مشروع الباص السريع الذي ظننا أنه مات ولم يعد له وجود انتفض فجأة، ودبت فيه الحياة من جديد! ليس هذا فحسب بل تمدد حتى وصل إلى مدينة الزرقاء الشعبية المكتظة بالسكان.
ذلك المشروع الذي بشرتنا به أمانة عمان منذ أكثر من عشرة أعوام، بدأ بطيئا جدا، ثم توقف فجأة.
هل تذكرون الصورة الشهيرة للحمار الذي استخدم وحده ممر الباص السريع مقابل صحيفة الدستور؟ كانت تلك الصورة تلخص ما آل إليه المشروع الطموح جدا!!
لكن فجأة وبدون مقدمات بدأ العمل بالمشروع، وبدأت ورش عمل كبيرة في كل مكان، وطالت تلك الورش طريق أوتوستراد عمان الزرقاء الحيوي جدا، وبدأنا نرى تحويلات هنا وهناك. وحسب المخططات فهناك أنفاق وجسور جديدة، إضافة لعدد من التوسعات في مقاطع معينة.
المشروع طموح جدا، وتكلفته حسب وزير الأشغال تبلغ 140 مليون دينار بتمويل من صندوق استثمار أموال الضمان.
وبصفتي من رواد طريق اوتستراد عمان الزرقاء، وأرتاده يوميا بعد العصر لأصل إلى عملي في عمان مساءً، فلا أملك سوى ملاحظة واحدة فقط، وهي أنني لم أصادف ورش العمل وهي تعمل، فكل ما أراه هو آليات متوقفة وآثار أعمال تتوسع شيئا فشيئا كل يوم بشكل بطيء!
فهل يعقل أن مشروعا ضخما كهذا المشروع يؤثر على أكثر من نصف مليون شخص من مستخدمي الطريق يوميا، ويؤثر على عشرات المصالح التجارية، بعضها كبير جدا، أن يكون العمل فيه كساعات الدوام الحكومية فقط!!
المشروع جاء لخدمة المواطنين في الأساس، ونتمنى له النجاح، ولكن الواجب أن يتم احترام المواطنين، وأن يكون هناك سرعة في الإنجاز، فما المانع أن يكون العمل في مشروع ضخم كهذا على مدار الأربع وعشرين ساعة يوميا.
حتى اليوم لم يتم إنجاز أي تحويلة من التحويلات الأربع التي لا يتعدى طولها نصف المسافة، فمتى سيرى المشروع النور؟