بسم الله الرحمن الرحيم
إلى كل غيور على الأردن (أرض الحشد والرباط)
في 7 اكتوبر تحقق للعدو كسرة استراتيجية لا فكاك منها، ورغم امتلاكه لقوة باطشة ذات اسناد صليبي غربي هائل وملتزم الا أن طيشه المنفلت انكشف فهو يدمر بلا رؤية ويتحرك دون تحديد للهدف النهائي!!!
وكشفت هذه الحرب عن معدن الانسان الغزاوي الملتزم والمصابر والمبدع والملهم في الإعداد والاستعداد والجهاد والاستمرار في الاستشهاد في معركة مفصلية ربما يستعر أوارها لتتحول إلى منازلة نادرة واصطفاف بشري طولي بين الحق الخالص والباطل الصرف.
انطلق طوفان الأقصى كطوفان نوح ليغشى الأرض من أقصاها الى أقصاها لأجل أقصاها، والضفة الغربية المستهدفة بعمق (جمجمة فلسطين) أصبحت في مركزية المسرح الناري وسيلحق بها مصير عرب الداخل الفلسطيني.
ان الأردن اليوم في بؤرة الحدث، ما يوجب المسارعة الناجزة لمقاربات جسورة واستدارات وطنية مسؤولة وصادقة للاقلاع عن كل المسارات والخيارات السابقة التي استغرقت في تفاصيل التنافس اليومي المرجوح، وان دقة الظرف تتطلب العمل على التحلل من سياسات الماضي والتعويل الشديد على تجانس وتماثل وتماسك السبيكة المجتمعية الحديدية للمكون الوطني الاردني الواحد الموحد سعيا لتصليب الموقف الداخلي وبناء القوة الذاتية للدولة، وتحويل البلد الى كتلة لهب قوية وعصية في مواجهة التحديات ونواتها وقلبها وسيفها الجيش العربي، وعبر التاريخ ما كانت منعة القلاع الحصينة الا من الداخل.
ومنذ ما قبل استقلال المملكة الاردنية الهاشمية عودتنا الحركة الاسلامية الاردنية على الانخراط المخلص في الصالح العام للوطن، وفي هذه الانعطافة الخطيرة وهذا التحدي الوجودي فانها إلى التلاحم مع الكل الوطني أسرع، ومثلها كل المكونات الأردنية الأخرى، فهل يسارع الحكم إلى الاستقواء الذاتي في وجه الأنواء من خلال توظيب المشهد الداخلي على نحو يحفظ البلد في وجه المخاطر الداهمة والمكر المحدق والتهديد المتفاقم؟؟؟.