إنها مجرد صورة واحدة في منطقة واحدة لأشخاص يقفون في صف منتظم متباعدين عن بعضهم البعض أمام أحد المخابز، كفيلة بأن تأتي التعليقات: شعب منظم، شعب واع، شعب يرفع الرأس، شعب مثقف، ….
في المقابل صورة أخرى من مدينة أخرى، وربما من حي آخر في ذات المدينة لأشخاص يتدافعون، ويتشاجرون أمام أحد المخابز، كفيلة بأن تكون التعليقات كما يلي: شعب همجي، شعب فوضوي، شعب متخلف، شعب ما بستاهل شي،…..
في الحقيقة، فإن كلا الحُكمين لا يعبر عن حقيقة الشعب، لكن كثيرين يستسهلون إطلاق الأحكام، ما يؤدي إلى أحكام غير واقعية، وأحيانًا غير صحيحة.
تعميم الأحكام عادة يرتبط بالحالة النفسية للشخص، أو بعاداته وثقافته.
تعميم الأحكام يؤدي دائمًا إلى حكم خاطئ على الأشخاص، وعلى الأشياء، ويمكن أن يؤدي إلى خلق انطباعات زائفة، لكن يصعب تغييرها.
لو تمعنَّا في قوله تعالى: (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولًا) لعرفنا مدى الخطيئة الكبرى التي نقع فيها حين نعمم أحكامنا على شعب، أو فئة من الشعب، أو مجموعة كبيرة من الناس من خلال صورة أو حدث بسيط.
إننا بهذا نتحمل وزر استغابة الآلاف، وربما الملايين من الناس!