أرقام ذات دلالة في الانتخابات التركية

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on telegram
كتب : سعود أبو محفوظ

3,4 مليون تركي لهم حق التصويت في الخارج، منهم 1,5 مليون صوت في المانيا التي تحدد مصير أردوغان،  حيث صوت 8،48% منهم، وفي انتخابات عام  2018 حصل اردوغان على        9،64% من المانيا وحدها.

• فرنسا فيها 397 الف صوت، وهولندا 287 الف صوت، وبلجيكا 153 الف صوت وامريكا 134 الف صوت بعضها تحت تأثير فتح الله غولن، وبريطانيا فيها 127 الف صوت والباقي تتوزع على 73 دولة، وصوت من اتراك الخارج هذه المرة  53,2%.

• الواقع الانتخابي التركي معقد والتأثير الخارجي كبير، وتعديل القناعات محدود للغاية لأن البلد مفروز اثنيا وطائفيا وحزبيا والعلمانية تجذرت بعمق مع المدى، فان مصطفى كمال اتاتورك له أكثر من 22,000 صنم وتمثال مبثوثة في كل الأماكن وبعض الأحزاب تقدسه حد العبادة، والعلويون نحو 18 مليون والأكراد 25   مليون ونسبة الانجاب هي الاعلى وهناك الظاظا والشركس والبوماك والأرمن والاشوريون واليونان والشيعة والغجروسواهم، وينسحب هذا حتى على مرشحي الرئاسة فواحد علوي والاخر شيعي.

• لا تنكر الانجازات الاستثنائية لأردوغان لكنها لا تغير قناعة البعض في عدم انتخابه حتى لو حرر الأندلس لأنه ليس من ذات الشريحة، ومع ذلك نفذ حملة قوامها نحو 11,5 مليون متطوع من اعضاء حزبه عملوا في الانتخابات لمدة ثلاث سنوات لاحراز هذه النتيجة التي انتزعوها من دائرة الاستحالة.

•  في اسطنبول وحدها قامت حملته بزيارة مليون وربع المليون أسرة خلال أسبوع لذلك حصلوا على 61,6% من أصوات منطقة ارنأوط كوي مقابل 33,36% لحزب الشعب الجمهوري، وهنا تبرز بوضوح التركيبات المجتمعية حيث ان احياء كاملة تركيبتها علمانية أو قومية أو كردية أو محافظة وتأتي النتائج ترجمة لذلك والامثلة كثيرة وثابتة، ففي Esenler صوت لأردوغان 62% مقابل 32%، وفي Sultanbeyli صوت 65% لصالح أردوغان مقابل 30% لمنافسه، وفي سلطان غازي حصل اردوغان على58% مقابل37% لكليجدار اوغلو، وبنفس المنطق حصل كليجدار اوغلوا على 80% في بشكتاش على البسفور مقابل 17% لاردوغان، ومثلها BAKIRKOY العلمانية التي أعطت 73% لكليجدار مقابل 21% لصالح اردوغان، أما   Bagcilarفأعطت 58% لصالح المعارضة و37% لأردوغان، والامور أوضح في Kadikoy حيث انحازت لكليجدار بنسبة 80% مقابل 17% لأردوغان، ومثلها سيلفري بواقع 55% مقابل40% لصالح اردوغان، وهكذا هي النتيجة في كل المناطق، لكن الملاحظ ان التصويت للمقاعد كان أفضل لحزب العدالة والتنمية و يختلف عن التصويت للرئاسة، لأن دعاية المعارضة حملت الرئيس وزر التضخم واللاجئين السوريين وماشابه.

• فاز أصغر نائبين على قائمة الرئيس وهما شاب وفتاة بعكس المعارضة التي ركزت على الكهول،لابل ان حزب اردوغان أدخل 50 امرأة في البرلمان بخلاف دعاية منظمات التمويل الاجتماعي، ويسجل لاردوغان تمثيله لكل الوان طيف الشعب التركي وأنصف الأقلية العربية كثيرا وفسح المجال للمشاهير في الرياضة والثقافة وغيرها، واخترق جميع المناطق بما فيها أزمير معقل المعارضة العلمانية حيث حصد ثمانية مقاعد، واخترق المناطق الكردية جميها ماعدا ولاية تونجلي العلوية التي ينحدر منها المرشح اليساري كليجدار أوغلو.

• وكانت لافتة نتائج كهرمان مرعش مركز الزلزال، التي صوتت لاردوغان بفارق كبير للرئاسة، ورغم جهود المعارضة وتركيزها على تشوية الخدمات الهائلة وادارة الحكم لأزمة الزلزال، وسعيها لرشوة المتضررين من خلال خدمات البلديات التابعة لسيطرتها، الا ان النتائح حتى في حساب المقاعد جاءت كالتالي : –

– حزب العدالة والتنمية : 48% مع خمسة مقاعد برلمانية.

– حزب الشعب الجمهوري: 6,3% ومقعدان.

– الحزب القومي دولت بهجلي:  6,1 % ومقعد واحد.

– حزب الرفاة الاسلامي الجديد:  5,4 % وصفر مقاعد.

• كتبت كثيرا بانني لست متحمسا للحسبة السياسية لاردوغان رغم اخلاصه في الاجتهاد لها والتدبير لتنفيذها ، لكنني معجب بتسامحه الاجتماعي وافساحه المجال لحرية المسلم المحروم والعلماني المخدوم، وانني منبهربانجازه الاقتصادي فهو يدير الدولة بعقلية رئيس البلدية المسكون بالانجاز ثم الانجاز، ولذلك لم يركز على البناء الحزبي والفكري والدعوي للشباب الذين تركوا نهبا مباحا ومتاحا في بلد مستهدف، فأصبح الشباب يتطلعون الى مستقبل واعد بدون اردوغان الذي لم يعرفوا سواه منذ عشرين عاما، يقول الفاروق عمر: ” لوا استقبلت من أمري ما استدبرت لما تركت الولاة أكثر من اربع سنين ، لأن الناس يملوهم حتى لو أحسنوا”.

•  رغم ضخامة وتنوع الاصطفاف الخارجي والداخلي ضد أردوغان الأ انه خاض بمناورات ذكية وتدابير فائقة وحصافة مذهلة ونباهة نادرة(16) معركة انتخابية بنجاح، والنجاح الأكبر هو ادارة تجربة انتخابية ديمقراطية مبهرة في الانتظام والانضباط بجوار محيط من ظلمات الاستبداد والاستعباد، ان مشكلة اردوغان الفعلية هي الاسلام الذي تربى عليه ولاينادي به كون ذلك من المحرمات في بلد علمانيته متوحشة ومقوننة، ومحكوم بدستور تم تفصيله في محافل العلمانية الاوروبية المأسورة لموقف عقدي تاريخي مناهض للاسلام السمح.

اكتب تعليقك على المقال :