسية والعسكرية في العالم، ولا بد من التأكيد أننا كفلسطينيين وكعرب ومسلمين لا نرحب بل نرفض أي علاقات تدعم وتعزز دولة الاحتلال الاسرائيلي .