قال الأكاديمي المعروف والأستاذ بجامعة أوكسفورد آفي شلايم إن سرقة أراضي الفلسطينيين هي إرث تركه الاستعمار البريطاني، وعلى بريطانيا التعويض عن إثمها بمنع عمليات ضم صهيونية جديدة.
وقال شلايم بمقال نشرته صحيفة “الغارديان” إن اعتراف بريطانيا بفلسطين يسهم بتصحيح أخطاء وعد بلفور، مضيفا “لو كان هناك وقت لإعادة النظر في ميراث الإستعمار ومسؤولياته، فهذا الوقت المناسب. فسرقة فلسطين هي ذلك الإرث”.
وساعد وعد بلفور الحركة الصهيونية على المضي قدما في مشروعها للسيطرة المنظمة على فلسطين. وهي عملية وصفها الصهاينة أنفسهم بأنها استيطان استعماري، والذي لا يزال قائما حتى الآن.
ويعتبر شلايم أن أحد أهم أسباب فشل أوسلو “التوسع الإستيطاني المستمر على الأراضي الفلسطينية المحتلة في خرق صارخ للقانون الدولي”. ويقول: “عززت المستوطنات المشروع الاستيطاني أبعد من الخط الأخضر وحدود ما قبل 1967”.
وأضاف “من خلال توسيع المستوطنات أظهرت الحكومات الصهيونية، عمل (يسار) وليكود (يمين)، منذ أوسلو أنها مهتمة بالأرض وليس السلام”. وأنه “لو حدثت عملية الضم فلن يبقى للفلسطينيين سوى 15 بالمئة من فلسطين التاريخية. وستكون المسمار الأخير في نعش حل الدولتين الذي لا يزال المجتمع الدولي يتمسك به”. واصفا الخطة “بكل المعايير فهذه خطة مهينة وغير منصفة بشكل بشع”.
ومن الملاحظ كما يقول شلايم أن “مظاهر القلق هذه تركز على سمعة ورفاه “إسرائيل” ولا تهتم بحقوق الفلسطينيين”. ويعلق شلايم أن القلق على المضطهد، بكسر الطاء، هو لازمة معروفة بالخطاب الإستعماري.
ويقول شلايم إن النواب محقون، فالتعبير الفاتر عن الرفض لم يردع أبدا “إسرائيل”. ومن هنا فاعتراف بريطانيا بدولة فلسطينية على حدود أراضي 1967 هي طريقة أخرى تصحح فيها بريطانيا أخطاء بلفور وتقف على الجانب الصحيح من التاريخ.
واعترفت عدة برلمانات أوروبية بدولة فلسطينية ولكن هناك دولة واحدة وهي السويد، تعترف بالدولة الفلسطينية.
وعندما كان جونسون وزيرا للخارجية عام 2017 رفض مقترحا من العمال بجعل مئوية الوعد مناسبة لتصحيح الخطأ، وكان الجواب “الوقت ليس مناسبا للعب هذه الورقة”، ولكن اللحظة حانت،على حد قول شلايم.