حذر المحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات من خطورة ما يتعرض له القطاع الصحي في غزة من استنزاف متواصل يمكن أن يخرجه عن الخدمة في أي لحظة، مشددًا على أنّ دولة الاحتلال تركز وبشكلٍ متعمّد على المرافق التي تستديم بقاء الفلسطيني وحياته، مثل المياه والغذاء والسكن والقطاع الصحي.
وقال الحوارات في تصريحاته لـ “البوصلة“: كلنا لاحظنا بداية التدمير الممنهج للقطاع السكني بإلقاء هذا الكمّ من القنابل الذي وصل إلى 6 آلاف طن وهو رقم هائل وكبير، ولاحظنا عملية تهجير للسكان، وعملية قطع الماء والكهرباء كما قال وزير دفاع دولة الاحتلال بأنّ “هؤلاء وحوش” وأنهم يجب أن يعاملوا بقطع الماء والكهرباء.
وأضاف بالقول: ولكن الأخطر من كل ذلك، هو استهداف الصحي بالذات، الذي من المفترض أن يستقبل آلاف الجرحى والشهداء ويتعرض لعملية استنزاف ممنهجة، وهو يفتقد لأدنى وأبسط الخدمات من: مشغلات الوقود الذي شغل الأجهزة والأدوات اللازمة لإنعاش المرضى، أو لاستدامة عمليات الجراحية، ويفتقر للأدوية، ويفتقر للمستلزمات للعمليات الجراحية.
وأوضح أنّه وفي أجواء الحروب تكون الجراحة هي العنصر الأول، لأنه بنتيجة الإصابات تحتاج لخيوط وإلى أدوات وأمور كثيرة، وهذا كله بات غير متوفر، وبالتالي فإنّ الجريح الذي كان من الممكن أن يعالج لو توفرت الأدوات اللازمة لذلك يصبح من ضمن الشهداء.
وشدد الحوارات على أنّ هذه جريمة إبادة وأمر خطير لأنّ الأمر إذا استمر على هذا النحو فإنّ نصف الوفيات هي بسبب عدم معالجة الجروح الناتجة عن القصف، وهذا يجب أن يوضع له حد سريع، لأنه باستمرار الأمر على هذه الوتيرة ستزداد أعداد الضحايا بشكلٍ كبيرٍ جدًا، وهذا لا يمكن السكوت عنه، لأنّ القطاع الصحي هو أهم قطاع معني بحماية حياة الإنسان.
وتابع بالقول: فلتدر المعركة ولكن في النهاية بنتيجتها هناك أناس يدفعون الثمن، فهل تقصد دولة الاحتلال أن يكون الثمن باهظًا على الفلسطينيين، حتى تمارس عليهم نوعًا من القمع والإذلال وزيادة المعاناة، وهل هي تريد أن تمارس عقابًا جماعيًا.
ولفت إلى أنّ الاحتلال الآن لا يقود حربًا ضد المقاومة ولا ضد حماس بل تقود حربها الآن ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، الذي لم يدخل الحرب أساساً، وتهمته أنه يريد أن يعيش بأمن وسلام.
ووجه الحوارات رسالة للعالم أكد فيها أنّه يجب على المجتمع الدولي أن يضع حدًا لهذه الهمجية الإسرائيلية، ويوقف الهجمات على المرافق الصحية في غزة.