لن تنتصر أي أمة مجتمعة أو متفرقة بدون أخلاق، فكيف بأمة محمد صلى الله عليه وسلم التي أعطاها الله تعالى حق القيادة والريادة لجميع الأمم والمجتمعات؟
علّمنا نبينا محمد صلوات ربي وسلامه عليه في جميع أقواله وأفعاله التي كان يقوم بها؛ كيف نكون أصحاب أخلاق وقيم عالية، ولكننا مشينا بخطى سايكس/بيكو، فنسينا خطانا ونسينا قيمنا، وذقنا حلاوة الانفتاح والانحلال، فتسممت عقولنا وقلوبنا إلا من رحم ربي، فخرجت لنا أشكال وألوان من أشباه الفتيان والفتيات، لا يمتون لنا بصلة؛ إلا أنهم من الأقرباء أو الأحباء أو من سلالتهم، يتكلمون بلساننا، ويفعلون ما لا نرضاه ولا نقره، أقول: هم منا، فأين كانت وزارات التربية والتعليم والتعليم العالي والأوقاف عنهم؟ أين الدين والتربية والتعليم في البيوت؟ لماذا نلومهم ولا نلوم أنفسنا؟
إن المجتمع الذي يرضى الانحلال ويقصي الدين عن تصريف أمور الحياة؛ لماذا يتكلم عن الفضيلة والقيم العليا؟!
ابتعاد البيوت وأولياء الأمور عن الدين والأخلاق، والكم الهائل من الافلام والمسلسلات ومهرجانات الرقص الشرقي والغربي وبيوت الدعارة، وحانات الخمور، وبنوك الربا، على مدار المئة عام الماضية، كل هذه الأشياء كانت مداخل لخروج مسلسل (جن) وتوابعه في الأردن، ولا ننسى مصائبنا في بلاد العرب والمسلمين الأخرى، ونحن معهم في ذلك.
إن أعداء الأمة وتوابعهم؛ منذ بدء الخليقة، ومرورا بالرسالات السماوية وحتى الرسالة الخالدة (الإسلام)، وهم على ضلالتهم وقصور فهمهم للإسلام والإيمان، ما زالوا يكيدون للموحدين الصادقين العاملين بأوامر الله، وذلك لأنهم يعلمون علم اليقين أن الرجال الربانيين هم القادة العظام، الذين سيغيرون حال الأمة للأفضل، وحال الأمة لن يتغير إلا بأحياء منظومة الأخلاق والقيم، ومحاربة منظومة الفساد وأسبابها ودوافعها، وذلك لن يكون فعلياً إلا بقيام الدولة ومؤسساتها بواجبها نحو دينها وأبنائها ومجتمعها.
يجب علينا وبسرعة جدا الانتباه للنشء الجديد، وتعليم القيم في المدارس، وإطلاق يد المعلمين الأفاضل في المدارس والمعاهد والجامعات، وإطلاق يد العلماء العاملين في دور العبادة والمراكز العلمية، لإحياء المنظومة الدينية والأخلاقية، والبدء الحقيقي بمحاربة منظومة الفساد والإباحية والتطرف الفكري الحقيقي.