الأردن سيضغط باتجاه إغلاق قضية أحلام التميمي

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on telegram
كتب : علي سعادة

تقف أسيرة محررة على تخوم لعبة سياسية وإعلامية أمريكية، وكأنها وسيلة للي ذراع الدولة الأردنية للرضوخ وتمرير “وعد ترامب” الذي مَنَحَه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ما تعجز الإدارة الأمريكية عن فهمه شيء بسيط يتعلق بالمروءة العربية لا علاقة له بالسياسة أو الاتفاقيات أو أية بنود أخرى، وهي حين تطالب بتسليمهم سيدة أردنية فهي تثير غضب وحساسية الدولة الأردنية التي تستند في من شرعيتها إلى إرث عربي يمتد إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.

لماذا تعيد الإدارة الأمريكية فتح ملف الأسيرة المحررة أحلام التميمي في هذا التوقيت الذي تتسارع فيه الخطى بشكل حثيث لإطلاق رصاصة الرحمة على ما تبقى من قضية العرب المركزية وقضيتهم الأولى فلسطين؟!!

التسريب الذي نقلته وكالات الأنباء حول دراسة الإدارة الأمريكية وقف المساعدات عن الأردن ضمن الضغوط المبذولة من أجل تسليم المواطنة الأردنية أحلام التميمي إلى واشنطن، يشير إلى أن ثمة هدفًا آخر من وراء التسريب والتهديد بوقف المساعدات للأردن الذي رفض خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي ولدت ميتة تحت مسمى “صفقة القرن”، والتي تسعى الحكومة الإسرائيلية بالشراكة بين نتنياهو وبيني غانتس إلى استكمال آخر بنودها بخطط الاحتلال الإسرائيلي ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة.

وجاء التهديد الأخير بوقف المساعدات عن الأردن في إجابات مكتوبة قدمها مرشح الإدارة الأمريكية لموقع سفير الولايات المتحدة في الأردن “هنري ووستر” إلى لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، ردا على الأسئلة التي طرحها السناتور تيد كروز.

وفي أوائل عام 2018، وقعت إدارة ترامب اتفاقية مساعدات لمدة خمس سنوات بقيمة 6.4 مليارات دولار مع الأردن، ما زاد المبلغ السنوي للمساعدات بمقدار 275 مليون دولار، لتصل إلى 1.3 مليار دولار.

وقالت وزارة الخارجية آنذاك إن هذه الدعم “يسلط الضوء على الدور المحوري الذي يلعبه الأردن في المساعدة على تعزيز الاستقرار الإقليمي، ويدعم الأهداف الأمريكية مثل الحملة العالمية لهزيمة “داعش”، والتعاون في مكافحة الإرهاب، والتنمية الاقتصادية”.

وكان سبعة من أعضاء الكونغرس “الجمهوريين” وجهوا في نيسان/أبريل الماضي رسالة إلى السفيرة الأردنية في واشنطن دينا قعوار، يطالبون فيها بتسليم التميمي لاستكمال محاكمتها، مؤكدين أن القانون الأمريكي “يسمح بمعاقبة الأردن” في حالة عدم تسليمها.

واعتبرت هيئة الدفاع عن التميمي أن طلب أعضاء من الكونغرس الأمريكي تسليمها يأتي في سياق الضغط على الأردن لتقديم تنازلات من أجل القبول بـ”صفقة القرن” الأمريكية، والتي تلقى معارضة رسمية وشعبية أردنية.

وسبق أن قررت محكمة أردنية عام 2017 عدم تسليم التميمي إلى الولايات المتحدة. واستندت إلى أن المعاهدة الموقعة بين الأردن والولايات المتحدة عام 1995 لتسليم “المجرمين الفارين لديهما” لم يصادق عليها مجلس الأمة استكمالًا لمراحلها الدستورية رغم توقيعها.

وفي 2013 أدرجت وزارة العدل الأمريكية التميمي على قائمة “أخطر الإرهابيين المطلوبين لمكتب التحقيقات الفيدرالي”، ووجهت لها تهمة “التآمر لاستخدام سلاح دمار شامل ضد أمريكيين خارج الولايات المتحدة”.

وأحلام عارف التميمي المولودة عام 1980 في مدينة الزرقاء لعائلة تعود جذورها إلى مدينة رام الله، ذهبت إلى قرية النبي صالح في رام الله بموجب تصاريح خاصة في سنوات التسعينيات، ودرست في جامعة “بيرزيت” الإعلام والعلوم السياسية.

وعملت بعد تخرجها في مجلة “ميلاد” التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية، وفي “تلفزيون الاستقلال” المحلي.

بدأت أحلام عملها السياسي في صفوف “كتائب عز الدين القسام” الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في أثناء انتفاضة الأقصى عام 2000، لتكون أول امرأة تلتحق بهذه الكتائب.

واعْتُقلت على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، بعد اتهامها بالمشاركة في تنفيذ عملية تفجير لأحد المطاعم بمدينة القدس المحتلة، قتل فيها 15 شخصا بينهم أمريكيان، وحكم عليها بالسجن بالمؤبد 16 مرة عام 2001.

وقضت في السجون الإسرائيلية عشر سنوات، وخضعت كغيرها من الأسرى لتحقيق قاس، وللعزل الانفرادي، وعاشت ظروفًا صعبة ومعاناة في معتقلات الاحتلال وحكم عليها بستة أشهر إضافية بدعوى قيامها بضرب شرطية إسرائيلية.

وأفرج عن التميمي ضمن صفقة تبادل الأسرى التي أبرمتها “حماس” مع الاحتلال بوساطة مصرية عام 2011، ضمن صفقة “وفاء الأحرار” التي أطلق بموجبها 1047 أسيرا فلسطينيا مقابل الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط، على أن تبعد إلى الأردن.

وفي عام 2017، طالبت وزارة العدل الأميركية الحكومة الأردنية بتسليم الأسيرة المحررة بعد أن وضعها مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) على رأس لائحة “الإرهابيين” المطلوبين بتهمة المشاركة في تفجير مطعم إسرائيلي عام 2001 قتل فيه أميركيان.

ووجهت وزارة العدل الأميركية لأحلام تهمة “التآمر لاستخدام سلاح دمار شامل ضد مواطنين أميركيين خارج التراب الأميركي نتج عنه وفاة”، وأضافت الوزارة أنها تريد ترحيل التميمي، لكنها مستاءة من قانون أردني يحظر ترحيل مواطنين أردنيين.

وتواجه الأسيرة المحررة عقوبة السجن مدى الحياة إذا اعتقلت وحوكمت في الولايات.

وباتت الحكومة الأردنية أمام خيار الضغط المعاكس لدفع الإدارة الأمريكية إلى إغلاق ملف أحلام التميمي بشكل نهائي، وعدم استخدامه كأداة في العلاقة الاستراتيجية بين البلدين.

اكتب تعليقك على المقال :