وصف الناطق الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين معاذ الخوالدة “معركة طوفان الأقصى بـ”التاريخية”، وأنها رغم حجم التضحيات، إلا أنها شكلت صدمة غير مسبوقة للكيان وقادته .
وقال: “معركة طوفان الأقصى أعاد المشروع الصهيوني لنقطة الصفر، وأعاد طرح السؤال الوجودي على الكيان، وهو ما دفعه لهذا المستوى من الإجرام والإرهاب الذي يمارسه بحق الشعب الفلسطيني”.
وشدد الخوالدة على أن ” قطار التحرير لأرضنا المباركة قد بدأ ولن يتوقف إلا بطرد المحتل عن كامل تراب فلسطين المباركة”.
وأشار إلى أن “معركة طوفان الأقصى كشفت حقيقة المشروع الصهيوني وطبيعته الوحشية الإجرامية وأكدت على كونه سرطان توسعي في جسد الأمة.
مضيفاً: “الأمر يتطلب منا جميعاً، أنظمة وشعوباً وجوب الانخراط في هذه المعركة إذا أردنا إفشال مخططات الاحتلال ومواجهة أطماعه.
وأشار الخوالدة إلى أن ” الأردن في عين العاصفة ولن يتوانى الكيان عن العمل على استهدافه في مرحلة تالية ضمن سعيه لتصفية القضية الفلسطينية.
ودعا الخوالدة “للحوار الوطني الواسع والعاجل، للتوافق على سبل تقوية الجبهة الوطنية الداخلية وتوحيدها، ومواجهة المخاطر الصهيونية المحدقة.
وتالياً نص التصريح الصحفي:
بسم الله الرحمن الرحيم
تصريح صحفي صادر عن الناطق الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين في الذكرى الأولى لطوفان الأقصى
“ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ”
عامٌ مضى على معركة المجد والسؤدد، معركة طوفان الأقصى، التي بدأت يوم السابع من أكتوبر المجيد، بالعبور المبارك على يد رجال المقاومة من أبناء كتائب القسام، الذين مرغوا أنف العدو بالتراب، وأساؤوا وجهه، وصدعوا أركان كيانه ، وهشموا صورة الردع له -التي يسعى عبر سعار إجرامه على استعادتها بكل وحشية-، فكانت معركة طوفان الأقصى نقطة تحول إستراتيجي كبرى في مسار القضية الفلسطينية، بل وعلى مستوى المنطقة .
ونحن نعيش ذكرى مرور عام على انطلاق هذه المعركة المُلهمة لكل أحرار العالم، والتي ما زالت مستمرة بل وتتوسع ، بعد أن تعدت مفاعيلها حدود المنطقة لتصبح قضية دولية عالمية بامتياز ، فإننا نؤكد على ما يلي:
أولا: إن هذه المعركة التاريخية رغم ضراوتها وحجم التضحيات فيها شكلت صدمة غير مسبوقة للكيان وقادته بعد أن مني فيها بفشل عسكري أمني استخباري غير مسبوق في تاريخه، مما أعاد المشروع الصهيوني لنقطة الصفر، وأعاد طرح السؤال الوجودي على الكيان، وهو ما دفعه لهذا المستوى من الإجرام والإرهاب الذي يمارسه الكيان الصهيوني فهو يخوض معركة وجودية بالنسبة له، وليست مجرد محطة من محطات الصراع الاعتيادية، وكلنا ثقة بالله ثم بمقاومتنا الباسلة بأن قطار التحرير لأرضنا المباركة قد بدأ ولن يتوقف إلا بطرد المحتل عن كامل تراب فلسطين المباركة، فهنيئاً لمن اختار نهج الكرامة وتموضع في خندق المقاومة وسطر اسمه في صحائف المجد والشرف.
ثانياً: كشفت هذه المعركة حقيقة المشروع الصهيوني وطبيعته الوحشية الإجرامية وأكدت على كونه سرطان توسعي في جسد الأمة ينهش أحشاءها ويضعف كيانها ويمزق أوصالها بكل وحشية وإجرام، ليخضعها لإرادته، ويجعل من دول المنطقة ، كيانات تدور في فلكه لتحقيق أهداف مشروعه التوسعي ، مما يفرض علينا جميعاً، أنظمة وشعوباً وجوب الانخراط في هذه المعركة إذا أردنا إفشال مخططاته ومواجهة أطماعه والوقوف في وجه إرهاب دولته، فثمن الانخراط في المعركة أقل بكثير من ثمن التهرب من هذا الاستحقاق المصيري.
ثالثاً: بعد أن فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه المعلنة لهذه الحرب على غزة وشعبها الصابر الصامد ومقاومتها المقدامة وكتائبها المظفرة ، يسعى اليوم للهروب إلى الأمام عبر إشعال الجبهة الشمالية والاعتداء على لبنان وشعبه لكسر إرادة المقاومة فيها، وصنع صورة نصر تكتيكي تغطي على فشله الإستراتيجي في هذه المعركة ، ولكننا واثقون بإذن الله أن كرة اللهب التي يسعى الفاشي المجرم نتنياهو لرميها خارج الكيان سترتد عليه فتحرق كيانه الهش وترديه رماداً يذروه الرياح.
رابعاً: إننا في جماعة الإخوان المسلمين نؤكد ما أعلناه مراراً بأن قراءة سلوك الكيان الصهيوني وما يصدر عن قياداته المتطرفة من تصريحات عدائية بحق الأردن ، تشير إلى أن الأردن في عين العاصفة ولن يتوانى الكيان عن العمل على استهدافه في مرحلة تالية ضمن سعيه لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردن، وما يمارسه الاحتلال من إجراءات وانتهاكات وجرائم مروعة في الضفة الغربية يؤكد ذلك.
مما يتطلب حواراً وطنياً واسعاً وعاجلاً ، يستوعب الكل الأردني للتوافق على سبل تقوية الجبهة الوطنية الداخلية وتوحيدها، ومواجهة المخاطر الصهيونية المحدقة، والبدء بإجراءات عاجلة تتمثل بإعادة تفعيل الجيش الشعبي، والعمل على تسليح الشعب الأردني، والتحام الإرادة الرسمية بالإرادة الشعبية وعدم الركون لوهم السلام مع كيان غادر لا يحترم ميثاقاً ولا يوفي بعهد، ووقف جميع المعاهدات التي ترهن قطاعاتنا الحيوية من ماء وطاقة بيد عدونا مما يشكل خطراً على أمننا الوطني.
وفي الختام رحم الله الشهداء الأبرار ، وكتب الله الشفاء للجرحى والمصابين، وفك الله قيد الأسرى البواسل خلف القضبان.
{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }(69) العنكبوت
والله أكبر ولله الحمد
الناطق الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين
معاذ الخوالدة
الإثنين، 4 ربيع الآخر 1446 هجرية
، الموافق 7/أكتوبر/2024