أكد الأمين العام للحركة الإسلامية في السودان الشيخ الزبير أحمد الحسن أن الحركة لم تغب عن الساحة السودانية لا سيما وأنها ليست دُوراً ولا مقرّات بل أفكار ومبادئ موجوده في صدور وقلوب وسلوك كثير من الرجال والنساء والشباب والطلاب الذين انتظموا تحت عقدها.
وقال الحسن في مقابلة صحفية: إن عملية إعادة البناء في هذه الظروف التي تحتاج من الحركة الحذر في ممارسة نشاطها، لم تكن سهلة ولا سلسة ولكنها ما زالت مستمرة، خصوصاً في ظل المطاردة وحالتي التجريم والإقصاء التي يقودها أعداء الفكرة.
وأشار إلى أن الحركة الإسلامية في السودان “آثرت أن لا تدخل في مواجهات حتي يستبين الحق ويتحقق الكُل من زيف ما أُتُهمنا به، وحتي يستبين الناس الغثّ من السّمين، ويتحققوا من حالة الخداع الكبير الذى مُورس ضدهم وضدنا”، منوهًا بالقول: “وقد كان صمتنا وصبرنا لأجل إفساح المجال للسودانيين الذين عرفونا وعرفناهم ليتبينوا الحقيقة، وها هي الأيام قد بيّنت زيف من يتهموننا وكشف الله أكاذيبهم وفضح مكرهم”.
وأكد الحسن على أن الحركة الإسلامية السودانية “تيار سياسي وطني، وهدفنا الاستراتيجي هو استقرار الدولة السودانية وأمن وحماية مواطنيها ، ظل الوعي بهذا الأمر مركزياً في الحركة”.
ونوه إلى أن الحركة الإسلامية السودانية بدأت واستمرت وستستمر في نهجها الوسطي تتجدد وتتفاعل مع تحدياتها الوطنية، قائلا: “نحن على عهدنا في الحفاظ علي نهجنا الوسطي في الوصول لأهدافنا بإقامة نموذج المجتمع الذي ينشد الكمالات والديموقراطية المحترِمة للقانون تحت ظل دولة العدل والحق”.
وتالياً النص الكامل للمقابلة:
⭕ لقاء مع الامين العام للحركة الاسلامية
فى البدء ، نشكر لكم كريم تفضلكم على هذه السانحة والتى نسعي من خلالها للاجابة على الاسئلة الحرجة التى تدور فى اذهان الكثيرين بالساحة …
?الحركة الاسلامية ؟ اين هي الان ؟
• الحركة الاسلامية موجودة .. وهي ليست دُوراً ولا مقرّات .. بل هي افكار ومبادئ .. موجوده في صدور وقلوب وسلوك كثير من الرجال والنساء والشباب والطلاب الذين انتظموا تحت عقد الحركة .. يشكلون حضوراً فاعلا في أسرهم وعوائلهم ومجتمعاتهم ومواقع عملهم .
? لكنهم ليس لـــديهم حضور يُذكر فكل اثنين تسألهما تجدهما يبحثان عن ثالث وعن قائد وأمير؟
• وهذا من ميزات هذه الحركة المدهشة ، ان مفهوم الجماعة والإمارة مركوز في روح عضويتها ، وتتميز عضويتها بالحيوية والجرأة وشئ من القلق المُتفهّم ، إن الحركة تمرُّ الان بتحديات كثيرة .. وإن عملية إعادة البناء فى هذه الظروف (التى تحتاج من الحركة الحذر فى ممارسة نشاطها ).. لم تكن سهلة ولا سلسة ولكنها ما زالت مستمرة .. خصوصاً فى ظل المطارده وحالتى التجريم والإقصاء التي يقودها اعداء الفكره والتى أصبحت تشكل تحدياً جديداً .. لذلك كانت المرونة التي اتسمت بها الحركة معينةً لنا وللاخوة في القيادة لادارة هذه المرحلة الجديدة.
? لكن الجميع يفتقدكم ؟
• نحـن موجودون وآثرنا الّا ندخل في مواجهات حتي يستبين الحق ويتحقق الكُل من زيف ما أُتُهمنا به ، وحتي يستبين الناس الغثّ من السّمين ، ويتحققوا من حالة الخداع الكبير الذى مُورس ضدهم وضدنا …. وقد كان صمتنا وصبرنا لاجل إفساح المجال للسودانيين الذين عرفونا وعرفناهم ليتبينوا الحقيقة . وهاهي الايام قد بيّنت زيف من يتهموننا وكشف الله أكاذيبهم وفضح مكرهم.
? هناك أحاديث تدور عن خلاف داخلي بين الحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني .. ما صحة ذلك ؟
• اولاً لا صحة لاي خلاف بين الحركة الاسلامية الان وأي من مكوناتها ، وكل ما يدور هو شائعات لاحباط العضوية ولزعزعة ثقتها في نفسها وقيادتها ..
• الحركة الاسلامية بناء مؤسسي يحكمه نظام اساسي ، والهيئة القيادية العليا هي واحدة من أجهزة التنظيم ، فإن غاب عنها شخص أو أشخاص فهناك آلية يتم تبعاً لها التعامل مع هذه الحالة .
• آثرت الحركة التريّث في مرحلة ما بعد التغيير ، وذلك لتقييم أوضاعها وترتيب خطواتها . لقد وضعنا نصب أعيننا تحدي المحافظة على استقرار البلاد ، وحرصنا على تقليل المخاشنة السياسية والتركيز على ادوارنا المجتمعية وترتيب بيتنا من الدّاخل ..
• الآن أعدنا ترتيب صفوفنا وعُدنا باستراتيجية جديدة ، تطلبت منا التدقيق والتوثيق في ظل الوضع الامني المستهدِف للحركة وعضويتها ، كما تتطلب المرحلة أيضاً إعادة ترتيب أولويات العمل .
? هناك حديث عن أن الحركة تتجه للعمل السري ؟
• ابداً .. حتى الآن لم نتجه للعمل السري ، وهو خيار نرجو الا نضطر إليه .. نحن نسعي بجد واجتهاد لممارسة حقوقنا الدستورية والسياسية التي يكفلها لنا القانون بما لا نضطر معها للإتجاه لأي عمل سرّي وما زلنا نؤمل أن ينتبه القائمون على الأمر الى ضرورة إفساح المجال للجميع للعمل .
? لكنكم مفقودون في المجتمع والدولة والممارسة السياسية ؟
• الحركة الاسلامية منذ نشأتها قامت علي اربع مدارس .. مدرسة فكرية .. ومدرسة دعوية ومدرسة سياسية ومدرسة جهادية .. وفي تاريخ الحركة برزت قيادات في كل مدرسة وكان لهم سبق وفضل في مسيرة الحركة والدولة والمجتمع ..
• في المدرسة الفكرية .. قدمت الحركة نماذجها في الاقتصاد الاسلامي وتحرير المرأة وتأصيل الفن ، وتقديم فقه الممارسة السياسية والقوانين المتوافقة مع الشريعة الاسلامية والتأصيل الفقهي والمعرفي .. وأنشأت المؤسسات الداعمة لذلك ..
• في المدرسة الدعوية .. كان للحركة السبق في الدخول للمدارس والمساجد وإنشاء المنابر لخدمة الدعوة ونشر الاسلام الوسطي الذي يشبه طبع وتدين أهل السودان بلا غلو ولا تشدد .. وانتشرت المساجد والمصليات واصبح الالتزام والسلوك المحافظ سمة غالبة في المجتمع واصبح الحجاب والزّي المحتشم عن قناعة صفة للمرأة السودانية ..
• وفي المدرسة السياسية .. قدمت الحركة تجربتها رغم التحديات في المرحلة الاولي ، وكانت وما زالت جسماً مرناً ومتطوراً لم تنكفئ على ذاتها ولم تنغلق فكــرياً ولم تنعزل عن همـوم الوطن والمجتمع ، فكانت جبهة الميثاق والجبهة الاسلامية والمؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي وحزب الاصلاح الان .. صحيح أن تجربة المؤتمر الوطني كحزب سياسي حاكم كانت اطول التجارب وهي تختلف عن تجربة الجبهة الاسلامية التي كانت تجربة معارضة .. الا انها تظل مثل سابقاتها تجربة بشريّة ذات طبيعة سياسية واجهتها تحديات في اطار الدولة والمجتمع..
• اما التجربة الجهادية فهي لم تبدأ مع الانقاذ .. بل كان للشهيد محمد صالح عمر الفضل في التأسيس لها فقد جاهد ومعه اخرون في فلسطين ، ثم شاركت الحركة في الجبهة الوطنية مع حزبى الامة والاتحـادي في مواجهة النميري في ١٩٧٦م ، وقبلها في مواجهة الشيوعيين في الجزيرة ابا عام ١٩٧١م ، مع الامام الهادي حيث كان الاخوة الشهيد محمد صالح عمر والمرحوم محمد محمد صادق الكاروري والاخ مهدي ابراهيم على قيادة المجاهدين .. وفي ظل حُكم الانقاذ قدّم الإسلاميون عبر بوابة الدفاع الشعبي لحماية لهذا الوطن ودفاعاً عن سيادته وشعبه عشرات الآف من الشهداء وتدرّب اكثر من ٣ مليون مجاهد ومجاهدة هم الان ذخرها ورصيدها وحماة منهجها ..
? يظل هذا إرث وتاريخ لكن الناس ينظرون الي الحركة الان انها فشلت في ظل الانقاذ ويري البعض ان عودتها مرة اخري للحياة مستحيلة فما تعليقكم علي ذلك ؟
• الحركة الاسلامية ، تجربة بشرية ومن قام علي تنفيذ برامجها بشر .. أخطأوا وأصابوا .. لا نقول فشلوا .. فالاهداف التي من أجلها تأسست الحركة الاسلامية ما زالت باقية .. صحيح ان تجربة الدولة خصمت الى حدٍ ما من فاعلية الحركة ، فقد انهمكت عضويتها الفاعلة في عملية اسناد الدولة في شتي المجالات ولهم بصمات لن يستطيع تاريخ الدولة السودانية تجاوزها ، لقد كان الإسلاميون صوت من لاصوت له خارج الخرطوم التي كانت يتركزُ فيها الحُكم والخدمات ، وكانوا صوت الغالبية الصامته في الهامش الذين أختفى صوتهم خلف ضجيج النُخب الفاسدة وحملة السلاح .
• لقد إنكبّ الإسلاميون في تجربة غير مسبوقة على التخطيط لقسمة السلطة بين اهل السودان وتقصير الظل الاداري توزيعاً للحقوق خاصةً حقي التعليم والصحة ، وفتحاً لابواب الدولة لابناء السودان كافة للتعلم والعمل والمشاركة في حكم بلادهم ، لقد كان الاسلاميون – باعتبارهم تياراً فكرياً وحركة تغيير اجتماعي وفاعل سياسي – منتشرين في كافة جهات السودان وبين كل إثنياته ولذلك كانوا الاكثر قُرباً ومعرفةً بالمجتمع السوداني المحافظ والخلوق ، والاكثر مقدرةً على تحسُّس حاجاته ومطالبه ، ولذلك وجهت الحركة الاسلامية خيرة ابنائها للعمل في ما يخدم تلك الحاجات وفق ماهو متاح من موارد بشرية ومادية ، فكان الشهيد د. محمود شريف في الكهرباء ودكتور علي الحاج في الحكم الاتحادي والبروفسير ابراهيم احمد عمر فى ثورة التعليم ، ود. عوض الجاز في النفط ، ومكاوي محمد عوض في الكهرباء و السكة حديد واسامة عبدالله في السدود ، والحاج عطا المنان في شريان الشمال وأسّست الحركة مشروع الصناعات الدفاعية .. هذه التجربة الثرّة والممتده هي رصيد للوطن وللشعب السوداني يمكن البناء عليها وتطويرها لصالح هذه الامة ..
? ماهي فى تقديرك أبرز اخطاء الحركة فى عهد الانقاذ ؟
• التماهي الكبير مع الحكومة و التراجع لصالح العمل السياسي كان تقديراً مختلفاً حوله ، وهو ما أثّر في جسم الحركة وعضويتها وأضعف تركيزها على برامج الدعوة فى البناء الداخلي والتواصل مع المجتمع.
• كذلك كان من أبرز أخطاء الحركة في ظني قرار اعادة هيكلة فصيلها الطلابي الذي ظل منذ التأسيس يمثل عمودها الفقري في الاسناد وتجديد العضوية ، حيث زُج بهذا القطاع ليكون جزءا من هيكل المؤتمر الوطني ( الذي هو عبارةعن تحالف سياسي عريض).. مما حمّل هذا القطاع ما لا طاقة له به وافقد الحركة اجيالاً من الطلاب والشباب فى التأهيل والانتماء .
? هل هذا يعني ان المراجعات قادتكم الى مراجعة هيكل الحركة ؟
• بالضرورة .. الوضع اختلف ونحن الان فى المعارضة ، بل إنها وبكل أسف معارضة ملاحقة أمنياً .. في هذه المرحلة من تاريخ السودان تراجعت الدولة من واجباتها فى مؤسساتها القانونية والعدلية والتشريعية لصالح أغراض جماعات وشلليات يديرون المشهد الان ولديهم مشروعاً اقصائياً علمانياً مدفوعاً بأجندة خارجية ، لذلك كان لابد من اعادة الهيكلة وبالفعل انجزنا مهامنا بما يضمن للحركة فاعليتها.
? الكثيرون الان يفتقدون دور القائد ولا يجدون القيادة معهم بالميدان بل ولا يعرفون من هم واين هم وكيف يمكن الوصول اليهم ؟
• كما اسلفت .. الوضع الجديد والمختلف يفرض علينا منهجاً جديداً واساليب جديدة ، فعودتُنا للمعارضة بعد ثلاثين عاماً خلقت واقعاً مختلفاً لم تألفه أجيال كاملة من منسوبي الحركة ، خلال العقود الاربع الماضية ، ومن الطبيعي ان تكون هذه نقلة مربكة وكبيرة على مستوى هذه الاجيال وهناك من سيتأخر في استيعابها بالسرعة اللازمة ، خاصة في الجانب الذي تقتضيه الترتيبات والتحوطات لمواجهة الترصد الاستخباري والمطاردة الامنية لقيادات الحركة ورموزها ، خاصةً من الشباب .. ولكن هياكلنا موجوده ويتم التواصل معها علي مستوياتها القاعدية .. صحيح ان هنالك قصور في بعض المناطق ولكن ذلك لا يدعو للقلق فما زلنا في مرحلة اعادة البناء المُحكم .. وحددنا اطاراً زمنيا للوصول لكل العضوية ..
? هناك اتهام للحركة بالتنسيق مع المكون العسكري ؟
الحركة الاسلامية السودانية هي تيار سياسي وطني ، وهدفنا الاستراتيجي هو استقرار الدولة السودانية وأمن وحماية مواطنيها ، ظل الوعي بهذا الأمر مركزياً في الحركة ، ولذلك خلال فترة الديموقراطية الثالثة وخلال حكم الصادق المهدي ، حينما تعرضت القوات المسلحة للاهمال وفقدت زمام المبادرة فى حرب الجنوب ، وفقدت السند المادي والسياسي والمعنوي ، إنبرت الحركة الاسلامية لدعمها فكانت مسيرة أمان السودان حدثاً غير مسبوق فى تاريخ السودان ، وتبرّع نواب الجبهة الاسلامية بسياراتهم وجزء من مخصصاتهم لصالح دعم القوات المسلحة ، وقادت نساء الحركة حملة جبل الذهب للتبرع بالحلي ، وزار زعيم المعارضة حينها الشيخ على عثمان محمد طه مناطق العمليات وقيادات الجيش ، وهو ما لم يفعله رئيس الوزراء حينها السيد الصادق المهدي .
في الانقاذ استمرت مساندتنا للقوات المسلحة وانخرط شباب الحركة الاسلامية وشيوخها فى الدفاع الشعبي وقدموا آلاف الشهداء والجرحي ، واستنفروا ملايين السودانيين رجالاً ونساء للانخراط فى معسكرات التدريب والمساهمة فى حماية الوطن بالمال والنفس ، وما انفتحت جبهة من جبهات الوطن الا ووجدت القوات المسلحة منسوبي الدفاع الشعبي سنداً وعونا لها.
• ولما قررت الدولة الجلوس للتفاوض مع التمرد ، دعمنا جهود السلام وساندنا خيار الوحدة الجاذبة ، وبعد ظهور نتيجة الاستفتاء احترمنا بشجاعة إرادة الاخوة بجنوب السودان وخيارهم الحُر في الإنفصال ، حقناً الدماء ، وحرصاً على سلامٍ مستدام ..
• لذلك الان نقف مبدئياً مع القوات المسلحة ومؤسسات الدولة العسكرية والامنية فهذه مؤسسات سابقة للدولة السودانية المستقلة وتجاوز عمرها المائة عام .. وتاريخيّاً وبصورة عامة هي الضامن لسيادة وأمن البلاد ووحدتها وأمن مواطنيها .
• لسنا اعداء للمؤسسة العسكرية .. لكننا لا ننسق الان مع العسكريين الذين يعلمون موقفنا المبدئي نحو المؤسسة وليس الأفراد .
? لكن ما هو رايكم فى ما يجري لكم الان من حملات إعتقالات ومضايقات أمنية ؟
للاسف ما يجري الان هو إستخدام جائر لآليات العدالة وتسيسها لخدمة أغراض معلومة ، من ناشطين وجدوا أنفسهم فجاة فى قيادة العمل التنفيذي بالبلاد .
• أجهزة القضاء والنيابة والشرطة لها ارث ودور راسخ فى السودان وتتمتع بخبرات تراكمية وقامات مهنية عالية ، ارست لتاريخ من العدالة وحفظ الحقوق ورد المظالم حتي وان كانت فى وجه السلطة التنفيذية .. والادلة على ذلك كثيرة ..
• للاسف تتعرض هذه المؤسسات الان لحالة من التجريف من الخبرات والكوادر التى تم تدريبها على مدي عقود من الزمن كما تتعرض أيضاً لحالة من التسيس فى ادائها لأدوارها العدلية .. فالنيابة لاتعمل وفق ما يُمليه عليها القانون الذي بمقتضاه (إما فتحت بلاغاً فى المتهم او أطلقت سراحه ) ، وهي الان تتعرض باستمرار لتوجيهات سياسية من النائب العام مباشرة ولضغوط وإملاءات من مجموعات من السياسيين تم تعيينهم فى لجان النيابة ممن لا علاقة لهم بالنيابة ، تدفعهم أحقـــادهم السياسية ومطامعهم الشخصية ، فكثير من المعتقلين ليسوا فى الحبس بسبب قرارات من النيابة وإنّما بفرية ( انهم سياسيون ) لاجل إستبقائهم فى الحبس .. فالذين ظلوا فى الحبس لم يتم التحقيق معهم لشهور عدّة وفى هذا مخالفة واضحة للقانون ، وجميع هذه الحالات يتم التعامل معها بعيدا عن اشراف القضاء .. وبعض الذين قرر القضاء بالّا يُجدّد حبسهم ، تم التحايل على قرارات القضاء بفتح بلاغات كيدية لتجديد الحبس . ومجالس المدينة تتداول قصصاً حول حالات من الابتزاز والمساومات ، وفى سابقة لم تحدث فى تاريخ العدالة السودانية يتم الان إعتقال المستهدفين ومن ثمّ يتم البحث عن مسوغات وأسباب للاعتقال ، وهنالك عشرات من الشباب المعتقلين الان بعضهم أكمل 15 شهر ولم تفتحت بلاغات حقيقية او توجه لهم اتهامات.
• بكل أسف تنازل النائب العام طواعية عن كثير من مهامه فى التحقيق والتقرير بشأن الاتهامات تجاه الافراد والجماعات والمؤسسات الى لجان سياسية تم تعيينها بعيداً عن النائب العام ، ومُنحت الان (سلطات تشريعية) فبعض أعضائها فى مجلس الوزراء والمجلس السيادي وهي التى تقرر ما تراه فى اي قضية وهي التي تنفذ قراراتها مباشرة وليس للقضاء الحق فى ايقاف تنفيذ أيّ من إجراءاتها وقراراتها وهذا أبشع مثال لتسيس العدالة والجمع بين السلطات ( التشريعية والقضائية والتنفيذية ) والسبب الاساسي فى ذلك هو تنازع النائب العام عن مهامه.
? ما هو موقفكم من الحكومة الانتقالية الحالية ؟
• كان تقديرنا في المرحلة الاولى ان نساهم فى أن تسير الفترة الانتقالية بطريقة سلسة وفى اطار المهام المطلوبة من الحكومة الانتقالية والتى هي بحسب المواثيق التي قامت عليها معنية بالانتقال بالبلاد لمرحلة الانتخابات العامة ، ملتزمة بضمان الحريات العامة والإعمال الصحيح للقانون وبتطبيق العدالة وعدم التغوّل على حقوق الشعب الدستورية ، وكذلك الاهتمام بالوضع الاقتصادي ومعاش الناس .
• للاسف انشغلت الحكومة عن واجباتها الاساسية وتفرغت للصراع والمكايدات السياسية وتبنت سياسات اقتصادية رعناء وضعت البلد على حافة الهاوية.
• نحن حركة قوية وصاحبة مدرسة سياسية عريقة تعرف متى وأين تقول كلمتها وكيف تتخذ خطواتها وقراراتها ولا نخاف في الله لومة لائم ..
• الان لنا موقف مُعلن .. نحن ضد حكومة قوى الحرية والتغيير وتجاوزاتها فيما يتعلق بقوانين الشريعة وتعديل القوانين المصاحبة وفشلها فى مجال الاقتصاد ومعاش الناس وتخريبها لمؤسسات عاملة فى مجال التعليم والاغاثة والدعوة لعقود من الزمن ، وملاحقتها واعتقالها لعضويتنا ، وممارستها لحالتي الظلم والتشفّى الذي لا تخطئهما عين .. ضدنا ..
? البعض لايرى مخرجاً من هذا الوضع الا بتدخل القوات المسلحة ، ما هو رأيكم ؟
• السياسية في السودان معقدة والوضع لا يتحمّل مغامرة ، كما أن خيار الحرية والديموقراطية الرشيدة من مبادئ الحركة التي اقرتها منذ حين . إن الانقلابات العسكرية اصبحت ارثاً من الماضي ولا تجد الاعتراف من الاتحاد الافريقي ولا المجتمع الدولي .. نحن مبدئياً ضد الانقلابات العسكرية ، إلا أننا على موقفنا التاريخي بأن القوات المسلحة تظل هي الضامن الاول لاستقرار البلاد وأمنها وهي شريك لايمكن تجاوزه فى اي معادلة سياسية بالبلاد.
• لا نعتقد ان ما يجري فى البلاد غائب عن نظر القوات المسلحة ، فهنالك حالة يأس من اداء هذه الحكومة فمكوناتها السياسية أصابتها حالى التشظي ، وقد فشلت كل محاولات الترقيع ، يخشي الجميع الان من الانهيار الاقتصادي والإنزلاق الأمني الذي سيؤدي الى انهيار الدولة. ولذلك نري أن بوسع القوات المسلحة التدخل لمصلحة استقرار البلاد دون القيام بانقلاب عسكري.
• المكون العسكري يتمتع بقبول شعبي عام يسمح له بالتدخل لاصلاح الاوضاع وهذا ما أصبح ينادي به عدد كبير من قادة الرأي العام والرموز السياسية وزعماء القبائل وكثير ممن كانوا يؤملون فى قيادة قوى الحرية والتغيير.
? ماهو رأيكم فى الدعوة الى تفكيك المنظومة الامنية التى تتبناها مكونات الشق المدنى فى الحكومة الحالية ؟
• للاسف هناك تماهٍ كبير وملاحظ بين الشق المدني فى الحكومة الحالية والحركات المسلحة فى الدعوة لتفكيك القوات المسلحة والمنظومة الامنية عموماً وابدالها بمجموعات من مسلحي الحركات وتغيير عقيدتها الوطنية لتكون وفق تقديرات البعثة السياسية القادمة ، التى وصفها الامام الصادق المهدي وليس نحن بأنها نوع من انواع الوصاية .
• نحن نعلم جيدا أن بعض الجهات فى المكون المدنى بالحكومة لديهم اذرع عسكرية ، والبعض الاخر سعي للحصول عليه من خلال التحالف مع مجموعات مسلحة ، بينما لجأ رئيس الوزراء للاستقواء على المنظومة العسكرية والامنية ، باستدعاء بعثة أممية ، جعل من اوائل مهامها التى طلبها هو ( الاشراف على اعادة هيكلة القوات المسلحة والمنظومة الامنية والعدلية وفق ما تنتهي اليه مفاوضات السلام الجارية الان ) ، اذاً .. الجميع يتباري فى السعي للتخلص من القوات المسلحة والاجهزة الامنية والشرطية .. ولكل عاقل أن يستبين الى أين ستقودنا هذه الحالة ..
• وللاسف حرصت قوى الحرية والتغيير بقصر نظر على إضعاف الشرطة والنيابة العامة ، في محاولة لقطع الطريق علي اي مقاومة سلمية لحكومتهم دون الانتباه الى ان دور هذه المؤسسات الراتب والأصيل هو حماية المجتمع بمحاربة الجريمة وحفظ النظام وحماية الممتلكات العامة وحماية مواطني الدولة وزائريها والمستثمرين الاجانب، بينما قمع الاحتجاجات والنشاط السياسي هو وضع عموماً طارئ !.
? سقطت الانقاذ .. من وجهة نظركم هل للضعف الداخلي ام للتآمر الخارجي ، ام كما يردد البعض لخيانة داخلية ، وما هو دور المعارضة السودانية في ذلك ؟
• أولاً .. مصطلح (خيانة ) ليس من سلوك وأدبيات الحـــركة .. قــــد يحدث الاختلاف بسبب الاجتهادات ، وكلّ واحد منّا بدرجات متفاوته كان له دور فى نجاح الحركة وأداءها لواجباتها ، ونحن بشر نصيب ونخطئ ونتحاكم الى مؤسساتنا ، وقبل كل ذلك لنا ضمير متصـــل بقيمنا التى تربينا عليها ، يعين بعضنا بعضاً فيما اتفقنا فيه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه ، نؤمن بأن الله استخلفنا بمشيأته فهو الذي يهب الملك لمن يشاء ، وينزعه ممن يشاء .. ونؤمن أن التنازع يؤدي للفشل وذهاب الريح .. ( فلا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) .. فى إطار العمل السياسي والمشاركة فى ادارة الدولة ، واجهت الحركة تحديات داخلية وخارجية، صمدنا فى مواجهتها منذ فترة طويلة ، كانت هنالك بالقطع اختلافات فى وجهات النظر فى التعاطي مع بعض القضايا الهامة ، لكن كل الامور كانت تدار بمؤسسات ، لم نستسلم للاخطاء ونتائجها بل أجرينا المراجعات اللازمة لمعرفة القصور ومحاسبة المقصرين وسيعرف الجميع في الحركة الاسلامية فى الوقت المناسب تاريخ ما حدث.
• أولوياتنا منذ ابريل 2019 م تمثلت فى تمتين الصف وجمع الناس على كلمة سواء ومقاومة حالة الهجوم المنظم لخفض الروح المعنوية واضعاف الثقة بالنفس لدي عضوية الحركة ونجحنا فى ذلك بفضل الله .
• المخابرات الاجنبية المعادية لفكرنا ومنهجنا نشطت عبر واجهات واستخدمت المنظمات التي استطاعت تجنيد ناشطين وسياسيين وبعض ضعاف النفوس الذين نشطوا فى مدّها بالتقارير التي حملت كثير من الكذب والتلفيق بدعاوى مختلفة ، وكانت الحركة الاسلامية هدفاً لهم، وهذا امر طبيعي فى مسيرة الصراع بين الحق والباطل.
• ايماننا مطلق بان عضويتنا مستمسكة بعقيدتها ، مؤمنة بقوة صفها ، واعية بحجم تحدياتها ، عاملة على سد ابواب الفتنة التى تعصمها من الاختراق والانشقاق .
? اداء الدولة فى عهد الانقاذ لم يكن مُرضياً .. وكثيرون يعتقدون أنّه كان بإمكان الحركة تقديم اداء افضل .. ما تعليقكم ؟
• الـــدولة واجهت تحديات كبيرة .. واثرت المواقف السياسية فيها علي عدة محاور.. ففي مجال الاقتصاد ، دفعت الحكومة ثمن مواقفها المستقلة وهذا ما لا يتناسب مع النظام العالمي الجديد وصُنّفت كدولة مارقة ، فتداعت عليها المواقف لخنق الاقتصاد بقرارات من البنك الدولي وصناديق التمويل .. وعقوبات امريكية كثيرة ومتشعبة ومتعدية خارج حدود امريكا لتكبيل الشركات والمصارف العالمية والمحلية ومنعها من التعامل مع السودان ..
• وفي المجال العسكري .. شُنّت الحـرب على البلاد من خلال تكـــــوين حلف سياسي وعسكري عريض ، فيما عُرف بسياسة شد الاطراف فكانت ” عملية الامطار الغزيرة ” التي تم فيها الهجوم على الدولة السودانية عبر جبهة عسكرية ممتدة وعريضة شملت في فترةٍ ما كل جوار السودان وما يفترض انه عمقه الامني الاستراتيجي ! وآنئذٍ عملت بعض الدول الغربية علي توفير التجهيزات العسكرية للمتمردين الذين فتحت اهم دول الجوار ابوابها . وكانت هذه حالة نادرة في ساحة العلاقات الدولية، لقد واجهت الحكومة السودانية هذه الحروب الشرسة داخل البلاد وخارجها ونجحت مساعيها في كثير من هذه الميادين ، فقد قهرت التمرد وحجّمته في مواقع بل وازالته من مواقع اخرى بالمواجهة أحياناً وباتفاقيات سلام أحياناً اخرى.. وبقيت الحرب الضروس من الخارج يشتد اوارها حيناً وتذوي أحياناً اخرى وانحسرت الحملات الاعلامية وكسد سوق الكذب والتضليل.
• في المجال الدبلوماسي … تراجعت وتيرة العداء في اوروبا والغرب عامة وانقلب بعض شركاء التلفيق والحملات المسعورة على بعضهم حتى فاحت روائح التآمر في فبركة افلام الرق وصناعة الاحداث وتلوينها بلون الدماء ( وللاسف فإن من ساعدهم في ترويج ذلك بعض من ابناء السودان.. تمت مكافاتهم بقيادة حُكم السودان اليوم ) ..
الدولة لم تألوا جهدا ولم تتواني في طرق الابواب لبيان صحة مواقفها للرأي العام العالمي ، وشاءت ارادة الله ان يظهر كل ذلك بعد ان اختلفوا على مال السحت وتناثرت الاتهامات وفضح الله كيدهم وانهار الباطل تحت ضربات الحق والحقيقة وحتى استفاق كثيرون تم استغلالهم في تلك الحرب الجائرة واستفاقت حكومات رأت من بعد الغشاوة ان مصلحتها في البناء لا الهدم واصبح للسلام دعاة من خارج السودان بل وشركاء قدموا الالتزامات ونفذوها في شرق البلاد و صار السلام هو المائدة التي تتداعى اليها الدول والمنظمات والجماعات.
فى المجال الاعلامي … واجهت الحكومة حملات شرسة من التضليل والتشويه والاتهام بالفساد وفقدت المبادرة فى التعريف بانجازاتها وبيان الحقائق وشكلت وسائل التواصل الاجتماعي تحدياً جديداً اثرعلى الصورة الذهنية للمواطن السوداني حول الاداء الحكومي وسلوك القيادة ، ونشطت المعارضة فى هذا المجال مع تقهقر الدولة والحركة وزهدهما فى التعريف بالاداء وتمليك الحقائق وشفافية المعلومات ، وهذه كانت من أضعف الحلقات فى مسيرة الاداء فى ظني ..
? هل هذا يعني أنكم خسرتم معركة الاعلام ؟
كما أسلفت .. الحرب الاعلامية بدأت منذ فترة تقودها المنظمات الاجنبية بالاخص فى أعقاب تصاعد الاحداث بدارفور ، لكن فى أخر سبع سنوات تم التركيز علينا باستهداف منظم للقيم والرموز والمنجزات وتبخيساً لكل شيئ .. ومولت المخابرات المعادية شركات ومحطات بث اعلامي ومراكز صناعة مواد اسفيرية وبثتها عبر وسائط التواصل الاجتماعي من خارج السودان وقليل جداً من الداخل للسيطرة التامة على عقول الشباب وغسل ادمغتهم وقلب الحقائق وتزييف الوقائع وتحويل الابطال الى شياطين وخونة.. ولم تسلم الحكومة ورموز العمل العام من النهش الجائر. وصار مع هذه الحالة من الارباك المتعمد بالتضليل هفوات في بعض مما تقوم به الحكومة والحركة والذي أصبح يشكل مادة دسمة تعتاش عليها مراكز البث التضليلي المستأجرة لتضخ ملايين الرسائل في اقذر حرب دمّرت القيم واقتحمت المباني والمعاني ، حتى إهتز وجدان الاصدقاء من هول ما تبثه هذه الحرب الضروس وحتى اصبح الجميع في حيرةٍ من امرهم وحتى الابناء صدقوا بعضاً مما قيل في آبائهم وظنوا بهم الظنون.. وتهاوت ثقة الناس وزلزلوا .. واستشرى الباطل واستقوى دعاة الشر والفتنة.
فى الاعلام خسرنا معركة ، لكننا لم نخسر حرب .. فالان عُدنا بفضل الله بقوة بعدما استفدنا من أخطائنا ، وهاهم الكثيرون قد إستفاقوا ، وعلموا مقدار التضليل الذي مورس عليهم عبر وسائط التواصل الاجتماعي ، وراوا زيف الشعارات التي تم حشدهم بها وينظرون بحسرة لثمن بضاعتهم التى روجوا اليها .. حينما لم يحصدوا الا السراب .
? ولماذا تدخّل الغرب ضدكم وأحداث التغيير ؟
• الغرب لديه خطة استراتيجية في استغلال وتقسيم موارد السودان ويستخدم آلياته وعملاءه وادواته الاعلامية لتحقيق هدفه هذا ، ويسعي لايقاف اي تطور وتنمية بالسودان والدليل علي ذلك انه زيّن وحرّض بعض ابناء السودان على معاداة تجربة الانقاذ التي احدثت تنمية غير مسبوقة في مجالات التعليم و والصحة والصناعات والبني التحتية والاتصالات .. واستخراج النفط والذهب .. وبعد تحريضه ودعمه للتغير .. ها نحن اليوم نري النتيجة فحال البلاد من سئ للاسوأ ويعمل الغرب الان عبر عملائه بالداخل علي محاربة الاسلامين وعدم السماح لهم بالعودة للحكم حتي لا تحدث تنمية مرّة اخري فالغربيون يعلمون اننا ادرنا معركة الحصار بحنكة بالغة افشلت مخططاتهم ، لذلك هو الان يجتهد مستعجلاً خلال هذه الفترة التي تواجه فيها الدولة حالة سيولة غير مسبوقة الي اثارة النعرات وتحريك عملاءه الذين دربهم وأهّلهم لاثارة العنصرية والمناطقية لتقسيم السودان لعدة دول يصعب معها احداث تنمية حتي تخلو لهم الساحة للانفراد بالموارد الغنية التي تزخر بها البلاد ولتقزيم دور السودان المؤثر في دول الجوار ..
? بالعودة للحركة الاسلامية .. الا تخشون من حدوث انشقاق جديد وبروز تيارات غاضبة عن حالة الجمود وعدم وجود رد فعل تجاه استفزازات حكومة قوي الحرية والتغيير ؟
• الحركة الاسلامية لديها إرث راسخ في النقد الذاتي في مؤسساتها وما عكسته تسريبات قناة العربية هو شهادة للممارسة الرشيدة بالمؤسسات ، وفي كل تجربة هنالك حالات من عدم الرضا فنحن كما اسلفت تجربة بشرية .. لا نخشي من حدوث انشقاق فالاصل ثابت والفرع في السماء بإذن الله.. وان برزت اصوات خارج المؤسسة فحرية التعبير حق مكفول لكل الاعضاء وطالما اننا متفقون في الاهداف فالسير في الاتجاه الصحيح لابد له من تنظيم ومؤسسية .. صحيح ان الوضع الراهن يفرض صعوبة التواصل لكن ما زالت المؤسسات موجودة فالشوري عقدت اجتماعاتها والامانة العامة مواصلة لدورها بفاعلية وبتشكيل جديد يتوافق مع تحديات المرحلة .. نحن صبرنا علي الاذي في اصعب المواقف والان بفضل الله تجاوزنا مرحلة صعبة ، وعبرنا فترة انتقالية معقدّة ، وبدأنا منذ فترة مرحلة المقاومة السلمية وانجزنا بفضل الله مرحلة متقدمة من البناء المؤسسي ، وستكون هناك رسائل للعضوية ستري النور تباعاً ان شاءالله ..
• من هذا المنبر ندعو الجميع للتواضع على مشروع وطني جامع عِماده العدالة والديموقراطية الرشيدة التي تؤسس لدولة القانون والمواطنة والذي لا إقصاء فيه ولا تمييز ، للانطلاق بلا سقوفات سوى عدم سفك الدماء وعدم المساس بوحدة الصف وتفكيك الدولة .. والباب مفتوح لكل المجتهدين من عضويتنا والاخرين للمساهمة فى بناء هذا الصف الوطني الواسع من جل سودان يسع الجميع..
? ختاماً .. الى من توجه رسالتك ؟
رسالتي للعضوية ..
إنّ الحركة الاسلامية في ظل هذه الظروف اعدت عدتها وحددت البدائل واصبحت لا تعتمد علي الافراد ليتم ضربها في مقتل او تحجيمها بالاعتقالات .. وقد استفدنا من تجربة الشهور الماضية في تجويد ادائنا وتأمين الحركة وترتيب اوضاعها وفقاً للنظام الاساسي بفضل الله ..
نحن بشر .. لنا عواطفنا ولنا مواقفنا ولنا أسر وعشائر ، ما يُميز حركتكم الاسلامية عن بقية الكيانات هو أنّ روابط الأخوة الصادقة بينكم هي التي تجمعكم وهي التي تطمئننا الي قيادتكم للمبادرات الشخصية فى برامج الدعوة والاصلاح الاجتماعي وحتي فى أقتسام لقمة العيش في هذه الظروف الصعبة التي فقد فيها كثير منكم وظائفهم ..
اخوتي وأخواتي ، وأبنائ وبناتي تفقدوا اليتامي والارامل واسر الشهداء والجرحي واصحاب الحاجات فأنتم الذين أفخر بترديد قول الله فيكم ( يؤثرون علي انفسهم ولو كان بهم خصاصة ) ..
وانتم مكلفون جميعاً لقيادة المجتمع بالمبادئ التي اتفقنا عليها في العدل والتكافل والتواصل والتآخي والتعاضد ، تحسسوا جيرانكم ومجتمعاتكم وبادروا ببرامج لخدمتهم ، وقضاء حاجاتهم فى هذه الظروف الاقتصادية العصيبة ، التى شحّت فيها يد الدولة عن الفقراء واليتامي والمساكين ، بل وأمتدت الايدي الاثمة لمؤسسات رعايتهم بالمصادرة والتدمير ..
اخيراً دعوتنا الي الله دعوة بالحسنى وبالتي هي أحسن ، فالدين المعاملة .. الدين المعاملة.
ورسالتي الخاصة للمجاهدين حُماة الثغور ..
لا تبرحوها ، وكونوا علي قلب رجل واحد .. شدّوا من عضد بعضكم البعض ، وكونوا دعاةً للحق والخير .. وانطلقوا في المساجد ودور العبادة وحواضن المجتمع بذات القوة التي انطلقتم بها وانتم تدافعون عن دينكم وعرضكم وارضكم واستبدلوا الدماء بعرق الجهد .. فانتم في مرحلة الجهاد الاكبر .. تفقدوا بعضكم وكونوا سنداً لاخوتكم وتعاونوا علي البر والتقوي ولا تعتدوا.
ورسالتي الي التيار الاسلامي العريض ..
نحن مازلنا علي عهدنا في الحفاظ علي لُحمة الوطن والدفاع عن بيضة الدين وطريقنا سالك لتثبيت شرع الله فى الارض ، وعمارتها واصلاح شئون الناس فيها ، وعلى ذلك ننتظر مبادراتكم فى الدعوة ، والعمل الاجتماعي لنلتقي سويّاً فى دروب الدعوة واصلاح المجتمع وللتآزر من أجل تثبيت الحق فى هذه البلاد وإزالة الباطل عنها.
ورسالتي للقوي السياسية السودانية :
انتم شهود علي مرحلة فاصلة في تاريخ السودان ، فليكن مقام الوطن في نفوسكم أكبر من المكاسب الذاتية أو الحزبية ، وليكن الدفاع عن العـــدالة منهجاً أصيلاً ومركوزاً لا تتجزأ فيه المواقف بين مناصر ومعارض ، وانتم من نذرتم من قبل أنفسكم للدفاع عنها ..وليكن صوت الحكمة هو الاعلي ، ولنتعلم جميعاً خفض الجناح لمزيد من الصبر على بعضنا فالسودان يسعنا جميعا ..
ورسالتي الي القوات المسلحة والاجهزة النظامية ..
نؤمن بدوركم في حماية البلاد والعباد . التيار الاسلامي العريض والوطنيون والعقلاء في هذا البلد يؤمنون ان المخاطر المحدقة بالبلاد كبيرة وتقتضي التماسك والتعاضد ودعم أجهزة البلاد النظامية فى دفاعها عن حرمة البلاد وحراسة أمنها وإستقرارها ، وتيقنوا أن من يحاول صناعة عداوات بيننا وبينكم لايريد لهذا الوطن الاستقرار ، ولا يريد لقواتنا دعماً من المجتمع حتي تنعزل وتكون فريسة لمن نذروا أنفسهم لاضعافكم وتفكيك منظوماتكم .
ورسالتي الي العالم الاسلامي ..
الحركة الاسلامية السودانية ، حـــركة وطنية مشغولة بقضايا الدعوة بالســـودان ونهضة المجتمع السوداني ، ولها علاقاتها الممتدة مع دعاة الحق والخير فى العالم ، تحترم سيادة الدول ولا تتدخل فى شئونها ، تناصر الحق وتنشرالفضيلة بالتعاون على البر والتقوي .
الحركة الاسلامية السودانية بدأت واستمرت وستستمر باذن الله في نهجها الوسطي تتجدد وتتفاعل مع تحدياتها الوطنية ..فنحن على عهدنا فى الحفاظ علي نهجنا الوسطي في الوصول لاهدافنا باقامة نموذج المجتمع الذي ينشد الكمالات والديموقراطية المحترِمة للقانون تحت ظل دولة العدل والحق ..
ورسالتي لكل الحاقدين والمتآمرين علينا في مخابرات ودول العالم ..
تريدون لتطفئوا نور الله بأفواهكم ؟ فاللهُ مُتمُّ نُورِه ولو كَرِه المُجْرِمُونَ .. ويقيننا أنّ اللهَ مُنجزٌ وعْدَه .. ولنا يقينٌ صادقٌ فى قوله تعالي ﴿ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ﴾