أكد أخصائي علم الفيروسات بجامعة العلوم والتكنولوجيا الدكتور مصطفى عبابنة أن 80 بالمائة من الوفيات الناتجة عن الاصابة بفيروس الكورونا هم فوق الـ 60 من العمر و75 بالمائة منهم لديهم أمراض أخرى وان نسبة الوفيات بين المصابين بالفيروس بين 2 الى 3 بالمائة.
وبين خلال محاضرة له في الجمعية الاردنية للبحث العلمي والريادة والابداع مساء امس بعنوان “فيروس الكورونا المستجد: ماذا نعرف عن طبيعة هذا الفيروس حتى الآن؟” وادارها رئيس الجمعية الدكتور رضا الخوالدة، ان عدد الاصابات بهذا المرض بلغت حتى الان اكثر من 81 الفا و 128 حالة وعدد الوفيات بلغ 2765 وعدد الحالات التي شفيت 30 الفا و258 حالة، مبينا ان حضانة الفيروس تمتد من يومين الى 14 يوما وفي بعض الحالات وصلت الى 24 يوما.
وقال ان الحالات البشرية المصابة التي تصنف كحالات خفيفة تشكل 82 بالمائة والحالات المصنفة خطرة 15 بالمائة بينما الحرجة جدا تشكل 3 بالمائة ويوجد بروتوكول علاجي معتمد من منظمة الصحة العالمية للتعامل مع هذه الحالات.
وحول امكانية العدوى خلال فترة الحضانة، اكد انه يوجد حالات بسيطة تم الاشارة اليها في بعض الدراسات، مشيرا الى ان وسيلة الانتقال الاساسية للفيروس هي عبر الرذاذ اثناء السعال والعطاس لكن الفيروس موجود في اللعاب والبول والبراز ما يفتح المجال لطرق اخرى للعدوى.
واوضح ان الفيروسات التاجية من اهم الفيروسات الموجودة والتي لها تأثير مباشر على صحة الإنسان والحيوان، والتي منها فيروس كورونا”، مضيفا أن الفيروسات التاجية تصيب الثدييات ابتداء من الخفاش مرورا بالكلاب والقطط والأبقار وانتهاء بالإنسان حيث أن هذه الفيروسات، تحتوي على الحامض النووي (RNA) كمادة وراثية، وهي سريعة التطور، وأن معدل الطفرات (المزج بين المادة الوراثية لأكثر من فيروس) عالي جدا في الفيروسات التاجية، وهذا الأمر ينطبق على الفيروسات الأخرى مثل الانفلونزا والايبولا التي بدورها تستخدم الـRNA كمادة وراثية.
وأشار عبابنة، إلى أن الفيروسات التاجية كانت متعايشة مع الإنسان إلى حد ما، حيث يوجد 4 أنواع من هذه الفيروسات تسبب عدوى رشح للإنسان ولا تؤدي إلى الوفاة لكن فيروس كورونا، اخترق هذا التعايش، في 3 مناسبات، حيث كانت المناسبة الأولى في شهر تشرين الثاني 2002، بعد ظهور فيروس “سارس” والذي أصاب 8096 إنسانا حول العالم وقدرت نسبة الوفيات بـ10 بالمائة وفي الحالة الثانية، ظهر فيروس “MERS_Cov” في شبه الجزيرة العربية والأردن في نيسان 2012 وأصيب به 2494 شخصا وبنسبة وفيات تقارب الـ35 بالمائة لافتا إلى أن فيروس كورونا يأتي في الحالة الثالثة، والذي أصاب الصين في شهر كانون الأول الماضي، في سوق الأحياء البحرية والبرية.
وتخلل المحاضرة العديد من الاسئلة والمداخلات التي اكدت أهمية تثقيف المواطنين وتوعيتهم بالمرض ليكونوا على معرفة واسعة بالمرض لا سيما في ظل كثرة الاشاعات حول المرض وانتشاره.