قالت المرابطة المقدسية هنادي الحلواني إن استمرار إغلاق المسجد الأقصى المبارك أمام المصلين هذه الأيام بات هدفًا ومطلبًا إسرائيليًا، لا يهدف للحفاظ على السلامة العامة من فيروس “كورونا” كما يدعي الاحتلال، بل لتحقيق مخططاته وأهدافه ضد الأقصى.
وأوضحت الحلواني في تصريح خاص لوكالة “صفا” الاثنين أن شرطة الاحتلال تلاحق وتهدد وتعتقل كل صوت يطالب بفتح المسجد الأقصى للصلاة من المقدسيين، في وقت تسمح للمستوطنين بأداء طقوسهم التلمودية في حائط البراق، وبالتظاهر والمطالبة بفتح المسجد لتنفيذ اقتحاماتهم وتدنيسه.
وأضافت أن عناصر من شرطة الاحتلال اقتحمت الليلة الماضية منزلها في حي وادي الجوز بالقدس، وهددتها بعدم نشر أي منشورات على مواقع التواصل الإجتماعي تحث الناس على الذهاب للمسجد الأقصى.
وتابعت أن الاحتلال يتهمني بالتحريض على مواقع التواصل، لافتة إلى أن هذه ليس المرة الأولى التي تتعرض فيها للتهديد والتحقيق وحتى الاعتقال على خلفية نشر منشورات على صفحة الفيسبوك بتهمة “التحريض على الاحتلال”.
وطالبت الحلواني دائرة الأوقاف الإسلامية بإعادة النظر في قرار إغلاق الأقصى، وفتحه على الأقل لسكان البلدة القديمة، خاصة في ظل تعمد الاحتلال استمرار إغلاقه واستغلال جائحة “كورونا” لتنفيذ مخططاته بحرية بالمسجد.
وقالت: “لماذا لم يتم فتح الأقصى أمام المصلين مع اتخاذ إجراءات الوقاية والسلامة وأن تكون الصلاة في الساحات المفتوحة والواسعة، مع توزيع الكمامات على المصلين والتباعد والتعقيم المستمر من قبل الأوقاف لباحات الأقصى”.
واعتبرت الدعوة لفتح الأقصى ليس قرارًا عبثيًا عاطفيًا، بل هو عين الصواب ما دمنا نحافظ على إجراءات السلامة العامة، خاصة أن الاحتلال يستغل أزمة “كورونا” والانشغال العالمي بمواجهتها، لأجل تهويده والاستيلاء عليه.
وأكدت أن حراس الأقصى وموظفي الأوقاف قادرين على المساعدة في تحقيق شروط السلامة العامة من خلال تنظيم صفوف المصلين بالحفاظ على مسافة التباعد اللازمة، وتوزيع الكمامات والتعقيم بشكل مستمر.
وأعربت الحلواني عن مخاوفها من عودة الأمور إلى ما كانت عليه في 14 تموز/ يوليو 2017، حينما أغلق الاحتلال المسجد الأقصى عقب تنفيذ عملية إطلاق نار داخله، ونصب البوابات الإلكترونية على مداخل المسجد.
وأشارت إلى أن الاحتلال يشدد من إجراءاته على حراس وموظفي الأوقاف ولا يسمح لهم بالدخول إلا عبر ثلاثة أبواب فقط، كما يلاحق المصلين في محيط المسجد، مؤكدة أن الاحتلال يستغل هذه الفترة لتمرير مخطط الإغلاق طويل الأمد، وتعويد المقدسيين على ذلك.
ولفتت إلى أن ما تسمى بـ”جماعات الهيكل” المزعوم تحشد لأكبر اقتحامات للأقصى فور إعادة فتح باب المغاربة، بحيث يطالبون باقتحامه والصلاة داخله بشكل متباعد تحت حماية شرطة الاحتلال، وفي الوقت نفسه منع المسلمين من دخوله.
وكانت “جماعات الهيكل” اعتبرت مشهد الأقصى فارغًا من المسلمين خلال شهر رمضان المبارك “إنجازًا هامًا سيقابله اقتحامات كبيرة خلال ذكرى ما يسمى يوم القدس اليهودي”.
وحذرت المرابطة الحلواني من خطورة ما يتعرض له المسجد الأقصى، ومن استغلال حكومة الاحتلال هذه الأوقات لتنفيذ سيطرتها الكاملة عليه.
وكان مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية أعلن مؤخرًا استمرار إغلاق المسجد الاقصى خلال شهر رمضان وتمديد تعليق حضور المصلين للصلوات، وذلك تماشيًا مع الفتاوي الشرعية والنصائح الطبية التي تحذر من التجمعات الكبيرة في ظل انتشار وباء “كورونا”.
ودفع استمرار إغلاق الأقصى عشرات المقدسيين لأداء صلاة العشاء والتراويح في محيطه، مع اتخاذ إجراءات الوقاية والسلامة، ووسط إجراءات إسرائيلية مشددة.