أمر الدفاع (11) وثقافة الكمامة اليابانية

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on telegram
كتب : حازم عياد

الصيف يعد فرصة لترسيخ عادات جديدة في المجتمع واختبارها. عادات صحية ستمكن من التعامل مع الوباء وتخفف من آثاره؛ فالمعركة ستتواصل لعام او اكثر، وهو ما تعكسه الهواجس والطموحات في الشارع الاردني .

فجولة سريعة في الاسواق والورش المهنية والصناعية تقدم جرعة سريعة وخفيفة عن مخاوف المهنيين وهواجسهم في المرحلة الحالية؛ اذ تزاحمت مواقع التواصل الاجتماعي وشائعاتها حول العودة لحظر شامل لأسبوعين مع الاذاعات والمواقع الالكترونية التي ناقشت إمكانية فرض الكمامة في قانون طوارئ.

الشائعة وردود الفعل عليها من قبل اصحاب المهن مؤشر على قلق كامن من امكانية تجدد الحظر، وتداعياته على اوضاعهم الاقتصادية المتدهورة؛ فهم يبحثون عن اجابات تزرع الطمأنينة لديهم، ولا شيء يمكن ان يحقق ذلك غير الالتزام بتعليمات الصحة والسلامة العامة، ومن ضمنها الكمامة والتباعد الاجتماعي.

وفي ظل هذا التصارع تبرز الحالة اليابانية كنموذج، فاليابان تميزت بانخفاض نسب التفشي بسبب عادات متأصلة في المجتمع؛ اذ ان اكثر من 60% من اليابانيين يلبسون الكمامة كعادة صحية مضى عليها سنوات، ويمتنعون عن دخول منازلهم بالاحذية، فيخصصون لها مكانًا خارج المنزل والبيوت.

ويضعون امام كل مصعد وعلى كل بوابة معقمًا منذ زمن بعيد، كما أنهم مهووسون بالنظافة الشخصية وحمامات البخار؛ ما أسهم بانخفاض الاصابات رغم الموجة الثانية التي عصفت بهم، وكانت نتيجة الاهمال في الفحوص، ولا شيء آخر، فلا فِصَام بين البيت والشارع لديهم.

لدينا عادات مشابهة، غير أن الكمامة والعادات الصحية في المنازل يجب ان تنتقل الى الاماكن العامة؛ فتعليمات السلامة يجب ان لا تقتصر على المنازل؛ لأن العادات الصحية والكمامة الوقاية الدائمة، والسلاح الفعال للحفاظ على الاعمال، وعجلة الانتاج، ولا شيء آخر.

القوانين على اهميتها يجب ان تُرفق بحملات توعية حقيقية وعميقة في المجتمع؛ فتوقف الاعمال سينعكس على المواطن وعلى خزينة الدولة ايضًا؛ ما يعني ضرورة توجيه جزء من المخصصات في إنفاذ القانون، والمساعدة في نشر ثقافة الكمامة والمعقمات في الاماكن العامة؛ فهواجس المواطنين القوية وجهود الدولة يجب ان تتساوق حتى لا يعيش المواطن في فصام بين البيت والشارع، وهي معضلة لها جذور في الثقافة العربية المعاصرة يطول شرحها.

اكتب تعليقك على المقال :