أيلول ذيله محروق!!

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on telegram
كتب : عبد الله المجالي

يبشرنا الراصدون الجويون بكتلة حارة تبدأ غدا الأحد! ولمن لا يعلم فإن غدا الأحد هو السابع والعشرين من شهر أيلول، وستمتد الكتلة الحارة إلى يومي الاثنين والثلاثاء، ولمن لا يعلم فالاثنين والثلاثاء هما الثامن والعشرين والتاسع والعشرين من شهر أيلول.

تلك الأيام بحسب الذاكرة الشعبية تدعى “ذيل أيلول”، وهذا الذيل حسب ذات الذاكرة وحسب الكبارية والختيارية “مبلول”؛ أي أن الأمطار غالبا تزورنا خلال ذلك الذيل.

أيلول هذا العام مختلف تمامًا؛ فلا نجم سهيل الذي ظهر كسر حدة الحر، ولا ذيله الذي طل علينا يبدو أنه سيكون مبلولًا! بل سيكون جافًّا ومحروقًا من جراء لسعات الشمس الساطعة.

شهدنا في هذا الأيلول موجة حارة طويلة لم نشهد مثلها من قبل، ولم يسعفنا نجم سهيل الذي تقول الذاكرة الشعبية إن ظهوره يعني انكسار حدة حر الصيف، إضافة لقرب موسم الأمطار.
وحسب الكبارية والختيارية فـ”إذا طلع سهيل خاف من السيل”، فلا سيلًا رأينا! ولا برادًا أحسسنا! وما شهدنا إلا بما علمنا، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا!

غير أن نجم سهيل الذي خذلنا في بلاد الشام، يبدو أنه رمى بكل ثقله في بلاد السودان؛ فأغرق الأرض والعباد، وشرد مئات الآلاف، وتركهم بلا مأوى، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

تُرى هل هذا ما يدعونه “تغير المناخ”!! يبدو أن الأمر لا يتعلق بالمناخ وحده؛ فعقد العشرينات الذي بدأ جاء بما لم تأت به العقود السالفة؛ فغَيَّر وجه العالم، وألبسه كمامة وقفازات. 

يقول الكاتب نيكولاس كريستوف: “مع بداية كل عام، دأبتُ على كتابة مقال يحاجج بأن السنة السابقة كانت الأفضل في التاريخ البشري؛ بناء على معايير من قبيل احتمال موت طفل أو بقائه أميًّا. غير أنني لن أستطيع كتابة مثل هذا العمود هذا الشتاء، أو ربما لسنوات مقبلة!!”.

ويضيف: “سألتُ المسؤول عن الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة عما إن كان “كوفيد- 19” يمثّل انتكاسة لعصر التقدم ذاك أو نهاية له، فقال: سيكون هذا انقطاعًا مهمًا عن المألوف على أقل تقدير”، مضيفا: “وإذا لم نكن حذرين، فإنه قد يكون أسوأ من انقطاع عن المألوف؛ لأنه قد ينسف لعقود بعض التقدم الذي تحقق!”.

كلما ظن الإنسان أنه استطاع أن يشب عن الطوق، وأنه مالك نفسه؛ جاءته لطمة تذكره أنه مجرد رضيع لا يقوى على شيء دون خالقه.

اكتب تعليقك على المقال :