يسرب مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ان الحكومة الاردنية بصدد العمل على
تمديد اتفاقية تأجير «الباقورة والغمر» عاما آخر، ومن المعلوم ان الاتفاقية
تنتهي بعد ايام.
الاسرائيليون يتحججون بأن في «الغمر والباقورة» محطة كهرباء ومعدات تحتاج
الى وقتا اطول لغايات تفكيكها، متناسين ان الاردن ابلغهم بالامر منذ اكثر
من عام كامل.
بتقديري ان اليمين الاسرائيلي المتعثر، ونتنياهو شخصيا، بحاجة ماسة لتمديد
الاتفاقية، وهذه الحاجة سياسية داخلية، فقرار التمديد سيخدمهم وسيخدم
صراعهم الداخلي.
الحكومة الاردنية ترفض التمديد، ولا يمكنها ان تقبل او ان تفكر بذلك، كما انه لا يجوز المساومة على ذلك مع اي من الملفات مهما كانت.
حاجة الاردن السياسية لاستعادة «الباقورة والغمر» حاجة ماسة، فالانكشاف
الاقليمي للاردن واضح، كما ان العلاقة بين القيادة والشعب تحتاج لخطوات ثقة
كبيرة من حكم استعادة الاراضي المؤجرة.
اسرائيل لا تستحق منا الا العين الحمراء، وعلى حكومتنا تذكر الاساءات
الاخيرة، واهمها قضية الاسيرة الاردنية هبة اللبدي التي مددوا حبسها دون
ادنى مراعاة للدولة الاردنية.
حتى فكرة ان الاسرائيلي يريد التفاوض على التمديد، ففيه اهانة واضحة من حيث
التوقيت، فبعد مرور هذه الاشهر، يقرر نتنياهو مفاوضتنا قبل ايام فقط من
اقتراب موعد التسليم، وكأنه يقول انتم في الجيبة!!
لا حسابات الا حساب استعادة الاراضي، لا مساومة ولا تردد، ولا استماع
لمطالب التمديد الاسرائيلية، ولا مفاوضات، فاستعادة «الباقورة والغمر» في
25 الشهر الحالي سيشعر الناس بالعافية والمعنوية.
الحكومة، الدولة، القصر، كلهم يحتاجون لخطوة استعادة الاراضي اكثر من
الجمهور، فالاحتقان في البلد يحتاج الى خطوة ثقة من نوع الحفاوة باستعادة
اراضينا المؤجرة «المحتلة».
قادم الايام حاسم، والجميع بانتظار الخطوة الاخيرة باستعادة «الباقورة
والغمر»، فالاسرائيلي لا يستحق الا العين الحمراء، والبلد بحاجة لضوء في
آخر النفق.