هل هناك تكنولوجيا غبية؟ قد يكون.
لكن ما هي مواصفات التكنولوجيا الغبية؟ ببساطة هي التكنولوجيا التي لا تؤدي غرضها وهو تسهيل حياة الناس، بل يمكن أن تؤدي إلى تعقيدها أو تعقيد خدمة ما.
لكن أحيانا نظلم التكنولوجيا حين ننعتها بالغبية، والحقيقة أن مستخدم التكنولوجيا قد يستخدمها بغباء، أو لمجرد مسايرة “الموضة”، وهذه تحدث كثيرا في العالم الثالث!
فقد اشتكى أحدهم أنه راجع مؤسسة الضمان الاجتماعي إلا أنه طلب منه أن يأخذ موعدًا قبل القدوم. سألهم كيف يأخذ الموعد؟ قيل له عبر المنصة.
ذهب صاحبنا واستطاع الولوج إلى موقع الضمان الاجتماعي، وأخذ موعدًا باليوم والساعة، فرح كثيرًا، وتوقع أن لا تستغرق مراجعته أكثر من ربع أو ثلث ساعة.
فضفض صاحبنا لصاحبه كعادة غالبية الأردنيين حين يراجعون بمعاملة حكومية، ويبدؤون الشكاية والسب والشتم، وكأن أحدهم يريد أن يقضي كل معاملاته بخمس دقائق مع فنجان قهوة ضيافة.
ضحك صاحبه وقال له: راجعت أحد فروع الضمان، فسألني الموظف قبل أن أدخل: هل لديك موعد؟ قال لا. قال: إذن قف في هذا الطابور، هذا طابور مَن ليس له موعد. وكان الموظف يدخل واحدا من طابور أصحاب المواعيد، وواحدًا من طابور الذين جاؤوا بدون موعد. حل تكنولوجي أليس كذلك!!
بعد أسبوع جاء الموعد المنتظر، ذهب صاحبنا وهو “منشكح”، فقد حصل على موعد، وها هو الموعد مثبت على هاتفه المحمول. دخل صاحبنا بكل ثقة، وقال للموظف الذي على الباب: لدي موعد، وهاتفه بيده مثبت على الموعد.
لم ينظر الموظف إلى هاتفه ليتأكد من صحة الموعد، وطلب منه التوجه إلى الباب. توجه صاحبنا إلى الباب ودلف إلى المؤسسة. استوقفه موظف عند الباب، وقبل أن يحرك صاحبنا شفتيه بأن لديه موعدًا، قال له الموظف: خذ دور.
استغرب صاحبنا وقال: أنا أخذت موعدًا من على المنصة. قال الموظف: لا بأس.
وحين دخل ووجد عشرات المراجعين، وكان أمامه فقط 35 مراجعًا، اكتشف أنه لم يعد للموعد أي فائدة! وأنه تأخر أسبوعًا كاملًا بدون أي داع.