انشغل المراقبون بمناقشة مصير النفوذ الروسي في افريقيا خصوصا في منطقة الساحل والصحراء- مالي وبوركينا فاسو والنيجرو افريقيا الوسطى – بعد مقتل زعيم مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين ومساعديه دميتري أوتكين و فاليري تشيكالوف.
الانشغال بمناقشة مصير النفوذ الروسي لن يخفي الحقيقة المرة الممثلة بتراجع النفوذ الفرنسي؛ وتصدع النفوذ الامريكي الذي يكافح لسد الثغرات الناجمة عن الفشل الفرنسي في افريقيا.
حالة الانكار الفرنسية التي عبر عنها امانويل ماكرن في اجتماعه السنوي مع سفراء ودبلوماسي بلاده يوم امس الاثنين لن تغير الحقيقة فشركة فاغنر الروسية ليست الفاعل الروسي الوحيد في افريقيا؛ فالجيش الروسي يخطط لنشر قواعد في افريقيا الوسطة بوناء قواعد بحرية في السودان كما ان السلاح الروسي عاد ليتدفق الى دول القارة الافريقية مستعيدا مكانته كمنافس.
روسيا ليست التحدي الوحيد؛ فالصين وبعد ان تمكنت من تعزيز مكانتها الاقتصاية كاكبر شريك لدول القارة الافريقية؛ وجهت نشاطها نحوالتعاون العسكري والامني بانعقاد الدورة الثالثة للمنتدى الصيني الأفريقي للسلام والأمن في بكين اليوم الثلاثاء (29 اب /اغسطس 2023) وبمشاركة أكثر من 100 مندوب من حوالي 50 دولة أفريقية.
الصين تطمح لان تكون الشريك الاول للقارة الافريقية في كافة المجالات ومن ضمنها المجال العسكري؛ وهي الورقة الاخيرة المتبقية لفرنسا بل وللولايات المتحدة في القارة الافريقية ما يؤكد بان التحديات التي تواجهها اميركا لم تعد تقتصر على الفشل العسكري الفرنسي؛ بل والصعود والتمدد الروسي والصيني في القارة الافريقية .
وزير الدفاع الصيني( لي شانغفو)في منتدى الامن اكد إن التعاون الصيني الأفريقي في مجال الأمن سيجلب المزيد من الاستقرار للعالم؛ مشيرا إلى ان العلاقات بين الصين وأفريقيا تستند إلى مبادئ المساواة والتعاون المتبادل والشراكة العملية وهي قيم كانت غائبة عن خطاب امانويل ماكرون يوم امس الاثنين؛ فلغته متعالية لم يتخلى فيها عن دور الاستاذ والمنقذ؛ علما ان مجازر (روندا وبوروندي) ومجازر (افريقيا الوسطى) جرت تحت انف القوات الفرنسية في البلدان الثلاث؛ والحروب والصراعات والدكتاتورية المتجذرة في تشاد حليفة باريس تعد علامة فارقة في السياسية الفرنسية لا يمكن انكارها فهي تنقض كل ما قاله الرئيس الفرنسي ماكرو ن يوم امس الاثنين امام سفراء بلاده.
وبالعودة الى الصين فان وزير الدفاع الصيني شانغفو اعلن استعداد بلاده لتنفيذ مبادرتها الأمن العالمي وبناء مجتمع صيني أفريقي مشترك المصير؛ مضيفا تحدي جديد للولايات المتحدة الامريكية التي تعاني من فشل كبير لايقل خطورتة عن شريكتها فرنسا؛ فشل برز واضحا في السودان حيث تحولت العقوبات وسياسات الاسرلة (التطبيع القسري) التي تفرضها على الدول العربية الافريقية مع الكيان الاسرائيلي في السودان وليبيا سببا لتقويض الاستقرار في القارة السمراء؛ وهو فشل بنكهة امريكيةعبر عنه يوم امس باحتجات واسعة في ارجاء ليبيا كاملة؛ فهل تتحرك احجار الدمينو نحو تشاد و دول القارة ام ستسارع الدول وعلى راسها ليبيا والسودان الى الصين وروسيا بحثا عن الاستقرار وهروبا من اميركا واوروبا المتطلبة جندريا وتطبيعيا وطاقويا.