أكدت مجلة “إيكونوميست” أن التغوّل الصيني مزق العائلات المسلمة في الإيجور، لدرجة أن المسئولين يواجهون مشاكل في كيفية التعامل مع الأطفال الذين خلفوهم وراءهم.
وذكرت المجلة في تحقيقها أن شهادات توثق انتهاكات السلطات الصينية في إقليم الإيجور، مشيرة إلى أنه “من الصعب التأكد من صحة روايتها، خاصة أن الحكومة تضع الصحفيين الذين يزورون المنطقة تحت المراقبة الدائمة، لكن وثائق الحكومة وروايات شهود عيان تقدم أدلة تدين الحكومة وتعطي مصداقية لمثل هذه الروايات”.
وأكدت المجلة أن هذه الروايات تكشف عن محاولة لمحو الهوية الإيجورية الخاصة وسحق الدين الإسلامي، التي عرّضت حياة مئات الآلاف من الأطفال للخطر، لافتة إلى أنها حصلت على تقارير أعدها مسئولون بالسلطات المحلية بمنطقة تشنجيانغ، وقدمها لها الباحث بالشئون الصينية أدريان زينز، وهو باحث ألماني يستخدم الصور الفضائية لتحديد حجم الدمار الذي تسببت به حكومة بيجين للمناطق المسلمة.
ونوهت إلى أنه “تم دعم هذه الوثائق بمقابلات مع إيجور يعيشون في الخارج، واستخدمت الوثائق مصطلحات لوصف وضع الأطفال مثل “دانكون” (معاناة فردية) كناية عن وجود أب أو أم في السجن و”شوانغون” (معاناة مزدوجة) دليل على أن كليهما في المعتقلات”.
وأضافت أنه في مقاطعة ياركند بمدينة كاشغر، جنوب الإقليم وقريبا من صحراء تاكيلممكان هناك قرابة مليون مواطن منهم 100 ألف طفل في المدارس من الفصل الأول إلى السادس، وفي عام 2018 تم منع تسجيل 9.500 منهم، لأنهم يعيشون دون أب أو أم، وكلهم من الإيجور باستثناء 11 من إثنية القزق والطاجيك، اللتين لا تشكلان سوى 1 بالمئة من سكان ياركند.
وتابعت المجلة: “لو تم توسيع البيانات على منطقة تشنجيانغ، لتبين أن حوالي 250 ألف من سكان المنطقة تحت سن الخامسة عشر وعددهم 3 ملايين نسمة، وضع والدهما أو والدتهما في السجن. وبحسب ورقة بحثية نشرها زينز، فإن هناك 880 ألف طفل وضعوا في المدارس الداخلية بنهاية 2019. وهي زيادة بـ383 ألفا منذ 2017. وكانت هذه الزيادة بمنزلة تحد للسلطات المحلية التي لم تجد أمكنة لوضع الأطفال، ووضعت بعضهم في مراكز أيتام أو أطفال تخلت عنهم أمهاتهم.
وأردفت: “تقوم الحكومة بتوسيع نظام المدارس الابتدائية وتحويلها إلى مدارس داخلية بحمايات أمنية حولها. وتم تحويل حتى رياض الأطفال إلى مدارس داخلية. ووضع فيها أطفال لا تتجاوز أعمارهم عدة أشهر. وفي كاشغر تخطط السلطات لنقل الأطفال في الصف الثالث إلى هذه الأماكن، مع تحذير للمسئولين كي يراقبوهم”.
وأشارت إلى أنه “في عام 2018 طلبت سلطات مدينة كاشغر من المسئولين تقديم “معونة نفسية” لهم. وقالت إن على الأساتذة “وقف الإهمال في مراقبة الطلاب الذي يعانون من ضغوط”. وتم تشجيع التلاميذ على كتابة رسائل أو لقطات فيديو قصيرة لآبائهم في السجن”.
وأفادت المجلة بأن الحكومة الصينية تدافع عن سياسة فصل الأطفال عن آبائهم، بأنها تحاول حمايتهم من شرور ثلاثة، هي الإرهاب والانفصالية والتطرف الديني، مؤكدة أن الصين تقوم بزيادة جهودها لمحو المدارس التابعة للأقليات وتحويلها لمدارس تابعة لأقلية الها، والذريعة هي منح الأطفال فرصة مناسبة ومهارات جديدة.
لكن تحقيق المجلة كشف أن الحملة ضد الإيجور في الداخل والخارج أصبحت صادمة بدرجة لا يتم تخيلها، ومع كل صورة تلتقط عبر الأقمار الاصطناعية وكل وثيقة تتسرب عن الحكومة الصينية، حيث تعبر الصورة عن حجم الاضطهاد.