“معاملتك أسهل إذا عندك واسطة!”.. هل هناك أردني واحد، صغيرا كان أم كبيرا، أم “مقمطا” في السرير، سيتجرأ ويقول: هذه العبارة غير صحيحة؟
رغم ذلك، فإن رفع هذه العبارة على لافتة كبيرة، وتعليقها في الشوارع سيثير الدهشة! ذلك أننا معتادون على تجميل كل شيء حتى أخطاءنا.
ستكون الدهشة أكبر عندما تكتشف أن اللافتة بتوقيع وزارة الاقتصاد الرقمي! أي إن القائل هي الحكومة ذاتها، فهل حينها سيشك أحد أن وراء الأكمة ما وراءها.
أجل، لن يصدق أحد أن الحكومة تشجع على سلوك الواسطة جهارا نهارا.
صحيح أن سلوك الحكومة في معظم دوائرها يضطر المواطنين للبحث عن واسطة لتسريع معاملاتهم، وصحيح أن المواطن الأردني يعرف أن الواسطة هي أحد أهم “الوثائق” التي يجب اصطحابها إلى أي دائرة حكومية، وأن الواسطة “معشعشة” في ركن من أركان الدولة، إلا أن أحدًا لن يصدق أن الإعلانات التي زرعت في الشوارع تهدف إلى تشجيع الواسطة.
بدأ الناس يتساءلون عن مغزى الإعلان، وهذا في حد ذاته نجاح مثير يحسب للوزارة، وبدأ الناس يتوقعون الجزء الثاني من العبارة ليكتمل معناها، وهذا نجاح مثير؛ إذ إن هدف أي إعلان هو لفت الانتباه، وإثارة المتلقي.
تُرى: ماذا سيحمل الجزء الثاني من الحملة الإعلانية؟ دعونا ننتظر.
كتب : عبد الله المجالي
