عندما تعطس أمريكا تصاب “إسرائيل” بالتهاب رئوي، هكذا كان يصف ليفي أشكول ثالث رئيس وزراء لدولة الاحتلال، العلاقة بين تل أبيب وواشنطن.
ولأن الولايات المتحدة تعاني حاليا من أكبر انقسام في تاريخها ربما يفوق الانقسام الذي شهدته أبان الحرب الأهلية (1861- 1865)، فإن كيان الاحتلال يعاني هو الأخر من أكبر انقسام في تاريخيه منذ إعلان قيام “دولته” عام 1948.
كلاهما، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو ساهمت شخصيتهم النرجسية وأكاذيبهما وغرورهما والأنا المتضخمة لهما وفسادهما في إحداث شرخ كبير في الشارع في بلادهما.
أمريكا المنقسمة المشتتة التي لا تزال حائرة بين تسليم هادئ للسلطة من الرئيس الأمريكي ترامب إلى الرئيس المنتخب جو بادين، وبين اتساع دائرة العنف بين المعسكرين “الديمقراطي” و”الجمهوري”، ستسبب في إصابة الابنة المدللة تل أبيب بحالة من الشلل ستكون مضطرة على أثره للذهاب إلى انتخابات برلمانية ( الكنيست) للمرة الرابعة في أقل من عامين.
تل أبيب تشهد منذ أشهر مظاهرات ليلية يومية في شارع بلفور حيث يقيم نتنياهو مطالبة باستقالته وتحويل القضايا المتهم بها بالفساد إلى القضاء، وبوقف تمدد الأصولية اليهودية المتطرفة في جميع مؤسسات الحكومة بعد التحالف “غير المقدس” بين نتنياهو واليمين المتطرف والأحزاب الدينية التي كثيرا ما تصوف في الإعلام اليساري في دولة الاحتلال بأنها النسخة اليهودية من “داعش”.
كلاهما لعبا على الخطاب الشعبوي وإثارة المخاوف وتضخيم الواقع والإنجازات من أجل الإمساك بجميع مؤسسات الدولة بيد، ظاهريا، من حرير لكنها في التنفيذ يد من حديد وفولاذ ونار.
كلاهما يرفضان الخروج من السلطة بشكل طوعي، وكلامهما حولا خصومهما إلى شياطين وأشرار وإلى قوى تعمل عل تقويض الدولة. ودافعا عن عنصرية وفاشية ناخبيهما بكل سراشة، وسمحا لقواعدهما بتجاوز جميع الخطوط الحمراء والصفراء والاعتداء على مؤسسات المجتمع المدني، والتسبب في كارثة وطنية صحية بسبب إنكارهما لخطورة مرض” كوفيد19″ ، وتعاملا مع فيروس كورونا باستهتار والسماح لقواعدهما الانتخابية بخرق جميع البروتوكولات الصحية.
أمريكا لا تعطس حاليا فقط أنها تسعل وتعاني من ارتفاع في درجات الحرارة وتهذي أيضا، وقريبا ستعاني تل أبيب من نفس الأعراض، فالنرجسيان لا يزالان يعشيان ف بدوامة لا تنتهي من الكذب والعيش في واقع زائف.