لم تمض ساعات قليلة على بدء النقاش في الكونغرس الامريكي، لتصويت “الشيوخ” على قرار يمنع ترمب من شن حرب على ايران حتى عقد الجنرال كينيث ماكنزي رئيس القيادة المركزية للقوات المسلحة الأمريكية (CENTCOM) مؤتمرًا صحفيًّا استعرض فيه الضربات الجوية الامريكية على مواقع عسكرية تتبع لحزب الله العراقي بالقرب من مطار كربلاء.
هجمات امريكية جاءت ردا على الهجوم على قاعدة التاجي شمال بغداد قبل ايام قليلة لتنضم الى سلسلة طويلة من الهجمات بلغ تعدادها 22 هجومًا منذ كانون الثاني/ ديسمبر من العام الماضي، وتخللها اغتيال الجنرال الايراني قاسم سليماني.
التصعيد تحول الى كرة ثلج متدحرجة بعد ان كشف ماكنزي ان الجيش الامريكي نشر منظومة الدفاع الجوي “سيرام”؛ لحماية المنظومة الجوية “باتريوت” من هجمات صواريخ “غراد” و”كاتيوشا”، وذلك للتعامل مع الهجمات بالوكالة التي من الممكن ان تشنها ايران على قوات بلاده وردعها؛ الامر الذي لم يتحقق، اذ لم تمض ساعات على المؤتمر الصحفي حتى سقط 25 صاروخًا على قاعدة التاجي مجددا.
الجنرال ماكنزي لم تقتصر مخاوفه على وكلاء ايران كما وصفهم بالإشارة الى إمكانية شن ايران هجمات على القوات الامريكية بتأثير من الفوضى الناجمة عن تفشي فايروس كورونا؛ ما يتطلب المزيد من الحشود لردع ايران، وإظهار جدية الولايات المتحدة الامريكية؛ فالحضور العسكري الامريكي في العراق عزز بقوات الفرقة 101 الأمريكية الهجومية الجوية التي توافدت الى القواعد العسكرية لتحل محل الشركات الامنية المتعاقدة مع الجيش الامريكي، ونشر حاملتي الطائرات الامريكيتين “هاري ترومان” و”دوايت أيزنهاور” الى الخليج العربي لتعزيز القدرات العسكرية للولايات المتحدة الامريكية التي باتت تملك قدرات هجومية لا تقتصر على الدفاع فقط.
كرة الثلج التي تزداد من حيث الحجم، وتزداد معها المخاوف ومبررات اشتعال مواجهة جديدة في المنطقة، لم ينف الجنرال ماكنزي امكانية حدوثها رغم القيود التي فرضها الكونغرس الامريكي على ترمب وادارته لشن حرب على ايران؛ فتنامي القوة الهجومية الامريكية في الخليج والعراق مفارقة مقلقة تفتح الباب للتصعيد بنفس القدر الذي توفره للردع.
استعراض الجنرال ماكنزي الصحفي يفضي إلى سؤال تبقى الاجابة عنه غامضة ومجهولة: هل المنطقة على موعد مع مواجهة عسكرية واسعة، أم حروب وكالة تتسع وتضيق لتقوض استقرار الخليج العربي والمنطقة برمتها بشكل متدرج ومؤكد؟
سؤال الاجابة عنه ستبقى مفتوحة لوقت طويل؛ فالمنطقة من ناحية عملية تعايش فصول هذه المواجهة في العراق والخليج العربي مقوضة الاستقرار يومًا بعد الآخر!