إن من المكارم العظيمة، والفضائل الحميدة البر والإحسان إلى الضعفاء، ورعاية حقوقهم، والقيام بواجباتهم، وتعاهد مشكلاتهم، والسعي في إزالة المكدرات والهموم والأحزان عن حياتهم، ولقد عُني الإسلام بمرحلة الشيخوخة، وهي مرحلة طبيعية من مراحل حياة الإنسان.
ومن أعظم من جاء الإسلام بالتأكيد على حقه، وتوافرت النصوص بوجوب إكرامه وبره: ذو الشيبة المسلم. وكبير السن الذي شاب شعره، ومضى دهره وعمره، حيث تشتد رغبته وحاجته إلى من يُشعره بالمحبة والاحترام، ومن يُجله ويحفظ شيبته بالبر والإكرام. فقد عاش جل حياته في العمل وكسب العيش، وقضاء الحوائج، والكد على الأهل والأولاد، فلما كبرت سنه، وخانته أركانه جلس وحيداً فريداً.
فطوال سنوات طفولتنا، كنا نسمع عبارة “احترام كبار السن” باستمرار من والدينا ومعلمينا، حتى أصبحت محفورة في أذهاننا، ولكن مع مضي الوقت أصبحنا نتجاهلها ونتغافل عن أهم قواعد التعامل مع كبار السن.
حيث حاول بعض التربويين تقديم بعض قواعد التعامل مع كبار السن لنشعرهم بالحب ومكانتهم وسطنا ومنها:
- المصافحة
عند مقابلة أحد كبار السن للمرة الأولى، أو مقابلته بعد مرور فترة على آخر لقاء به، يجب مصافحته بإيماءة ودية وابتسامة دافئة، وإظهار الكثير من السعادة بهذا اللقاء، كما يجب الاهتمام بالتواصل معه بالعينين أثناء التحدث معه.
- استخدام الألقاب
يجب استخدام الألقاب قبل مناداة أيّ شخص مسن، مع مراعاة أن نُتبع اللقب بالاسم الذي يفضله، فإذا كان يريد مناداته باسمه الأول، فيجب احترام رغبته، أما إذا كان يرغب بمناداته بـ “السيد أو السيدة” فقط، فيجب تلبية رغبته.
- التحدث بصوت واضح واستخدام مفردات مفهومة
من الضروري أن يكون هناك استعداد للتحدث بصوت أعلى، إذا كان من نتحدث إليه لا يستطيع سماعنا جيدًا، فعند التحدث مع الأصدقاء يكون مقبولًا استخدام المفردات المتداولة بين الشباب، ولكن من أهم قواعد إتيكيت التعامل مع كبار السن، عدم استخدام هذه المفردات لأنهم قد لا يفهمون معناها، كما يجب أن يكون الصوت واضحًا، وأن يكون هناك استعداد للتحدث بصوت أعلى، إذا كان من نتحدث إليه لا يستطيع سماعنا جيدًا، فضلًا عن استخدام عبارات تدل على احترامه، مثل “من فضلك”، أو “رجاءً”، أو “شكرًا لك”.
- عرض المساعدة
من قواعد إتيكيت التعامل مع كبار السن، عرض المساعدة عليهم بشكل مستمر، فعلى سبيل المثال، عندما يقترب شخص مسن من مدخل المبنى، يجب مسك الباب والسماح له بالذهاب أولًا.
وفي المتجر أو في المنزل، يمكن عرض الوصول إلى شيء ما على رف مرتفع أو منخفض، كما يجب الانتباه لأيّ إعاقة يعانيها هذا المسن، ومساعدته وفقًا لما يحتاج إليه.
- منح كبار السن المزيد من الوقت والاهتمام
من الواجب دائمًا إظهار الاستمتاع بالتحدث إليهم وسؤالهم عما يسعدهم أو يزعجهم في حياتهم اليومية، فمعظم كبار السن يحتاجون إلى شخص حولهم يمنحهم مزيدًا من الوقت والاهتمام، لذا يجب دائمًا إظهار الاستمتاع بالتحدث إليهم وسؤالهم عما يسعدهم أو يزعجهم في حياتهم اليومية، ومشاركتهم القيام ببعض الأنشطة المنزلية، مثل لعب الشطرنج أو مشاهدة الأفلام.
- إظهار الحب
لا بدّ من إظهار الحب والاحترام للشخص المسن إذا كان هناك أيّ صلة قرابة معه، فإذا كان الشخص المسن جَدًّا أو خالًا أو عمًّا أو توجد أيّ صلة قرابة معه، يجب إخباره باستمرار بمدى احترامه وحبه، ومعانقته، مع طرح بعض الأسئلة عن أفراد العائلة، وعرض مجموعة صور وتذكارات معهم، لأنّ هذه التجربة ستكون ثرية جدًّا لهذا الشخص، وستمنحه الكثير من السعادة لاسترجاع ذكريات الماضي.
- توقيره وإكرامه
إن مِن تعاليم الإسلام في حق الكبير: توقيره وإكرامه، بأن يكون له مكانة في النفوس، ومنزلة في القلوب، وكان ذلك مِن هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه، وجعله مِن هديه وسماته وصفاته، فقد أوجب نبينا صلى الله عليه وسلم احترام كبار السن، والسعي في خدمتهم؛ فرُوي عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: جاء شيخ يريد النبي صلى الله عليه وسلم فأبطأ القوم عنه أن يوسعوا له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا، ويأمر بالمعروف ويَنْهَ عن المنكر).
- الدعاء له
إن مِن إجلال الكبير وحقه علينا أن ندعو له بطول العمر، والازدياد في طاعة الله، والتوفيق بالسداد والصلاح، والحِفظ من كل مكروه، والتمتع بالصحة والعافية، وبحُسن الخاتمة.