ما يقارب الاسبوع مضى على الاحتجاجات الصاخبة في الولايات المتحدة الامريكية؛ احتجاجا على مقتل المواطن الامريكي من اصول افريقية جورج فلويد دون ان يظهر في الأفق مخرج من الازمة، فكلما طالت الازمة ازدادت تعقيدًا وخطورة، وتولد عنها المزيد من الازمات والإشكالات والصراعات.
ولعل آخر مظاهر الازمة وتجلياتها البيان الصحفي الذي قدمه وزير الدفاع الامريكي مارك إسبر الذي أنكر فيه علمه بإجراءات قمع المحتجين بالقرب من كنيسة القديس جورج، قبل ان يشارك الرئيس ترمب الصور التي تم التقاطها امام الكنيسة.
لم تقتصر الانتقادات لوزير الدفاع على حادثة الكنيسة؛ إذ تعرض لاستجواب قاس من الصحفيين في مقر البنتاغون الذين طالبوه بتفسير جهله بما يحدث، علمًا بأنه كان متواجدًا في البيت الابيض! وهو المسؤول الأول عن الأمن في أمريكا.
الاهم من ذلك ان الصحفيين استجوبوا الوزير حول حادثة مشاركة طائرة عامودية طبية تابعة للحرس الوطني في قمع المتظاهرين! وهو أمر قال إنه قيد التحقيق.
انخرط العديد من المسؤولين السابقين والحاليين في الازمة، ومن ضمنهم جورج بوش الابن، ورئيس هيئة الاركان الاسبق مايك مولن؛ فالأزمة تلد مزيدًا من الازمات، وفي كل يوم بات هناك حادثة جديدة تغذي الاضطرابات، وتوسع من دائرة الاحتجاج جغرافيًّا وديموغرافيًّا بشكل دفع ترمب الى التهديد بمزيد من التدخل لوقف الاحتجاجات، متهمًا حكام الولايات والمدن بالتواطؤ من طرف خفي.
الصراع في أمريكا يزداد قوة واتساعًا في كافة الساحات، وكان آخرها تقديم قانون في مجلس الشيوخ يدين الرئيس الامريكي، ويتهمه بالتحريض على العنف، وهو أمر أعاقه رئيس الاغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ “ميتش ماكونيل”، طارحًا مشروعًا يدين العنصرية، ويتجنب إدانة الرئيس الامريكي. لم تخلُ ساحة من الساحات في امريكا من الصراع حتى في اقسام الشرطة التي خرج بعض قادتها للتعبير عن مواقفهم من الازمة.
مضى ما يقارب الاسبوع على الاحتجاجات المندلعة في امريكا، وفي كل يوم حدث جديد يعيد للاحتجاجات زخمها، ويوسع من حجم المشاركة التي دفعت مسؤولي الاتحاد الاوروبي الى إدانة العنصرية في امريكا، ودفعت الشارع الاوروبي للتظاهر؛ فالازمة تكبر ولا تصغر، ولا توجد مؤشرات على نهاية قريبة لها!