قال وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، الدكتور محمد الخلايلة، إن التوفير في مصادر المياه وترشيد استهلاكها والمحافظة عليها واجب شرعي.
جاء ذلك خلال رعايته اليوم السبت، المؤتمر الأول لطلبة كليات الشريعة في الجامعات الأردنية، بعنوان “الواقع المائي في الأردن: التحديات والحلول من منظور إسلامي” عبر تقنية الاتصال المرئي، والذي نظمته كليات الشريعة في الجامعة الأردنية بالتعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي.
ودعا الدكتور الخلايلة إلى ضرورة التوزيع العادل للمياه سواءً على صعيد الأفراد داخل المجتمع الواحد أو على صعيد الدول من خلال الاتفاقيات المبرمة لتوزيع الحصص المائية بشكل عادل والالتزام بها، مؤكداً أهمية الاتفاقيات المبرمة بين الدول التي تشترك في الأحواض المائية ما يسهم في الحفاظ على استمراريتها وديموتها بشكل آمن.
وأشار إلى أهمية دور كليات الشريعة والأئمة والوعاظ وكل من يحمل فكراً دينياً في بيان حكم سرقة المياه والاعتداء عليها.
وقال مساعد الأمين العام الناطق الرسمي لوزارة المياه والري عمر سلامة، إن الأردن من الدول الاكثر فقراً بالمياه، وحصة الفرد تقل عن (100) م3 سنوياً فيما خط الفقر العالمي هو (1000) م3 سنوياً.
وأضاف أن الصراعات والأزمات المتتالية، جاءت لتزيد من العبء المائي في البلاد، خاصة أزمة اللجوء السوري.
ولفت إلى ارتفاع التزويد المائي من (237,4) مليون م3 عام 1999 إلى (470) مليون م3 في الوقت الحالي، وبنسبة تغطية (94بالمئة) لمياه الشرب و(67 بالمئة) للصرف الصحي، وانخفاض فاقد الشبكات إلى (46 بالمئة).
وأشار إلى تدشين مشروع جر مياه الديسي (100) مليون م3 سنوياً، ومشروع جر مياه وادي العرب 2 بطاقة (30) مليون م3 كذلك السير قدماً ببناء سدود جديدة للوصول إلى طاقة تخزينية (400) مليون م3 في السدود الرئيسية ولديها (411) حفيرة وسد صحراوي بطاقة تخزينية (80) مليون م3.
وأكد أن الوزارة مستمرة بحملاتها لحماية مقدرات المياه، حيث ضبطت أكثر من 48 ألف اعتداء على خطوط المياه الرئيسية منذ حزيران 2013، وردمت 1200 بئر مخالف، كما أزالت قرابة الـ 20 ألف اعتداء على قناة الملك عبدالله، وضبطت نحو 80 حفارة مخالفة.
بدوره، قال عميد كلية الشريعة في الجامعة الأردنية الدكتور عدنان العساف، إن المؤتمر يأتي لتحفيز طلبة العلم على البحث والنظر في الأولويات الوطنية وما يتصل بواقع المجتمع ومشكلاته انطلاقاً من حرص كليات الشريعة، على المضي قدما في دعم مسيرة التقدم والبناء الوطنية وتحقيق الرؤية الملكية السامية في الاهداف الاستراتيجية للتعليم العالي.
وفي الجلسة الأولى من المؤتمر، والتي أدارها الدكتور محمد الرواشدة، قدم الطلبة عرضا لأبحاث عن تحديات الواقع المائي في الاردن وحلولها من منظور اسلامي، وكيفية استثمار أمثل للماء المستعمل من وجهة نظر شرعية، بالإضافة إلى مشاريع كفاءة الطاقة المائية وأثرها على البيئة والتنمية المستدامة. وتناولت الجلسة الثانية، التي أدارتها الدكتورة سونا العبادي، سبل ترشيد المياه في مزروعات الجامعات وحدائقها، ودور الشباب في إدارة أزمة المياه، ودور فرق إسلام “إتش تو او” الطلابية في التوعية المائية من منظور إسلامي، إلى جانب الواقع المائي في الأردن ودور القيم الاسلامية في الحد من استنزاف المياه.
وفي ختام المؤتمر تلا الدكتور عبد المجيد الصلاحين توصيات المشاركين بالمؤتمر والتي خلصت، لضرورة نشر الوعي البيئي بين الناس من خلال برامج خاصة للتوعية المائية وتفعيل دو الإعلام والصحف في تعديل السلوكيات المائية بمنع الإسراف وتعزيز اهمية المحافظة على موارد المياه وعدم هدرها.
كما أوصوا بإضافة دروس خاصة بالمناهج التعليمية في المدارس بكيفية معالجة الإسلام لمشكلة نقص المياه والتوعية بأحكام المياه في الفقه الإسلامي ووضع الاليات والاجراءات التنفيذية لمعالجة التحديات التي تواجه مشكلة المياه في الأردن، إلى جانب تضمين قضايا المياه ومشكلاتها في المناهج التعليمية بالجامعات بما يتناسب وحجم التحديات التي يوجهها الأردن.