معْنَى الأُخُوَّة عندَ الإخوانِ المُسْلمين
قال الإمامُ المؤسِّسُ حسنُ البنا رحمه الله: «وأُرِيدُ بالأُخُوَّةِ: أنْ ترتبطَ القلوبُ والأرواحُ برباطِ العقيدةِ، والعقيدةُ أوثقُ الروابطِ وأغْلاها، والأخوَّةُ أختُ الإيمانِ، والتفرُّقُ أخو الكُفْرِ، وأوَّلُ القوَّةِ قُوَّةُ الوحْدةِ، ولا وِحْدَةَ بغير حبٍّ، وأقلُّ الحبِّ سلامةُ الصَّدرِ، وأعْلاه مرتبةُ الإيثَار (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ).
والأخُ الصَّادِقُ يرى إخوانَه أوْلَى بنفسِه من نفسِه؛ لأنَّه إنْ لم يكنْ بهم فلنْ يكونَ بغيرِهم، وهم إنْ لم يكونُوا به كانوا بغيرِه، و«إِنَّمَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ مِنَ الْغَنَمِ الْقَاصِيَةَ»، و«الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ، يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا»، (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ)، وهكذا يجبُ أنْ نكون».
ذلك هو معنى الأُخُوَّةِ التي يسْعَى الإخوانُ لتحقيقِه في واقعِ الأمةِ، حتى لا تبقَى معانيَ نظريةً مثاليةً حالمةً، وإنما تتجسَّدُ في نماذجَ حيةٍ تسعَى بينَ الناس، ويحسُّ أثرَها الجميعُ.
وقدَّمَ الإخوانُ في ذلك ما أدهشَ الكثيرين، حتى قال البعضُ عن متانةِ رابطةِ الأخوَّةِ بينهم: «لو عطسَ أحدُ الإخوانِ في أسوان لشَمَّتَه أخوه في الإسكندرية».