أكثر من 40 غلاف مُصحفٍ مُطرز كانت نتاج عملٍ متفانٍ استمر لأسابيع من فريقٍ نسوي في خان يونس، فيما تستعد تلك المصاحف لتوريدها إلى قطر.
وتحتضنّ جمعية “رائدات المستقبل” غير الحكومية في المدينة ذاك الفريق المكون من نحو 40 سيدة من ذوات الدخل المحدود ويعملنّ في التطريز التراثي الفلسطيني بمختلف أشكاله، بينها تطريز أغلفة المصاحف.
وكان وفدٌ من أكاديمية “الأرقم” في الدوحة أعجب قبل عامين بطريقة تطريز تلك الأغلفة، حيث وصلت عدد المصاحف ذات الأغلفة المطرزة إلى الدولة الخليجية إلى 240 مصحفًا منذ بدء توريده.
وتقول مديرة الجمعية هناء البطة لمراسل “صفا”: “كنا نرسل النسخ الجاهزة إلى الأكاديمية القطرية وتقدم مقترحاتها وتطلب تصاميم معينة، فيما يتم تجهيز الطلبية وفق المطلوب”.
وتضيف: “حازت تلك المصاحف على إعجاب الأكاديمية كونها مطرزة بشكل مُتقن؛ كما حازت قطع مُطرزة أخرى على إعجابهم وتقدموا بشرائها؛ فيما يتم إنتاج كميات أخرى للاستهلاك المحلي لاستخدامها في حفلات التكريم”.
وتتابع البطة: “تلك المصاحف المُطرزة مزيج بين عراقة التراث وقدسية القرآن الكريم لنحفظه من التمزق والتلف ويكون في صورة جمالية تشد الانتباه له وتشجع على قرأته واقتنائه”؛ معربة عن استعدادها لتلبية عدد كبير من طلبات تطريز أغلفة المصاحف مهما كان حجمها أو الشكل المطلوب.
وتوضح البطة أنهم دشنوا مشغلاً ومعرضًا للتطريز عام 2008 قرب مقر الجمعية للحفاظ على التراث الفلسطيني وفتح باب رزق لعشرات السيدات من ذوات الدخل المحدود؛ مؤكدةً أن ديمومة العمل من ديمومة الطلب وزيادته؛ متمنيةً استمرار وزيادة الطلب على القطع المُطرزة بمختلف أشكالها بما فيها المصاحف.
وتتابع مديرة الجمعية: “جزءٌ من تلك السيدات يعملنّ داخل المشغل وأحيانًا في منازلهنّ مع توفير الأدوات اللازمة، فيما يسلمن الكمية للمشغل والمعرض؛ حيث يهدف لتحويلهنّ لأسر مُنتجة تحقق الدخل، عدا عن الحفاظ على التراث والهوية الفلسطينية من خلال فن “الغرزة”.
بدروها، عبرت نعمة السيلاوي إحدى العاملات في المشغل عن فخرها بعملها في مجال التطريز وإنجازها عددٍ من الأغلفة المطرزة مع باقي زميلاتها؛ موضحةً أن العمل استغرق أيامًا حتى أنجزت نحو ستة أغلفة من أصل 40 أنجزها الفريق.