الأهم في انتخابات الرئاسة هذه المرة أنها تمثل نقطة البداية نحو انهيار الامبراطورية الأمريكية .. وسقوط الامبراطوريات يستغرق سنوات… فما جري من ممارسات أعلي سلطة فيها ( الرئيس ) حتي اليوم أنه أطفأ بريقها وصفع احترامها لدي الجماهير المتعطشة للعيش في جنتها .. ومؤشرات ذلك :
لأول مرة في تاريخ أمريكا تشهد انتخابات الرئاسة حملة تشكيك في نزاهتها ويقودها رأس الهرم ( الرئيس ) .. ولأول مرة يستقبل العالم نفس من أمريكا .. أم الديمقراطية ! تلك العبارات الرديئة التي طالما تنطلق من ضحايا الانتخابات في بلادنا .. انتخابات مزورة .. تم سرقة الانتخابات .. ثم طلب إعادة الفرز تشكيكا في نزاهة الجهة المشرفة .. ولم يكتف الرئيس بذلك بل دعا أنصاره للنزول حيث أحاطوا بمقار فرز الأصوات ودعا أيضا لحملة تبرعات بم يؤشر علي استمرار الاحتجاجات ولاندري إلي أي مدي تصل حدة تلك الاحتجاجات .. وكل ذلك يؤكد أن الرئيس لن يقبل بفوز منافسه بايدن وسيشاكس في تسليم السلطة والخروج من البيت الأبيض . إنه يهين أمريكا ويضعها في مصاف الدول المتخلفة ، ليس ذلك اليوم وبمناسبة الانتخابات وإنما علي امتداد فترة حكمه .
لقد نقلنا من أجواء دولة كبري عريقة في الديمقراطية إلي دولة من دول الديكتاتوريات التي يعجب ترامب بها كثيرا حيث لا اعتراف بوجود شعب له حقوق ..
ومنذ جلوس الرئيس ترامب علي كرسي الرئاسة الأمريكية وهو يكشف كل عن وجه أمريكا القبيح .. العنصري … الداعم لخطف حقوق الشعوب بالقوة لحساب منافع بلاده … المحتقر للقانون والشرعية الدولية وقرارات المنظمة الدولية ..وكل ذلك يكشف الغطاء عن عقلية الفوضي والعشوائية بلا مبالاة . شاهدنا ذلك في الا عتداءات المتزايدة ضد السود وقتل عدد منهم بدم بارد وبطريقة وحشية بل شاهدنا في هذا الخصوص لأول مرة – بالنسبة لي – عددا لا بأس به من تماثيل بارونات تجارة العبيد التي تم نصبها في الميادين حيث قام الغاضبون بإزالتها وسط غضب ترامب .. وتابعنا احتقار الشرعية الدولية والامم المتحدة في عملية نقل السفارة للقدس والإعلان عن صفقة القرن ….
ما يفعله ترامب اليوم بأمريكا بل وخلال السنوات الأربع الماضية أشد وقعا وهدما مما فعله ميخائيل_جورباتشوف بالاتحاد السوفييتي مع كامل الاحترام لجورباتشوف الذي هدم اعتي صنم في التاريخ وفكك الاتحاد مطلقا سراع دوله وشعوبها .
واليوم تتدحرج أمريكا علي يد ترامب نحو النفق المظلم الذي تدحرج إليه الاتحاد السوفييتي السابق ..لكن إلي مصير مجهول.!