أعلن رئيس “وكالة الإغاثة التركية – IHH”، بولنت يلدريم، أنه “بعد عدة مشاورات مع حقوقيين ونشطاء من حول العالم، قرروا أنه لا حل سوى خوض مغامرة لكسر الحصار على غزة وإدخال المساعدات”.
وأوضح يلدريم، في مقطع فيديو، رصدته “قدس برس” على منصة “إكس”، اليوم الأحد، أن منظمته نجحت في شراء عدد من السفن التي ستخصص للمبادرة. وقال “حسب المخطط ستكون هناك سفن مخصصة لنقل المساعدات وسفن مخصصة لنقل النشطاء والحقوقيين من حول العالم”.
اعلان يلدريم يتوقع ان يربك المشروع الامريكي لبناء ميناء بحري باشراف 1000 من قوات المارينز ،وبمشاركة 8 من سفن البحرية الامريكية بالتفاهم مع الاحتلال الاسرائيلي الذي يسعى لفرض ادارة امنية ومحلية تتبع لارادته وسيطرته، فاسطول الحرية سيضع المشرع الامريكي لانشاء ميناء عائم ورصيف بري امام تحدي واحراج حقيقي لتهديده الدور والرؤية الامريكية لادارة الصراع وحسمة .
فاميركا التي احتكرت رسم الملامح السياسية والادارية للقطاع من بوابة انسانية مستعينة بالحليف الاسرائيلي الذي ابدى مرونة في التعامل مع مشروع الميناء، تواجه تحدي من اسطول الحرية الذي يستند الى الشرعية الدولية و الى قرار اممي صدر عن مجلس الامن مؤخرا يدعو الى ادخال المساعدات لقطاع غزة ؛ فوكالة الإغاثة التركية استغلت الثغرة التي باتت ممكنة مع اعلان اميركا نيتها بناء ميناء والسماح بالاغاثة عبر البحر.
IHH يتوقع ان تزاحم الولايات المتحدة الامريكية وتحرجها في قطاع غزة؛ فهي تهدد مشروعها، وتكسر احتكارها لتصوارات اليوم التالي للحرب التي تسعى اميركا لتمريره عبر الكيان وعبر شركائها في المنطقة ان امكن.
التدافع والاستقطاب يزداد حدة في قطاع غزة فقد طال الصراع وكثر اللاعبون؛ ولا يتوقع ان تحسم المعركة قريبا ما يفتح الباب لمزيد من من المناورات والتحركات ، و لا يعني ذلك عدم تراجع وتيرة العنف والمواجهة ، اذ يتوقع ان تشهد تذبذبا كبيرا في الحد الادنى.
ختاما .. المعركة والمواجهة في قطاع غزة تتعقد بشكل يضاعف الكلف على الاحتلال الاسرائيلي، ويعقد تحركاته وحساباته، ويمنعه من تحقيق اهدافه التي باتت اكثر تعقيدا ، في مقابل وضوح وثبات في اهداف المقاومة الفلسطينية ومشروعها الاخذ في التمدد ببطء ولكن بثبات داخل الضفة الغربية واراضي 48 ، فحرب الاستنزاف بدأت عمليا ولن تتوقف بقرار اميركي او بسراب انتصار يبحث عنه الاحتلال اسرائيلي دون جدوى.