أقبل علينا شهر الخير والبركة، شهر المغفرة والرحمة والعتق من النيران، شهر الصبر والشعور بالآخرين.
رمضان كله بركة، ويكفيه أنه يذكرنا بالأشهر القمرية والتقويم الهجري، فما إن يدخل هذا الشهر الفضيل حتى يبدأ المسلمون التأريخ به متجاهلين التقويم الميلادي.
رمضان يغير العادات وكذلك الأنفس، ويضفي على الحياة معنى جليلا؛ أن تكون بمعية الله، تصوم له، تترك الطعام والشراب والشهوات لأجله، لا أحد يراقبك سواه، فتشعر بقربه، وعسا أن يرحمنا ويعتقنا من النار.
رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم كان يحث المسلمين على استقبال رمضان، ويحثهم على اغتنام خيراته، لكنه لم يكسل أبدا في رمضان، ولم يزده الصيام إلا نشاطا وعملا وقربا من الله.
لم يعرف الصحابة الأجلاء النوم والكسل في هذا الشهر، بل لقد كانوا ينتظرونه على أحر من الجمر لتغذية أرواحهم وللتزود بالتقوى، خير الزاد، وطلب الرشاد.
لم يكن رمضان يعيقهم عن الجهاد في سبيل الله، بل لقد كان الشهر المثالي لذلك، فأرواحهم كانت تتوق للقاء ربهم في هذا الشهر، حيث السمو الروحي.
رمضان فرصة للكسب، دعونا ننهل منه ونبذل الوسع في ذلك.