الدليفري في زمن “كورونا”

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on telegram
كتب : حازم عياد

في مؤتمرها الصحفي، قدمت الحكومة آليات التسوق وتوفير الاساسيات للمواطنين اعتمادا على آلية الدليفري، سواء المنوطة بالقطاع الخاص أم بجهات حكومية.

الفكرة غامضة الى حد كبير وستتضح فاعليتها يوم الثلاثاء، ورغم ذلك فإن الآلية المعلنة ستمنع خروج الناس الى الشوارع، وستكافح التجمعات الخطرة للافراد في مراكز التسوق، إلا أن الآلية بحاجة إلى تطوير، وهو الامر الذي لم تنكره الحكومة، معتبرة أن ما يحدث هو اجتهاد قابل للتطوير، وسيمتد الى يوم الجمعة.

الاجتهاد مسألة مقبولة فلك نصيب من الاجر، سواء اصبت ام اخطأت، وضرره أقل بكثير في الحالتين (الصواب والخطأ) من التخبط الخالي من التخطيط؛ فربط الاجتهاد بهدف الحد من التجمعات، والاحتكاك المباشر بين المواطنين، يعد اهم الضوابط للاجتهاد وفاعليته اذا ما قُرن بتوفير مستلزمات الصمود للمواطنين.

اجتهاد لا يمنع من مواصلة فتح المخابز مع تعريضها لرقابة مشددة صحية وامنية، تمنع تكدس الجمهور، وتشترط ساعات محددة للشراء صباحا ومساءً بشكل يحد من التجمعات الكبيرة، ويُربط بصافرات الإنذار إن أمكن، وهو ايضا اجتهاد مرتبط أشد الارتباط بتعاون المواطنين، وهو رهان صعب جدًّا!

لابد من تطوير آليات واختبارها، وتحمل النتائج بشرط القدرة على احتوائها بالسرعة الممكنة؛ فالمرونة مطلوبة وضرورية، خصوصًا اذا امتدت عمليات الحظر والحجر اسابيع طويلة من الممكن ان تصل حتى حزيران وتموز القادمين، وهو الامر الذي لا يتمنى أحد حدوثه.

الى جانب الدراسات المقدمة للحكومة حول السيناريوهات المتعلقة بالوباء، واحتمالات انتشاره في المملكة، هناك دراسات تتحدث عن الرطوبة والصيف كعامل مثبط لانتشار المرض، وهو أمر يحتاج الى اسابيع  للتأكد منه عالميًّا.

المرونة مطلوبة، ولابد من اختبارها مبكرًا؛ إذ بالإمكان اللجوء اليها مستقبلًا في حال امتد الحظر، فالمجتمعات تحتاج الى وقت للتكيف، كما ان قدرتها على الصمود والصبر مرهونة بعدد كبير من العناصر التي يصعب حسابها في مقال واحد كمتغيرات مؤثرة في سلوك الجمهور، ويصعب حسابها دون اختبار في الحالة الاردنية التي تحوي متغيرات لم تختبر من قبل اجتماعيًّا.

ملاحظة أخيرة: ما يحدث يمثل فرصة كبيرة للعلماء والمختصين، ليس فقط في عالم الأوبئة والامراض، بل في علم الاجتماع والنفس أيضًا، وهو قبل ذلك كله مهم لنفهم أنفسنا بشكل اكبر، ونختبر قدراتنا الفعلية في عصر “كورونا”.

اكتب تعليقك على المقال :